سياسة عربية

منظمة حقوقية: إسرائيل تحتجز عشرات المرضى والأطباء في مستشفى شمال غزة

الجيش الإسرائيلي احتجز مئات المرضى والطواقم الطبية والنازحين في "مستشفى كمال عدوان" شمال القطاع.. الأناضول
الجيش الإسرائيلي احتجز مئات المرضى والطواقم الطبية والنازحين في "مستشفى كمال عدوان" شمال القطاع.. الأناضول
حمل المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إسرائيل مسؤولية حياة عشرات الأطفال والمرضى والجرحى وأفراد الطواقم الطبية الذين يحتجزهم جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد اقتحام مستشفى "كمال عدوان" في مشروع بيت لاهيا شمال غزة.

وقال المرصد الأورومتوسطي في بيان له اليوم الجمعة أرسل نسخة منه لـ "عربي21": إن قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي، وبعد قصف متكرر أمس وفجر اليوم لمستشفى كمال عدوان الذي يوجد به أكثر من 150 من الأطفال والمرضى وأفراد الطواقم الطبية، أقدمت على اقتحام المستشفى وأجبرت الجميع على التجمع في ساحته.

وذكر أنه تلقى معلومات أن قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي فصلت الرجال عن النساء والأطفال، وبدأت بإخضاع جميع من تزيد أعمارهم عن 13 عامًا للتحقيق والتنكيل، بمن في ذلك أفراد الطواقم الطبية، والاعتداء عليهم.

وأشار إلى أن 15 مريضًا في غرفة العناية المركزة، منهم أطفال، مهددون بالموت بعد أن قصف الجيش الإسرائيلي محطة الأكسجين بالمستشفى، وهناك معلومات أولية عن وفاة عدد من الأطفال جرّاء نقص الأكسجين.

ولفت الانتباه إلى أن الاتصال حاليًّا منقطع تمامًا بجميع من في المستشفى في ظل وجود خطر على حياة الجميع، منبهًا إلى أن اقتحام المستشفى جاء بعد ساعات قليلة من وصول وفد دولي مصطحبًا كمية محدودة من الأدوية والوقود.

وطالب الأورومتوسطي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بتحمل مسؤولياتها وإلزام إسرائيل بالإفراج عن الطواقم الطبية والمرضى والجرحى وحمايتهم وضمان استئناف عمل المستشفى وطواقم الإسعاف والدفاع المدني، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من حياة آلاف الفلسطينيين هناك، باعتبارهم من الفئات والأعيان المدنية المحمية بموجب القانون الدولي الإنساني.

وسبق أن تعرض مستشفى "كمال عدوان" للاقتحام والتدمير من الجيش الإسرائيلي، خلال الاقتحام الأول لشمال غزة في ديسمبر/كانون الأول الماضي، وأعيد لاحقًا تشغيله جزئيًّا، وكان يتحمل في الأسابيع الثلاثة الماضية استقبال العدد الأكبر من ضحايا التوغل الإسرائيلي الثالث في شمال غزة، والذي تجاوز عدد ضحاياه 900 قتيل و1500 جريح.

وحذر الأورومتوسطي بأن الأوضاع في شمال غزة كارثية بشكل غير مسبوق، حيث تتعرض المنازل للقصف والحرق ولا توجد أي طواقم إسعاف أو دفاع مدني للمساعدة في الإنقاذ.

وأشار إلى أن ثمانية منازل على الأقل تعرضت الليلة الماضية إلى قصف إسرائيلي مكثف، وسط معلومات أولية عن وجود ما يقارب بين 200 قتيل وجريح، مرجحًا مقتل الجرحى لعدم وجود من ينقذهم أو أي وسيلة لإنقاذهم وتقديم العلاج لهم، بسبب الحصار الإسرائيلي الشامل، وفرض حظر على الحركة في الشمال، وحصار المستشفيات واستهدافها واقتحامها.

