ملفات وتقارير

ماذا وراء تهديدات فصائل عراقية باستهداف دول خليجية؟

لم يصدر أي موقف من الدول التي هاجمها الولائي واتهمها بمساندة الاحتلال الإسرائيلي- إكس
لم يصدر أي موقف من الدول التي هاجمها الولائي واتهمها بمساندة الاحتلال الإسرائيلي- إكس
في ثاني تهديد من نوعه خلال أسبوعين، أطلق زعيم مليشيا "كتائب سيد الشهداء" أبو آلاء الولائي، تصريحات اتهم فيها السعودية والإمارات بتمويل الاحتلال الإسرائيلي في العدوان الذي يشنه على قطاع غزة ولبنان، متوعدا بأنهما "لن يكونا بمأمن من العقوبة".

وقال الولائي في تغريدة عبر منصة "إكس"؛ إن "كمية القنابل التي ألقاها الكيان الغاصب على غزة والضاحية حتى الآن، تعادل بتأثيرها القنبلة النووية التي ألقتها أمريكا على ناغازاكي، مستندا على الأموال الإماراتية والسعودية، التي وفرت غطاء ماليا".

وأضاف الولائي، قائلا: "الأمر الذي يضع حكام تلك الأنظمة الراعية في دائرة المسؤولية المباشرة عن الدماء البريئة التي تراق، ولن يجعلها بمأمن من العقوبة".

رسائل إيرانية
من جهته، قال المحلل السياسي العراقي، غانم العابد، في حديث لـ"عربي21"؛ إن "اتخاذ قرار الدخول في الحرب من عدمه، محصور بيد الحكومة العراقية والقائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني".

وأضاف العابد أن "الحكومة العراقية بدأت بخطوات تجاه الأزمة، لاقت ترحيب كل الشعب، وذلك عبر تقديم الخدمات الإنسانية، واستقبال الجرحى وإرسال الأطباء ومواد إغاثية والنفط وغيرها، وهذه كلها خطوات تعد جيدة للنأي بالعراق عن الحرب".

وأردف قائلا: "لكن، أن يقوم بعض قادة المليشيات بإرسال تهديدات إلى دول الجوار، فهذا يعد تمردا على الدولة، وكان الأجدى بالحكومة العراقية محاسبة أبو آلاء الولائي على تصريحاته هذه، التي تضر بالعراق أكثر مما تنفعه".

ورأى الخبير العراقي أن "تصريحات الولائي تأتي متناغمة مع الرسائل والتهديدات الإيرانية التي ترسلها للغرب، أنه في حال قيام الجانب الإسرائيلي باستهداف منشآت الطاقة في إيران، فإنها سترد على إسرائيل وحتى دول الخليج، ما يعني أننا قد نكون أمام حرب الطاقة في المنطقة".

إظهار أخبار متعلقة


وأشار إلى أن "الولايات المتحدة لن تسمح بمثل هذه الهجمات، خصوصا أنها مقبلة على انتخابات رئاسية بعد شهر من الآن، وهي تضغط على إسرائيل حتى لا تنفذ مثل هذه الضربات".

في المقابل، رأى المحلل السياسي العراقي، أثير الشرع، أن "بنيامين نتنياهو هو أول من صنّف الدول المتعاونة معهم، عندما رفع خارطة في اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة، أطلق عليها اسم بلدان النعمة، وتضم مصر والأردن والسعودية، وأن الإمارات أيضا داعمة للكيان الصهيوني".

وأضاف الشرع لـ"عربي21" أن "من قال إن هؤلاء يساعدوننا هو نتنياهو، إضافة إلى أنه عندما تمرّ صواريخ المقاومة عبر الأردن الملاصقة للأراضي المحتلة، فإن الحكومة الأردنية تقوم على إسقاطها، وهذا يؤكد وجود تعاون مع الاحتلال الإسرائيلي".

وأكد الخبير العراقي أن "الفصائل ممتعضة جدا من موقف بعض الدول العربية التي تتعاون مع الكيان الصهيوني، وتقف بالضد من الفصائل التي تحمل شعار تحرير فلسطين من الاحتلال".

وشدد على أنه "إذا اندلعت حرب شاملة وتمادى الكيان الصهيوني باستهداف إيران والعراق، فإن الفصائل المسلحة بالتأكيد ستستهدف المصالح الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة، وأن أي دولة تتعاون مع الإسرائيليين وفي داخل أراضيها قواعد أمريكية، ستكون عرضة للاستهداف".

