تناولت
صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية تقريرا عن من وصفته بالقائد الجديد لحركة
حماس في
غزة محمد السنوار، شقيق رئيس المكتب السياسي السابق للحركة، الشهيد يحيى السنوار.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن حماس لديها سنوار آخر، وهو يقوم بإعادة بناء الحركة، وفي ظل
الشقيق الأصغر ليحيى السنوار الذي قتل في تشرين الأول/ أكتوبر 2024، يقوم محمد
السنوار بتجنيد مقاتلين جدد، وجر إسرائيل إلى حرب استنزاف".
وأضافت أنه بالرغم من الحملة
الإسرائيلية المستمرة منذ 15 شهرا حولت القطاع إلى أنقاض وقتلت آلافا من
المقاتلين وقادة الحركة، وقطعت كل المعابر التي يمكن للحركة استخدامها لإعادة
التسلح، ما جعل الحركة التي كانت كوادرها مدربة ومسلحة بشكل جيد، ضعيفة
الآن، فإن العنف والدمار خلقا جيلا جديدا من
المتطوعين الراغبين وسط غزة، التي تنتشر فيها الذخائر غير المنفجرة التي يمكن
لمقاتلي حماس إعادة استخدامها في قنابل بدائية الصنع.
وأوضح تقرير الصحيفة، أن حماس تستخدم هذه الأدوات لمواصلة
ضرب الجيش الإسرائيلي والتسبب بالألم له، فقد
أعلن الجيش الإسرائيلي في الأسبوع الماضي عن مقتل 10 جنود في منطقة بيت حانون في
شمال غزة، كما أطلقت حماس حوالي 20 صاروخا على إسرائيل في الأسبوعين الماضيين.
وأشارت الصحيفة إلى أن حملة التجنيد التي تقوم بها حماس وقتالها المستمر يشكلان تحديا
كبيرا لإسرائيل، فقد استهدف الجيش الإسرائيلي قوى وكتائب الحركة، لكنه عاد أكثر من
مرة إلى المناطق التي أعلن تطهيرها من المسلحين لملاحقتهم مرة أخرى.
وتشير هذه
الدوامة إلى صعوبة وقف الحرب التي استنفذت القوات الإسرائيلية، وتعرض حياة الأسرى
المحتجزين لدى الحركة، بحسب التقرير.
اظهار أخبار متعلقة
ونقلت الصحيفة عن أمير أفيفي، الجنرال الإسرائيلي المتقاعد
قوله: " نحن في وضع باتت فيه وتيرة بناء حماس لنفسها من جديد أعلى من وتيرة
قضاء الجيش الإسرائيلي عليها".
وتضيف الصحيفة أن محمد السنوار في مركز
الجهود التي تبذلها حماس للبقاء، فعندما قتل شقيقه يحيى في العام الماضي، قررت
حركة حماس التي يتحذ جناحها السياسي مقرا له في العاصمة القطرية، الدوحة، عدم تعيين
زعيم لها، والاكتفاء بقيادة جماعية.
وزعمت أن "هذا لم يرض القيادات الميدانية في غزة، التي
تعمل مستقلة تحت قيادة محمد السنوار، وذلك نقلا عن وسطاء عرب في محادثات وقف إطلاق
النار مع إسرائيل".
ويبلغ محمد 50 عاما من العمر، وهو أصغر بعشر سنوات من شقيقه الأكبر، لكنه انضم إلى
حركة حماس وهو صغير مثل يحيى. وعلى خلاف
شقيقه الذي قضى عقدين في السجون الإسرائيلية، لم يقض محمد فترة طويلة، ولهذا فهو
غامض لدى المؤسسة الإسرائيلية.
وظل يعمل من خلف الأضواء، حسب مسؤولين عرب، ما
منحه لقب "الشبح". ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي بارز قوله: "نعمل بشكل جاد للعثور عليه".
