هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
ليس من شك في أن الأستاذ راشد الغنوشي قد عرف بنضاله السياسي وبترؤسه لإحدى الحركات الإسلامية المعاصرة وببلائه السياسي وما تعرضت له من تضييق وملاحقة في مراحل مختلفة من مسار النظام السياسي التونسي، لكن يتعين الالتفات إلى وجه آخر لإسهامه أي الإسهام العلمي والفكري، ومنهجه في التعامل مع الواقع السياسي.
في سياق التفاعل بين المشرق والمغرب الإسلامي، برز الإسهام المغربي كرافد نوعي أغنى تجربة الحركة الإسلامية تنظيراً ومنهجاً وممارسة، عبر بناء نموذج فكري وسياسي متميز يتأسس على الخصوصية التاريخية والثقافية للمغرب الكبير، دون أن ينفصل عن المرجعية الإسلامية الجامعة. فقد سعى المغاربة، على مر العصور، إلى اجتراح مقاربات عقلانية ومنهجية أصيلة، تمثلت في محاولات التجديد والمواءمة بين الحكمة والشريعة، كما هو الحال في فكر ابن رشد، وتكرست في العصر الحديث من خلال إسهامات عدد من المفكرين والعلماء والحركات الإسلامية المغربية التي انتهجت مساراً إصلاحياً وسطياً، مستقلاً عن التنظيمات المشرقية، ومستلهماً لموروثها الحضاري وتجربتها السياسية المتمايزة. هذا الإغناء المغربي لم يكن في موقع التنافس أو القطيعة، بل في إطار حوار معرفي مستمر مع المشرق، حافظ فيه المغاربة على وحدتهم العقدية واللغوية مع الأمة الإسلامية، وفي الآن ذاته طوروا نموذجهم الخاص في التعامل مع قضايا الفكر والدولة والمجتمع.
هناك قضية علمية منهجية، يحتاج " العلماء الصادقون" من الإخوة السلفيين في ليبيا خاصة وفي المغرب العربي عامة، وممن تأثر بالمدرسة الدينية في المملكة السعودية وغيرها؛ أن يتدارسوها بتجرد وموضوعية مع العلماء والفقهاء في ليبيا والمغرب.
الرغبة في الاستبداد لا تفرق بين شرق وغرب، وإنما هي نزوع بشري يظهر ويختفي هنا وهناك حسب موازين قوة الشعب وضعفه
القيم المشرقية هي في الواقع مجالات ثقافية كبيرة تضم أمماً ومناطق عدة، وهي تشكّل المرجعية الثقافية الأعم لشعوب الإقليم ومكوناته. إنها مجموعة القوى الاجتماعية والأفكار التي حققت قدراً من التجانس، لكنها تتغيّر باستمرار وتتطوّر (أو يجب أن تتطوّر) رداً على التحديات
كل هذه الدعوات تحتاج إلى تدقيق وإعادة تعريف للمصطلحات، لتحديد ما هو المطلوب في ظل التداخل الكبير في الثقافات والمصالح والعلاقات بين الدول. فلم يعد بالإمكان تقسيم العالم بين شرق وغرب
لم يكن يوما هذا المشرق مَشرقا ومُشرقا بلا المسيحية، فالمسيحيون ملح هذه الشرق وريحانة ترابه وزهرته الفوحة التي يفيض منها عبق يملا القطبين
لا يعني الحديث عن هذا التنافس الفكري بين جناحي المشرق والمغرب العربيين، تكريسا للتمزق السياسي الحاصل اليوم بشكل لم يسبق له مثيل، غير أن ما نؤكد عليه، أن تراجع الأداء والمنتوج الفكري المشرقي الملهم والمؤثر، لا يمكن أن يكون حالة ذاتية مرضية، بقدر ما هي حالة سياسية مرتبطة بالتشرذم ..
لمّا استتب الأمر للبلاد المغاربية، كان عليها أن تأخذ بناصية المعرفة، وتقدم إسهامها في حقول المعرفة على اختلافها؛ وإن بقيت في حاجة إلى الخبرة المشرقية في مجال الطباعة مثلا؛ غير أنّ فكرة "الشرق الملهم" بدأت تخفت شيئا فشيئا، لتحلّ محلّها فكرة "المشرق والمغرب".