وجدد الأورومتوسطي تحذيره بأن تعطيل إسرائيل عمل الدفاع المدني وطواقم الإسعاف، بالتوازي مع استهداف وحصار المستشفيات في شمال قطاع غزة، يعني قرارًا رسميًّا بإعدام آلاف المصابين والمرضى، ضمن سعيها المعلن لإكمال تفريغ المنطقة من سكانها بالقوة وطردهم تحت وطأة القتل والتجويع والترهيب، في إطار جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها في قطاع غزة منذ أكثر من عام.

وطالب الأورومتوسطي طواقم اللجنة الدولية للصليب الأحمر باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة للوصول إلى مستشفى كمال عدوان، والاضطلاع بمسؤولياتها لتأمين حماية المرضى والجرحى والطواقم الطبية، وإمدادهم بالمساعدات الإنسانية، والعمل في جميع الأحوال، واستنادا لمبادئ عملها، على إصدار الإدانات العلنية للانتهاكات الجسيمة التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي، خاصة وأن هذه الانتهاكات تتكرر على نحو خطير ومتصاعد منذ أكثر من عام، وفشل كافة الجهود والمحادثات الداعية لوقف الجرائم الإسرائيلية، بما في ذلك تلك التي تجريها اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

وجدد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان دعوته إلى جميع الدول والأمم المتحدة بتنفيذ التزاماتها القانونية الدولية بوقف جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة، وفرض حظر أسلحة شامل على إسرائيل، ومساءلتها ومعاقبتها على كافة جرائمها، واتخاذ كافة التدابير الفعلية لحماية الفلسطينيين المدنيين هناك، ومنع تهجيرهم قسرًا وضمان عودتهم إلى مناطق سكناهم، والإفراج عن كافة المعتقلين الفلسطينيين الذين تم اعتقالهم تعسفًا، وإدخال كافة أشكال المساعدات الإنسانية الغذائية وغير الغذائية، وبخاصة المنقذة للحياة، على وجه السرعة ودون عوائق وبما يلبي كافة احتياجات سكان قطاع غزة، وخصوصًا في مناطق الشمال، وضمان انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من كامل قطاع غزة.

وأعلنت وزارة الصحة بقطاع غزة، اليوم الجمعة، أن الجيش الإسرائيلي احتجز مئات المرضى والطواقم الطبية والنازحين في "مستشفى كمال عدوان" شمال القطاع بعد اقتحامه، وذلك إمعانا بالإبادة والتطهير العرقي منذ 21 يوما.

وقالت الوزارة في بيان: "الجيش الإسرائيلي يقتحم مستشفى كمال عدوان ويتواجد داخله، ويحتجز مئات المرضى وطواقم طبية ونازحين من المستشفى عقب اقتحامه".

وتابعت أن "مستشفى كمال عدوان" لم يتزوّد بطعام أو أدوية أو مستلزمات طبية لإنقاذ حياة الجرحى والمرضى، وأن "الوضع داخل المستشفى كارثي بمعنى الكلمة".

والخميس، قال مدير عام وزارة الصحة بغزة منير البرش للأناضول، إن أكثر من 160 مصابا ومريضا داخل مستشفى كمال عدوان يواجهون "خطر الموت" جراء شح المستلزمات الطبية والوقود بفعل حصار إسرائيل.

ويتواصل التوغل والقصف الإسرائيلي لمناطق مختلفة من محافظة شمال غزة بالتزامن مع استمرار مساعي الجيش لإفراغ المنطقة من ساكنيها عبر الإخلاء والتهجير القسري.

وفي 5 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، بدأ الجيش الإسرائيلي عمليات قصف غير مسبوق لمخيم وبلدة جباليا ومناطق واسعة شمالي القطاع، قبل أن يعلن في اليوم التالي بدء اجتياحه لها بذريعة "منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة"، بينما يقول الفلسطينيون إن إسرائيل ترغب في احتلال المنطقة وتهجير سكانها.

وبدعم أمريكي، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023، حرب إبادة جماعية على غزة خلفت أكثر من 143 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

وتواصل تل أبيب هذه الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.
التعليقات (0)