أعلن
حزب الله اللبناني مساء الأحد، بشكل رسمي
اغتيال الاحتلال الإسرائيلي للقيادي البارز هيثم علي الطبطبائي (السيد أبو علي)، جراء غاردة إسرائيلية استهدفت منطقة حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وقال الحزب في بيان: "بكل فخر واعتزاز يزف حزب الله إلى أهل المقاومة وشعبنا اللبناني القائد الجهادي الكبير الشهيد هيثم علي الطبطبائي (السيد أبو علي) الذي ارتقى شهيدًا فداءً للبنان وشعبه إثر عدوان إسرائيلي غادر على منطقة حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت".
وتابع: "لقد التحق القائد الكبير بإخوانه الشهداء بعد انتظار طويل للقاء الله تعالى، وبعد مسيرة حافلة بالجهاد والصدق والإخلاص والثبات على طريق المقاومة والعمل الدؤوب في مواجهة العدو الإسرائيلي حتى اللحظة الأخيرة من حياته المباركة. لم يعرف الكلل ولا الملل في مسيرة الدفاع عن أرضه وشعبه، وأفنى حياته في المقاومة منذ انطلاقتها، وكان من القادة الذين وضعوا المدماك الأساسي لتبقى هذه المقاومة قوية عزيزة مقتدرة تصون الوطن وتصنع الانتصارات".
واستكمل البيان قائلا: "لقد منّ الله عليه بوسام الشهادة الرفيع، وإن شهادته العظيمة ستضفي أملًا وعزيمة وقوة لإخوانه المجاهدين وإصرارّا على متابعة الطريق، كما كان في حياته مصدر قوة وإلهام لهم. وسيحمل المجاهدون دمه الطاهر كما حملوا دماء كل القادة الشهداء، ويمضون قدمًا بثبات وشجاعة لإسقاط كل مشاريع العدو الصهيوني وراعيته أمريكا".
وفي وقت سابق، علق نائب رئيس المجلس
السياسي في حزب الله اللبناني محمود قماطي، الأحد، على الغارة الإسرائيلية في
الضاحية الجنوبية لبيروت، والتي أسفرت عن استشهاد 5 أشخاص وإصابة 28 آخرين.
وقال قماطي في تصريحات
للصحفيين أثناء تفقده مكانة الغارة الإسرائيلية التي استهدفت مبنى في بلدة حارة
حريك بالضاحية الجنوبية، إن "الغارة استهدفت شخصية عسكرية أساسية، وقيادة
الحزب ستدرس كيفية الرد"، مضيفا أنّ "الغارة تعتبر تجاوزا للخط الأحمر
وتفتح الباب أمام تصعيد العدوان على كل لبنان".
وفي معرض رده على سؤال حول
احتمالية رد "حزب الله"، أجاب قماطي بأن "قيادة المقاومة (الحزب)
ستدرس كيفية الرد على الغارة الإسرائيلية".
وعن الشخصية المستهدفة، لفت
قماطي إلى أنها "شخصية جهادية (عسكرية) أساسية مستهدفة في العدوان، وسنعلن
الاسم لاحقا، والنتائج غير معلومة بعد".
وفي وقت سابق الأحد، ادعى جيش الاحتلال الإسرائيلي، عبر منصة "إكس"، أن قواته "استهدفت مخربا رئيسيا في منظمة حزب الله في
بيروت"، دون الكشف عن اسمه، فيما تحدثت إذاعة الجيش أن الهجوم موجه إلى "أبو علي الطبطبائي، قائد الجناح العسكري في حزب الله".
كما أفادت هيئة البث
العبرية الرسمية بأن "إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة بالهجوم على الضاحية
قبل تنفيذه".
في المقابل، أعلنت وزارة
الصحة اللبنانية، في بيان، استشهاد 5 أشخاص وإصابة 28 آخرين، جراء الغارة
الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت، دون ذكر تفاصيل إضافية.
وتعقيبا على الغارة، اعتبر
الرئيس اللبناني جوزاف عون، وفق بيان للرئاسة، أن استهداف إسرائيل الضاحية الجنوبية
لبيروت، "دليل آخر على أنها لا تأبه للدعوات المتكررة لوقف اعتداءاتها
وأضاف عون، أن "لبنان
يجدد دعوته للمجتمع الدولي بأن يتحمل مسؤوليته ويتدخل بقوة وبجدية لوقف الاعتداءات
على لبنان وشعبه، منعا لأي تدهور يعيد التوتر إلى المنطقة من جهة، وحقنا لمزيد من
الدماء من جهة أخرى".
ومنذ تشرين الأول/ أكتوبر
الماضي، كثف جيش الاحتلال الإسرائيلي هجماته على لبنان في خرق لاتفاق وقف إطلاق
النار، الموقع في تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، مع تسريبات إعلامية عن خطط لشن هجوم
جديد على البلد العربي.
وأنهى اتفاق وقف إطلاق
النار، عدوانا بدأته إسرائيل على لبنان في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وتحول في أيلول/
سبتمبر 2024 إلى حرب شاملة، وأسفر عن استشهاد أكثر من 4 آلاف شخص وإصابة نحو 17
ألفا آخرين.
وخلال هذه الحرب، احتلت
إسرائيل 5 تلال لبنانية في الجنوب، ونص الاتفاق على أن تنسحب منها
بعد مرور 60
يوما إلا أنها لم تلتزم بذلك، فيما تواصل إضافة لذلك احتلال مناطق لبنانية أخرى
منذ عقود.