مقالات مختارة

التصدي للإخوان بالأبقار والأغنام.. بسطار السوري وجزمة بن علي.. الحمار في مطار القاهرة

1300x600
طبعا لا يمكن إلا الارتماء من الضحك على المشهد، الذي احتفلت به محطة «الإخبارية» الناطقة باسم النظام السوري.. سيدة إعلامية تونسية بكامل بهائها ومشمشها» على حد تعبير صديقنا محمد فرحان تدفقت وهي تقبل نعل جندي سوري؛ تعبيرا عن موقفها السياسي المساند للرئيس بشار الأسد.

أجد نفسي مضطرا لسؤال نجمة القنوات الفضائية التونسية كوثر البشراوي عن آخر أخبار «جزمة» الرئيس زين العابدين بن علي، فعلى الأقل قد تعلق فيها بعض روائح البلاد ويكون المشهد منطقيا.
فلنفرض مثلا بأن البسطار لم يكن لجندي سوري فعلا، أو كانت لجندي سوري من الصنف الإداري ولم «تتغبر» قدمه بتراب المعركة ميدانيا، ألا تنطوي عملية تقبيل الحذاء على تضليل وخدعة هنا، خصوصا وأن البسطار بدا نظيفا جدا وملمعا، وكأنه أخرج للتو من المستودع أو صنع لهذه اللحظة.

سؤال إضافي: لماذا بسطار تحديدا؟ خوذة مثلا كان يمكن أن تكون منطقية.

عموما صحتين وعافية.

ثورة حيوانية ضد الإخوان

كل خصوم الإخوان المسلمين في الحالة الأردنية سياسيا وفكريا استضافهم تلفزيون الحكومة في برامج حوارية تقف عند نقطتين: التحذير من أوهام القوة عند التيار الإخواني أولا، ودعوة الجماعة للتعقل ثانيا وإيقاف سياسات التحريض.

لافت جدا أن الشاشة المهنية تقصدت تحشيد كل من يخاصم الإخوان المسلمين تاريخيا، لكنها امتنعت ولو لمرة واحدة عن استضافة ما يسمى بعلم الإعلام «الرأي الآخر». كل البرامج ونشرات الأخبار ضد الإخوان المسلمين وعنهم، ولا يوجد رأي لهم في كل ما يعرضه التلفزيون.. عجبي!

حتى فضائية «اليرموك»، التي تمثل الجماعة لا تفعل ذلك، ولو فعلت لما لمناها فهي تستضيف من ينتقدون الإخوان المسلمين في برامجها الحوارية.

تفعل شاشة الحكومة ذلك فيما يتفق وزير الداخلية مع قادة الإخوان المسلمين، ويخرج الشيخ علي أبو السكر ليعلن: استراتيجيا نحن مع النظام.

المبدعون «السحيجة» في بلدية العاصمة عمان استجابوا لنداء الوطن والواجب بطريقة لافتة جدا؛ فحشدوا الكثير من الأغنام والخرفان والأبقار في ساحة احتفال مقرر للإخوان المسلمين، مما يلفت النظر إلى وظيفة استراتيجية لم تكتشفها البشرية قبل اكتشافها من جماعة المجلس البلدي للعاصمة عمان للثورة الحيوانية وهي «التصدي للمعارضة».

فانتازيا أردنية بامتياز.. حتى الأغنام في البلد ضد الإخوان المسلمين في الوقت الذي يبلغهم فيه وزير الداخلية «رسمي» بأنهم لا زالوا من «عظام الرقبة».

حمار.. في المطار

«الحمار.. في المطار» .. تحت هذا العنوان خصصت محطة «سي بي أس» المصرية برنامجا حواريا متكاملا، لاستعراض فضيحة دخول ورصد وتصوير حمار متجول تمكن من اختراق الحواجز الأمنية، والدخول لمرافق المطار وتحديدا عند قاعة يقول مدير ميناء القاهرة الجوي إنها «خاصة» ولا يعلم بها الكثيرون.
المذيعة وهي تستضيف هاتفيا الجنرال الذي يدير المطار، رفعت يديها في الهواء وهي تقول: يا أفندم مش مهم عندي «تعتزر» للشعب المصري.. المهم نفهم إزاي دخل الحمار؟

لاحقا عبر الجنرال «المعتزر» عن أسفه مجددا، واعدا بألا يتكرر المشهد، بمعنى أن يتم توقيف الحمار في اللحظة المناسبة لأن المتربصين بمصر كثر، وكان يمكن أن يكون الحمار مفخخا وإرهابيا أو انتحاريا.

حمير القاهرة لا تعد ولا تحصى، لكنها هنا تتآمر على نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي – أطال الله في عمره – مع العلم بأن «فتوة الفضائيات» في مصر ينسحبون الواحد تلو الآخر بعدما ضاق النظام بهم؛ فها هو توفيق عكاشة بصدد إغلاق البقالة إياها والتفكير في الإقامة في الإمارات، وقبله باسم يوسف خرج من العباءة وآخرون لا يعلمهم إلا ألله والشعب المصري.



(نقلا عن صحيفة القدس العربي)
الأكثر قراءة اليوم
الأكثر قراءة في أسبوع