هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
في توقيت بالغ الحساسية، ومع تصاعد الدور السعودي في تشكيل معادلات الشرق الأوسط الجديد، يأتي كتاب "الرجل الذي يريد أن يصبح ملكاً" للصحفية الأمريكية كارين إليوت هاوس، ليسلط الضوء على شخصية ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، كزعيم يسعى لإعادة صياغة المملكة بقبضة حداثية حازمة لا مكان فيها للديمقراطية، بل لتحديث اقتصادي واجتماعي مركزي، في وقت تُطرح فيه تساؤلات كبرى حول مستقبل الحكم، الحريات، والتطبيع في ظل ما يسميه البعض "الملكية ما قبل تتويجها".
ليست المقاصد ترفًا فقهيًا ولا اجتهادًا فكريًا مستحدثًا، بل هي في الأصل تجلٍّ لعقل الوحي حين يتحوّل إلى نظام حياة، وتعبير عن روح الشريعة حين تتنزّل في سياق العمران البشري وتدبير الاجتماع. من هذا المنطلق، يقدّم الدكتور مصطفى العرفاوي في كتابه "الاستراتيجية المقاصدية الشاملة في العهدين النبوي والراشدي" رؤية تجديدية تحفر في أعماق التجربة الإسلامية التأسيسية لاستخراج عقلها التدبيري، لا من باب الاستذكار التاريخي، بل من زاوية استئناف الوظيفة الحضارية للمقاصد.
يعد كتاب "ثقافة التصلب" محاولة مهمة وجادة لإعادة قراءة المجتمع العراقي، وترتيب المفاهيم التي تعلقت به من جديد وفق آلية رقمية دقيقة. ونحاول هنا في هذه المساحة الموجزة أن نقدم مراجعة مركزة لأبرز ما تضمنه الكتاب، مع تقديم ملاحظات تقييمية شكلية ومنهجية وموضوعية.
يتناول هذا الكتاب موضوعاً مهماً ظل لسنوات طويلة بعيداً عن دائرة الضوء: دور الإسلام والمسلمين في تاريخ العبودية والتمرد في الأمريكيتين. من خلال بحث دقيق وسرد مدعوم بالأدلة، يستعرض الباحث داود عبد الله كيف أسهم العبيد المسلمون القادمون من غرب إفريقيا في إشعال حركات تمرد وثورات ضد نظام العبودية القاسي، مستلهمين في ذلك تراث الجهاد والمقاومة الذي حملوه معهم عبر الأطلسي. ويكشف الكتاب أن الإسلام لم يكن مجرد معتقد شخصي، بل كان قوة ثقافية وسياسية فعالة حافظت على الهوية، وأشعلت جذوة التمرد، وأسهمت في صياغة معالم النضال من أجل الحرية في العالم الجديد.
في مقالة له نشرت في مجلة "فورين بوليسي" حذر أرباتوف الأميركيين من عواقب الإصلاحات الاقتصادية "الكارثية" التي أملتها الولايات المتحدة على روسيا، مع حلفائها في مجموعة السبع وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، وسياسة واشنطن تجاه روسيا بشأن "جوارها القريب" أي بلدان أوروبا الشرقية، وما عرف سابقا بالجمهوريات السوفييتية.
النموذج الحديث للقومية العربية ـ وبخاصة بعد عصر النهضة ـ تأثر بنماذج كانت موجودة في أوروبا بوجه خاص؛ من حيث تطور الفكر القومي والوطني في القرن التاسع عشر، وهو نشوء لغات قومية محددة، كانت قد بدأت بالنشوء أو النمو بالقرن الثامن عشر وقبله في السابع عشر، ولكن تطورت في الثامن عشر والتاسع عشر وأصبحت مركز فكر قومي معين.
في تعريف الأمة: كل جماعة يجمعهم أمرًا ما-إمَّا دينٌ واحدُ، أو مكانٌ واحدٌ، أو زمانٌ واحدٌ.وليس يلزم في الأمة أن تكون الجماعة جماعة بشريةٌ، فقد تكون من الطير، ومن الحيوان. جاء في القرآن الكريم: "وما من دابةٍ في الأرض، ولا طائر يطير بجناحيه، إلاَّ أمم أمثالكم..".
يأتي هذا الإصدار في وقت تشتد فيه الحاجة إلى محتوى معرفي موثوق يواجه سيل الروايات المضللة ويغذي وعي الأجيال بالقضية الفلسطينية من منظور موضوعي، عميق، ومبني على أساس تاريخي وميداني موثّق. وقد تم إعداد هذا الكتاب استجابة لطلب من الشيخ الدكتور همّام سعيد، ليكون بمثابة مادة تعليمية مكثفة تصلح للتدريس والتثقيف العام في المؤسسات الأكاديمية والحركية.
يقدم الفيلسوف المغربي طه عبد الرحمن في كتابه "السيرة النبوية والتأسيس الأخلاقي"، قراءة متعمقة للسيرة النبوية من منظور فلسفي وأخلاقي، جامعًا بين دراسة حياة النبي محمد ﷺ وأثرها في بناء منظومة قيمية وأخلاقية راسخة.
