هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
التاريخ يعلمنا أن الحقوق لا تعطى، بل تؤخذ، وبهذا المعنى، فإذا لم ينجح العرب في استغلال هذه المتغيرات وتشكيل جبهة موسعة تشمل كل دول العالم المؤيدة لفلسطين، فإن العدوان الحالي على غزة والواقع الاستراتيجي الذي تحاول إسرائيل فرضه، سيغير قواعد الصراع لمصلحة إسرائيل..
ساهمت المجازر ومنهجية التعذيب التي صنعتها الاستراتيجية العسكرية الهمجية، التي جاء بها الجنرال ديغول، والتي انخرط فيها الجنرالات الفرنسيون في الجزائر، في صناعة الإصرار الجزائري على القطيعة مع الاحتلال وإنهائه مهما كان الثمن، ولم يركن إلى مشاريع الإغراء والإلحاق سوى فئات قليلة من الجزائريين.
الحرب البريّة هي الأخطر على مستقبل الحرب ومآلاتها، لأنها هي التي تقرر لِمن النصر، فيما الحرب على المدنيين تقتل وتدمر بلا حساب، وبتفوّق عسكري مطلق، إلاّ أنها لا تحقق نصراً من الجو، فالنصر لا بد من أن يمشي على قدميه فوق الأرض المعنية.
كثيرا ما بذلت هذه المؤسسات جهودا، أو فتحت باب النقاش حول ظاهرة الإلحاد في بلادنا العربية، وقد كانت من أقوى أسباب فقدان الشباب الثفة في الدين، هو الخطاب الديني نفسه، لأنه ـ في غالبه ـ خطاب سلطوي، وخطاب لا يعبر عن آلام الشعوب ولا آمالها، وقد جسد ذلك بوضوح هذا الخطاب في مسرحية الانتخابات الرئاسية..
الصهيونية العربية أخطر من الصهيونية اليهودية لأنها تتحرك داخل الجسد المحتل وتحاول إقناع خلاياه الحية بالانتحار والموت وهو ما يجعل منها أخطر مكونات الطابور الخامس. إن مقاومة الصهيونية العربية مُقدم على محاربة الجيش الصهيوني نفسه فلولا الصهاينة العرب لهُزمت جيوشه منذ 1948 كما هزم جيشه الأسطوري هزيمة نكراء بالأمس في غزة..
الناظر بدون حتى تدقيق كبير يدرك أن جانبي الإيرادات والنفقات في الميزانية يكشفان عن خلل واضح وتشوه مزمن في المالية العامة للدولة وفي هيكل الاقتصاد الليبي، إذ ما يزال الاعتماد على النفط كبيرا ويمثل نسبة مرتفعة جدا من الإيرادات العامة، بينما لا تشكل الضرائب والرسوم إلا نحو 3% من الإيردادات.
زيارة مفاجئة وسريعة، ومباحثات مكثفة، أجراها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال جولة شرق أوسطية، شملت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، أعقبت قمة دول مجلس التعاون الخليجي، التي احتضنتها العاصمة القَطرية الدوحة، واستضافة دولة الإمارات مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "COP28"، وهذا كله، في ظل العدوان الإسرائيلي، الأعنف في تاريخه على الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة والضفة الغربية.
في الحقيقة لا يحارب أهلُ فلسطين جيش الكيان المحتل المدجج بآخر أدوات الموت والتجسس والإبادة وهم لا يحاربون مجاميع الجيوش الصليبية بقيادة الولايات المتحدة فقط. إنهم يقاتلون أولا وقبل كل شيء أنماطا أخطر من الجيوش ومن المليشيات الظاهرة والخفية ممثلة في النظام العربي ودول الطوق..
طوفان الأقصى كان إذن تسونامي كونيا أعاد الحياة لوحدة الجغرافيا والتاريخ الإسلاميين، طبعا ليس عند العملاء من الأنظمة والنخب بل في أعماق الشعوب بصورة بدأت أمريكا تدرك ما سيترتب عنه في تنافسها مع الصين وروسيا وبدأت أوروبا تدرك أنها في الحقيقة في وضعية لا تخلتف عنا: فهي أيضا مستتبعة..
إن الاستدمار الصهيوني الذي رأينا استئثاره بثروات بلادنا، واستعلاءه على أمتنا وأنظمة حكمها، واستغلاله لكل ما عنده من نفوذ وقوة لإلحاق بالغ الضرر والأذى بنا: يريد محو الإسلام من ديارنا ومن الأرض جميعا لشدة خوفه من قوة تأثيره في أتباعه والدارسين له..
الوجود الأجنبي، المرفوض قطعا، يتغذى على طفيليات النزاع ويتوسع وفقا للمساحات التي يوجدها الصراع، وأن ازدواجية المعايير تزيد الطين بلة وتعمق من التدخل الخارجي في الأزمة الليبية أكثر فأكثر، وأن ثقة الليبيين ببعضهم وتغليبهم للمصلحة العامة على مصالحهم الخاصة وتوصلهم إلى اتفاق عادل وشامل سيكون هو الوسيلة لإنهاء الوجود الاجنبي في البلاد ولا استثناء لتركيا في ذلك.
رغم سقوط آلاف الشهداء والجرحى وتدمير آلة الحرب الإسرائيلية المصنعة غربياً لآلاف الأبنية والمنازل فوق رؤوس ساكينها في قطاع غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي، استطاع أهالي غزة من خلال صمودهم وثباتهم ورفضهم لفكرة الاقتلاع والترحيل إفشال المخطط الإسرائيلي-الأمريكي..
منذ إعلان الهدنة في غزة، ودخولها حيز التنفيذ، وبرز على سطح الأحداث السياسية ملف وحيد هو الأبرز سياسيا، وإعلاميا، وشعبيا، وهو ملف: الأسرى، سواء الإسرائيليين، أو الفلسطينيين، رغم أهمية الملفات الأخرى وخاصة ما يتعلق بالإغاثة، ومداواة الجرحى، وغيره من الملفات المهمة لما ترتب على العدوان على غزة، بهذا الشكل غير المسبوق.
إننا بعد وقف إطلاق النار أمام مرحلة جديدة ابتعد فيها أي حل سياسي، كما كان بعيداً منذ النكبة 1948-1949 حتى اليوم. فنحن أمام تشكل حالة فلسطينية جديدة لاستمرار الصراع مع الكيان الصهيوني، تختلف عن كل الحالات السابقة التي عرفها الصراع: حرب وجود..
كل من شاهد وسمع السيدة لؤلؤة الخاطر يوم الأحد الماضي حين تكلمت من قلب غزة وهي وزيرة الدولة في الخارجية القطرية بتلك اللغة الصادقة قائلة للشعب الفلسطيني ومقاومته (لا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون والله معكم).. كل من كان أمام شاشة الجزيرة ساعتها أيقن أن تغييرا جوهريا يطرأ على الإنسان العربي وأن التاريخ ينعطف تدريجيا نحو فرض الحق..
لم يستأثر موضوع من المواضيع الجدالية بما استأثر به موضوع علاقة المقاومة في غزة بالمشروع الإيراني خلال الأسابيع الماضية، حيث انقسم الشارع العربي المتابع للحرب على غزة إلى موقفين أساسيين..