أعلنت السلطات
السودانية، وصول 1850 نازحًا من منطقة
هجليج بولاية غرب
كردفان إلى مدينة
كوستي بولاية النيل الأبيض جنوبي البلاد، بعد رحلة نزوح شاقة استمرت 9 أيام، عقب سيطرة قوات
الدعم السريع على المنطقة.
وقالت وكالة الأنباء السودانية "سونا" إن 337 أسرة جرى تسكينها في مقر استراحة السكة الحديد بمدينة كوستي، مع محاولات لتأمين المساعدات الغذائية والإيوائية لها.
بدوره، أفاد مفوض الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان فولكر تورك، بأن ما لا يقل عن 104 أشخاص، بينهم 43 طفلا، قُتلوا في هجمات متعددة بطائرات مسيرة في منطقة كردفان السودانية منذ الرابع من كانون الأول/ديسمبر كانون الأول.
وقال تورك: "أشعر بالقلق إزاء زيادة حدة الأعمال القتالية"، في إشارة إلى الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع والحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال في كردفان، وهي منطقة تضم ثلاث ولايات في وسط وجنوب السودان.
ولم يذكر المفوض الأممي تفاصيل أكثر عن الجهة المسؤولة عن الغارات الجوية، التي قال إنها استهدفت مستشفيات وروضة أطفال وقاعدة للأمم المتحدة.
وفي سياق متصل، أدان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الهجوم الذي استهدف مركز الدعم اللوجستي التابع لقوات الأمم المتحدة الأمنية المؤقتة (يونيسفا) في كادوقلي، عاصمة ولاية جنوب كردفان بمنطقة أبيي السودانية، وأعرب غيبريسوس عن استيائه الشديد إزاء استهداف المركز التابع للأمم المتحدة، وأكد ضرورة حماية موظفي الأمم المتحدة والعاملين في مجال المساعدات الإنسانية والعاملين أيضًا في القطاع الصحي.
وتصدّر السودان مجددًا قائمة مراقبة الأزمات الإنسانية العالمية التي تصدرها لجنة الإنقاذ الدولية، في ظل صراع متواصل منذ أكثر من عامين أسفر عن مقتل عشرات الآلاف، وتسبب في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم، حيث جاء السودان في المرتبة الأولى للعام الثالث ضمن القائمة، وتسلط الضوء على 20 دولة تُعد الأكثر عرضة لاندلاع أزمات إنسانية جديدة أو تفاقم أزمات قائمة.
وقال الرئيس التنفيذي للجنة الإنقاذ الدولية، ديفيد ميليباند، إن ما يجري في السودان ليس مجرد مأساة عابرة، مؤكداً أن تقاعس المجتمع الدولي، إلى جانب بعض السياسات والمواقف، أسهم في تعميق الأزمة وإطالة أمدها، وأضاف ميليباند أن تصدّر السودان للقائمة للعام الثالث وتحوله إلى أكبر أزمة إنسانية مسجلة على الإطلاق، يعكس خللًا خطيراً في الاستجابة الدولية.
وتشهد ولايات إقليم كردفان الثلاث اشتباكات عنيفة منذ أسابيع بين الجيش و"الدعم السريع"، تسببت في نزوح عشرات الآلاف خلال الفترة الأخيرة، فيما يأتي النزوح من هجليج بعد أن أعلنت "الدعم السريع" في 8 كانون الأول/ديسمبر الجاري سيطرتها على المنطقة وحقلها النفطي في ولاية غرب كردفان، بزعم تأمين وحماية المنشآت النفطية الحيوية في المنطقة بما يضمن مصالح جمهورية جنوب السودان، التي تعتمد بشكل كبير على تدفق النفط عبر الأراضي السودانية نحو الأسواق العالمية".
وليست هذه المرة الأولى التي تستهدف فيها "الدعم السريع" حقولا نفطية، إذ سبق أن اتهمتها السلطات السودانية بشن هجوم بطائرات مسيّرة على محطة معالجة بترول جوبا في الجبلين بولاية النيل الأبيض (جنوب)، في 15 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، ما أدى إلى توقف مؤقت لتصدير النفط، وينقل نفط جنوب السودان عبر خط نقل سوداني يبدأ من منطقة هجليج الحدودية، والتي تنتج حاليًا 50 بالمئة من الخام السوداني، ويمتد الخط 1610 كيلومترا يتخللها عدد من محطات المعالجة وصولا لميناء بشائر على البحر الأحمر.
ومن أصل 18 ولاية في البلاد، تسيطر "الدعم السريع" على ولايات دارفور الخمس غربًا، باستثناء أجزاء من شمال دارفور التي لا تزال تحت سيطرة الجيش، الذي يفرض بدوره نفوذه على معظم الولايات الـ13 المتبقية، بما فيها العاصمة الخرطوم.