ويعتقد مسؤولون إسرائيليون أن محمدا كان واحدا من
المسؤولين عن اعتقال جلعاد شاليط، المجند الإسرائيلي في عام 2006، الذي قاد في
النهاية للإفراج عن شقيقه يحيى عام 2011. وبعد رحيل الأخ الأكبر ومحمد الضيف، الذي
تقول إسرائيل إنها قتلته في صيف العام الماضي، ولم تؤكد حماس مقتله، أصبح محمد
السنوار الشخصية العسكرية البارزة في كتائب عز الدين القسام، شمال غزة، حسب محللين
سياسيين وناشطين.
اظهار أخبار متعلقة
وتقول الصحيفة إن عدد مقاتلي حماس قبل الحرب كانوا -حسب التقديرات- 30,000 مقاتل، قالت إسرائيل
إنها قتلت 17,000 منهم واعتقلت الآلاف،
إلى جانب تدميرها معظم الكتائب التابعة للجناح العسكري والبالغ عددها 24 كتيبة،
على ما تزعم.
وأردفت، "لا يعرف عدد المجندين الجدد، مع أن إسرائيل تقول إن الحركة جندت أعدادا جديدة من
المقاتلين، قاموا بشن هجمات اضرب واهرب رغم عدم خبرتهم، كما تعتقد
إسرائيل أن الأعداد الجديدة قد تكون بالآلاف. وتستهدف عمليات التجنيد الجنازات
والتجمعات.
وقد أدت الدفعة الجديدة للتجنيد إلى إطالة أمد
الحرب التي بدأت بعد هجمات 7 تشرين الأول/ أكتوبر وقتل فيها أكثر من 46,000
فلسطيني و400 جندي إسرائيلي. وتحاصر إسرائيل شمال غزة منذ أكثر من 3 أشهر، ما
يظهر أن أعدادا من المقاتلين لا يزالون يقاتلون، بحسب الصحيفة.
واستدركت بأن "محمد السنوار أثبت عناده مثل
شقيقه الأكبر، ويدفع باتجاه وقف دائم للنار للتأكد من نجاة حماس، وفق ما يقول
مسؤولون عرب على علاقة بالمفاوضات.
وبحسب رسالة كتبها محمد السنوار العام الماضي
وجهها للوسطاء، واطلعت عليها الصحيفة:
"حماس في وضع قوي لإملاء شروطها".
وفي رسالة أخرى، قال "إن لم يكن
هناك اتفاق شامل ينهي معاناة الغزيين ويبرر الدماء والتضحيات التي بذلوها، فستواصل
حماس القتال".
ولدى حماس ترسانة عسكرية ضخمة قبل
الحرب، رغم محاولات إسرائيل إغلاق المعابر التي تعتمد عليها لنقل الأسلحة ومنها
محور فيلادلفيا بين غزة ومصر.
وتتناقض الصعوبة التي تجدها إسرائيل في اقتلاع حماس، مع
نجاحاتها في قتل قادتها إن في غزة أو خارجها، إلى جانب اغتيال الصف الأول من قيادات
حزب الله، بمن فيهم الأمين العام، حسن نصر الله، الذي جاء للتضامن مع غزة بعد الحرب
مباشرة، وفق الصحيفة.
اظهار أخبار متعلقة
وفي تعليق للسفير الأمريكي لدى إسرائيل جاك ليو أصدره في 10 كانون
الثاني/ يناير، قال فيه إن الولايات المتحدة كانت تعتقد منذ فترة طويلة أن تحديد
تدمير حماس كهدف كان خطأً.
وقد دفعت الولايات المتحدة إسرائيل إلى التوصل إلى خطة
لحكم قطاع غزة بعد الحرب حتى يمكن إخراج حماس منه، كما يتفق العديد من أعضاء المؤسسة
الأمنية الإسرائيلية مع هذا الرأي، فهم يريدون من الحكومة أن تقدم إدارة جديدة
قادرة على مواجهة سيطرة حماس على أجزاء من القطاع، مع اعتبار السلطة الفلسطينية
الخيار الواقعي الوحيد.
وقد عارض نتنياهو دور السلطة الفلسطينية، التي تدير أجزاء
من الضفة الغربية المحتلة. ويبدو أن لاعبين آخرين، مثل الدول العربية، غير راغبين
في السيطرة على غزة، في حين تظل حماس تشكل تهديدا عسكريا.