ولفت إلى أنه "بسبب الموقف المخزي لبعض الدول تجاه ما يحصل من عدوان في لبنان وفلسطين، فإن من حق الفصائل التنديد بدور هذه البلدان العربية وحكامها جرّاء ما يحصل في المنطقة".

تعاط رسمي
وعن انعكاس التهديدات على علاقة العراق مع السعودية والإمارات، قال العابد؛ إن "الدول تتعامل مع الدول، وإذا صدرت عن أي شخص ينتمي إلى مليشيات تصريحات، فإنها لن تلقي لها اهتماما كبيرا".

وأضاف أن "هذه المليشيات تريد أن تضع البلاد في حرب مع جميع دول المنطقة، لأغراض إيرانية بحتة، وأن العراق ليس وصيا على أي أحد حتى يهدده، فكل دولة لها سياستها وهي أدرى بمصالحها، مادام أنها لا تسبب لنا أي ضرر، سواء كانت السعودية أو غيرها".

من جانبه، رأى الشرع أن "الحكومة العراقية رفضت أي تهديد ينطلق من الفصائل تجاه الدول، وهذا موقف العراق الرسمي؛ لأنه وفق للأعراف الدبلوماسية، والعلاقات العراقية الإقليمية، لا يمكن الحديث بهذه الطريقة مع البلدان".

وبيّن الشرع أن "بيانات الحكومة العراقية ترفض تصريحات بعض الفصائل، وتنتعت بعض الشخصيات بالخارجة عن القانون؛ لأننا هنا نتحدث عن علاقات ثنائية، لكن عندما نتحدث عن الموقف الإقليمي أو في أيديولوجيات بعض الفصائل، فالأمر مختلف".

ولفت إلى أن "العلاقات بين العراق ودول الخليج لن تتأثر؛ لأن رئيس الوزراء يرفض هذه التصريحات رفضا قاطعا، وربما القضاء أيضا لوّح بأنه لا يمكن الحديث بهذا الشكل، لذلك فإن الدول ستتماشى مع موقف الحكومة".

إظهار أخبار متعلقة


تعليقا على تصريحات الولائي، قالت الحكومة العراقية، الثلاثاء؛ إنها ترفض "طروحات التخوين الموجّهة للأشقاء والإساءة لهم، لاسيما وهم يسعون في ذات السبيل إلى حماية الشعب الفلسطيني وتأكيد حقّه، وكذلك حق الشعب اللبناني في السيادة على أرضه وحماية حدوده".

وأضاف بيان المتحدث باسم الحكومة، باسم العوادي، أن "المواقف الرسمية للعراق تعبّر عنها الحكومة حصرا، بسياساتها وخطواتها المُستندة إلى الدستور والنظام الديمقراطي، ومسؤوليتها في رسم السياسات العامة، وتقدير المصلحة العليا للشعب العراقي".

وفي 27 من أيلول المنصرم، أطلق الولائي تغريدة عبر حسابه في منصة "إكس"، قال فيها؛ إن "المقاومة الإسلامية في العراق تعد الإمارات الموقع المتقدم للكيان الصهيوني في الخليج، وخط الاستهداف الأول لنيران المقاومة في حال اندلعت الحرب الشاملة".

وحذر الولائي دولة الإمارات بأن "صواريخ المقاومة الإسلامية في العراق وطائراتها المسيرة التي باتت تصل إلى عمق الكيان الصهيوني، سيكون من السهل عليها جدا بلوغ المواقع البديلة للكيان الغاصب في المنطقة".

ولم يصدر أي موقف من الدول التي هاجمها الولائي، واتهمها بمساندة الاحتلال الإسرائيلي في عدوانها على قطاع غزة ولبنان، خصوصا أن زعيم الفصيل العراقي، هو قيادي في "الإطار التنسيقي" الشيعي، الذي انبثقت منه الحكومة الحالية برئاسة محمد شياع السوداني.

وتعد "كتائب سيد الشهداء" أحد أطراف "المقاومة الإسلامية في العراق"، التي تتبنى بين الحين والآخر هجمات صاروخية وأخرى بطائرات مسيّرة على الأراضي المحتلة، والتي أدت قبل أسبوعين إلى مقتل جنديين إسرائيليين وإصابة 24 آخرين، في الجولان المحتل.
التعليقات (0)