في حقبة مفصلية من تاريخ فلسطين، لم تكن المرأة الفلسطينية مجرد شاهدة على ما جرى من تحولات سياسية واجتماعية تحت وطأة الانتداب البريطاني، بل كانت فاعلة أساسية، تخوض معركتين متوازيتين: معركة ضد الاحتلال الاستعماري ومعركة ضد القيود الاجتماعية التي كبلت دورها لعقود. في كتابها "المرأة الفلسطينية في عهد الانتداب البريطاني"، تكشف حنان عسلي شهابي الغطاء عن سجل مهمل طويلاً من النضال النسوي، موثقة أدواراً ريادية للنساء الفلسطينيات في المقاومة والتعليم والعمل الخيري والثقافي، لتعيد للمرأة موقعها الحقيقي في الرواية الوطنية. يقدم الكتاب شهادة حية على أن نهوض المرأة الفلسطينية لم يكن ترفاً اجتماعياً بل ضرورة وطنية، صنعت من خلالها وعياً جديداً ومكانة لا يمكن طمسها.
في عالم تتداخل فيه الإعلانات بالإيديولوجيا، والتربية بالتوجيه الخفي، والسياسة بالخوف الجماعي، يفتح دانيال بيك، في كتابه "غسيل الأدمغة: تاريخ التحكم في العقول"، نافذة عميقة على التاريخ السري والمؤثر لعمليات التلاعب بالعقول، محذرًا من أن القمع لم يعد بالضرورة يأتي في صورة عنف مباشر، بل عبر التحكم بالتفكير نفسه. من خلال سرد محكم وتحليل نفسي وسياسي دقيق، يكشف المؤلف كيف تتسلل أدوات السيطرة إلى حياتنا اليومية، حتى في المجتمعات التي تدّعي الحرية، ويطرح أسئلة شائكة حول قدرتنا على التمييز بين الحقيقة والخيال، وبين الاختيار الحر والتأثر اللاواعي.
يقع الكتاب في أكثر من ثمانمئة صفحة، وقد اكتفى المترجم بثلاث صفحات يتيمة تقديما بين يدي الكتاب، ولا أدري ما الذي جعله "يضنّ" على قُرّائه بالكشف عن كثير من الأمور المعرفية والمنهجية والموضوعاتية التي وقف عندها، سواء تلك المتعلّقة بالكاتب أو الكتاب أو ظروف إنشائه وسبب نشره. ولا يُتعلّل بأنّ ذلك كان سيزيد من عدد صفحاته، لأنّ عشر صفحات إضافية يقينا لن تحدث كثير فرق، خاصّة وأنّ غالبية المهتمين من جيلنا لا يكاد يعرف عن الرّجل سوى القليل.
بعيداً كل البعد عن الإيغال في النزعة الإطلاقية والقدسية للوحدة، فإن النظرة الواقعية إلى مخاطر التقسيم في ليبيا، تقودنا إلى القول بأن عدم تكون حركة قومية ديمقراطية حديثة وعقلانية تكون تعبيراً عن عملية وحدوية تاريخية، وتجسيداً واقعياً يتحقق في سيرورته بناء مجتمع مدني حديث يتسع ويشمل جميع القوى والأحزاب السياسية والتيارات الفكرية المتمحورة حول حل مسألة الوحدة الليبية حلاً ديمقراطياً، شكل إخفاقاً تاريخياً عادلاً لمشروع الوحدة الليبية، وعامل انفجار قد يقود للحرب الأهلية.
التحدّي الأول الذي واجهه المجلس الوطني الانتقالي الليبي تمثل في الدور الذي لعبته قبيلة الزنتان العربية القوية في تحرير منطقة الغرب الليبي، وبالتالي الإسهام في الزحف على طرابلس. وقد حرض الزنتان، رأس حربة ومشجعي الانتفاضة في الغرب، في الواقع على تجنيد وتشكيل وتجهيز كتائب تنتمي إلى المدن التي تصدوا لتحريرها (الزاوية وصرمان وغريان)، وقد قادت فيما بعد الهجوم المتزامن على تلك المدن الثلاث.
منذ لحظة اندلاع انتفاضة 17 فبراير 2011، وجدت ليبيا نفسها عالقة في دوامة عنف سياسي واجتماعي لم تهدأ، حيث تعثرت آمال التحول الديمقراطي وسرعان ما انقلب الحراك الشعبي إلى صراع دموي متعدد الأطراف. في كتابه "ثلاث سنوات انتقالية دامية"، يرصد الدكتور يوسف شاكير المسار الليبي بعد سقوط نظام العقيد القذافي، متوقفاً عند التحولات العنيفة التي عصفت بالبلاد، وانقسام النخب، وتصاعد التدخلات الخارجية، خصوصاً الأطلسية منها، وما نجم عنها من فوضى أمنية وتفكك اجتماعي. وبين سطور هذا العمل التحليلي، تُطرح الأسئلة الكبرى حول حقيقة "الثورة"، وحدود التغيير، ودور الإسلام السياسي، ومصير بلد تاه بين مطامح الديمقراطية وأشباح التقسيم الأهلي.
لطالما انبنت الأنظمة الاستبدادية على اغتصاب العقل وتشويه عمله. ويكون غسل الدماغ هذا بالوسائل الناعمة عبر الدعاية المباشرة أو المقنعة التي توظف الإعلام والفن والرياضة أو العنيفة التي تسرف أيما إسراف في عنفها. وهذا ما توسعت فيه أعمال فنية عربية كثيرة شأن فيلم "الكرنك" المقتبس عن رواية نجيب محفوظ بالعنوان نفسه.