المشرق لم بعد مرجعا في السياسة، خاصة بعد انقلاب العسكر المصري وتجبّر بشار الأسد على شعبه، وفشل نخبة العراق في الخروج من المأزق الطائفي، كما لم يكن أبدا مرجعا في الدين الإسلامي للمغرب. والتحرير والتنوير كُتب في تونس، ولم يكتب في مكة ولا في القاهرة
دعا أحمد الريسوني نائي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، إسلاميي المشرق إلى الاستفادة من تجربة نظرائهم في المغرب، نافيا ممارسة الأستاذية أو التعالي على المشارقة، مسجلا أن المغاربة لم يتدخلوا في قرار حركة النهضة فك الارتباط مع الإخوان المسلمين.
بدأت القوات التركية، يوم السبت 14 شباط/ فبراير الحالي، قصف مواقع المليشيات الكردية السورية في منطقة إعزاز وجوارها ومطار منغ. برر الأتراك عمليات القصف، التي استمرت بصورة متقطعة في الأيام القليلة التالية، بأنها تطبيق لقواعد الاشتباك؛ بمعنى أنها رد على تهديد المليشيات الكردية للأمن التركي.
قيل مرّة: «لكلّ زمان دولة ورجال»، كما قيل: «لكلّ مقام مقال»، وفي سورة آل عمران «وتلك الأيّام نداولها بين الناس». وبمعنى مشابه اشتُهر بيت أبي البقاء الرنديّ في مرثيّته الأندلسيّة:
تظل مشكلة حكم العالم العربي هاجساً أولياً محركاً لمختلف المتغيرات العنفية التي تجتاح المشرق بخاصة. فهذه المنطقة هي البقعة البركانية المولّدة هذه الأيام لبعض أهم مفاتيح الصراع الجيوسياسي الدولي، المحدد بالخارطة الأوسع للتنافس المستقبلي، حول سؤال: من سيحكم عالم الغد سياسياً واقتصادياً، وليس عسكرياً فح
ليس ثمة حدث مزلزل، حدث مولد للحروب والاضطرابات وعدم الاستقرار، مثل انهيار نظام إقليمي اكتسب شرعية ما أو اعتادت عليه الشعوب بمرور الزمن. حكمت أوروبا من القرن العاشر حتى السابع عشر باسم الإمبراطورية الرومانية المقدسة، عندما اندلعت في 1618 سلسلة من الحروب الطاحنة، اجتاحت جنبات القارة واستمرت ثلاثين عاماً. كانت الإمبراطورية قد فقدت سلطتها الفعلية على معظم القارة، التي توزعت إلى كيانات تحكمها سلالات ملكية، أو إمارات، قبل ذلك بزمن طويل. ولكن الإمبراطورية، التي ظلت طوال سبعة قرون تمثل الإطار الشرعي لنظام القارة، فقدت في النهاية معنى وجودها، سواء بفعل التنافس بين الملوك والأمراء، أو الانقسامات الدينية التي ولدتها الحركة البروتستانتية في النصف الثاني من القرن السابق، السادس عشر. ويقدر مؤرخو أوروبا أن القارة فقدت ما يقارب الأربعين بالمئة من سكانها في حرب الثلاثين عاماً، ولم تتوقف سلسلة الحروب والهجرات وعواصف الموت والدمار إلا بعد توقيع أطرافها معاهدة وستفاليا، التي أسست لنظام الدولة – الأمة، وحدود الدول وسيادتها.
كتب حسام عيتاني: إلى جانب الحاجة الإسرائيلية إلى تدمير أي توافق فلسطيني ومنع تشكيل حكومة غزة- رام الله وتفعيلها، وإضافة إلى حرمان الفلسطينيين من أي مصدر قوة يمكن في مرحلة ما أن يحسن موقعهم التفاوضي، ثمة سمة لا تخفى للحرب الحالية على غزة تضعها بسهولة ضمن ما يجري في المشرق العربي من تفكك.