سياسة عربية

خبراء: فلسطين تدفع ثمن الفرقة.. ولا بديل عن إعادة بناء مؤسسات القرار

الانقسام هو الثمن الأكبر الذي تدفعه القضية الفلسطينية - عربي21
تواصلت في إسطنبول أعمال ملتقى الحوار الوطني الفلسطيني، حيث عقدت جلسة بعنوان "  ودور فلسطينيي الخارج" أدارها رئيس جمعية الحنونة الثقافية الشعبية موسى صالح، وشارك فيها عدد من الباحثين والخبراء.

وقال مدير عام مركز القدس للدراسات السياسية، عريب الرنتاوي، إن الضغط الشعبي الفلسطيني والميداني خلال الحرب الأخيرة كان العامل الحاسم في تغيير مواقف دولية كبرى، مضيفًا: "ما لم تهزه سنوات من الحرب والإبادة لم يهزه شيء بالعالم فقد هزم صمود الفلسطينيين على الأرض الاحتلال وحلفاءه، حتى رضخ العالم أمام قوة الإرادة الشعبية".

وأكد الرنتاوي أن الانقسام هو الثمن الأكبر الذي تدفعه القضية الفلسطينية اليوم، مشددًا على أن المسؤولية عن الوحدة الوطنية تقع على جميع القوى، وأضاف: "القضية الفلسطينية تدفع ثمن الفرقة، وإذا كانت فتح العمود الفقري الأول، فإن حماس تمثل العمود الفقري الثاني للمشروع الوطني".




وتحدث الرنتاوي عن مسار طويل من الفشل في إصلاح منظمة التحرير، قائلاً: "حضرت أول اجتماع للإصلاح عام 1983 وحتى اليوم لم نتقدم خطوة حقيقية، وكلما تحدثنا عن الإصلاح زادت الأمور سوءًا"، واعتبر أن وجود كل الطيف الفلسطيني في القاعة يمثل فرصة نادرة، مضيفًا: "إذا لم تفعلوا أنتم ما يجب فعله، فلن يحدث شيء، المؤتمر قطع شوطًا كبيرًا، ويجب استثمار هذا الزخم".

من جانبه، تناول الباحث والأكاديمي عبد الحميد صيام دور فلسطينيي الخارج، مشيرًا إلى أن اختيار ممثلي الجاليات كان يتم تاريخيًا على أساس الولاء لمنظمة التحرير أو الانتماء العشائري، من دون وجود صوت حقيقي يعكس إرادتهم، وقال: "منظمة التحرير قامت بتجميع العشائر والولاءات حولها، بينما بقي تمثيل الفلسطينيين في الخارج بعيدًا عن المعايير الديمقراطية".




وختم المتحدثون بالتأكيد على أن أي إعادة بناء للمنظومة السياسية الفلسطينية يجب أن تبدأ من إصلاح آليات التمثيل، وتوسيع المشاركة، وتأسيس بنية قرار وطني مشتركة تشمل الداخل والشتات.