صحافة دولية

MEE: محمد بن سلمان وعد البرهان بمناقشة الحرب ودور الإمارات فيها مع ترامب

مسؤول غربي يقول إن ولي العهد السعودي يرى فرصة لإثارة الخلاف بين ترامب ومحمد بن زايد آل نهيان - جيتي
كشف موقع "ميدل إيست آي" في لندن بتقرير أعده شون ماثيوز وأوسكار ريكيت عن وعد من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لقائد الجيش السوداني، الجنرال عبد الفتاح البرهان بأنه سيفتح موضوع الدور الإماراتي في السودان بزيارته الأسبوع القادم إلى واشنطن ولقائه مع الرئيس دونالد ترامب.

ونقل الموقع عن عدد من المصادر العربية والغربية قولها إن التحرك جاء بعد مكالمة هاتفية بين ولي العهد والبرهان  الأسبوع الماضي، وستكون خطوة نادرة من ولي العهد السعودي للانخراط مع ترامب في موضوع السودان.

وظل النزاع السوداني الذي اندلع قبل عامين في خلفية الاهتمام الأمريكي بسبب الحرب في غزة وضرب إيران والوضع في سوريا بعد الإطاحة ببشار الأسد، العام الماضي، وعاد الاهتمام بالسودان بعد سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دار فور، حيث ارتكب مقاتلوها مذابح جماعية وعمليات اغتصاب وضعت الحرب في السودان بمركز الاهتمام.

ودعمت الإمارات الدعم السريع طوال الحرب وأمدتها بالمساعدات العسكرية من خلال خطوط إمدادات عبر جنوب- شرق ليبيا وتشاد وميناء بوساسو في الصومال.

وذكرت مصادر متعددة تراقب الحرب لموقع "ميدل إيست آي" أن بياناتها الداخلية كشفت عن حرب إعلامية كانت دائرة بالفعل بين حسابات التواصل الاجتماعي المدعومة من الإمارات وحسابات التواصل الاجتماعي المدعومة من السعودية، وتسعى الحسابات المرتبطة بالإمارات إلى تشويه سمعة الصحفيين والمنظمات التي تنشر تقارير عن فظائع قوات الدعم السريع، بينما تعمل الحسابات المرتبطة بالسعودية على ترويج المحتوى نفسه.

ونقل الموقع عن مصدر سوداني مطلع على المكالمة بين محمد بن سلمان والبرهان، قوله إن الجنرال أبلغ ولي العهد باستحالة انتهاء الحرب في السودان دون ضغط أمريكي على الإمارات، وأضاف المصدر لموقع "ميدل إيست آي" أن محمد بن سلمان وعد البرهان بمناقشة الأمر مع ترامب.

وقال دبلوماسي عربي في المنطقة للموقع أيضا بأن أبوظبي تتوقع أن تسفر زيارة محمد بن سلمان إلى واشنطن عن مثل هذا الضغط، فيما قال مسؤول غربي مطلع على خطط مناقشة السودان لموقع "ميدل إيست آي"، إن ولي العهد السعودي يرى أن هناك فرصة لتغيير موقف ترامب من الحرب ودور الإمارات بها.

وتعاون البلدان، السعودية والإمارات، في ملفات عدة مثل الحرب في اليمن ومقاطعة قطر قبل عدة سنوات، ولكنهما يبدوان الآن متنافسان في  اليمن، حيث تدعم الإمارات حكومة انفصالية في الجنوب على خلاف مع الحكومة المعترف بها دوليا والمدعومة من السعودية.

وبعد فشلها في إزاحة الحوثيين، الذين عززت هجماتهم على السفن في البحر الأحمر شعبيتهم في المنطقة، سعت الرياض إلى تسوية مع الجماعة، ومع ذلك، قال دبلوماسيون عرب وأمريكيون حاليون وسابقون إن ملوك الخليج عادة ما يترددون في التعبير عن خلافاتهم فيما بينهم في البيت الأبيض.

وكان التماس الدعم الأمريكي لحصار قطر استثناء حاولت الدول تجاوزه في سعيها لإصلاح علاقاتها، إلا أن البيت الأبيض في ولاية ترامب الثانية يعمل بشكل مختلف، فالرئيس الأمريكي لا يثق بالدبلوماسيين الأمريكيين، مما يزيد من أهمية التواصل رفيع المستوى، واضطرت السعودية وتركيا للضغط على ترامب مباشرة لرفع العقوبات عن سوريا، كما ضغط القادة العرب والمسلمين على ترامب شخصيا في الجمعية العامة للأمم المتحدة للمضي قدما في اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

وعقب قرار ولي العهد بالتواصل المباشر مع ترامب بشأن السودان اعترافا بكيفية عمل الإدارة. لكنه يعكس أيضا عزلة الإمارات العربية المتحدة في هذه الحرب، كما يقول الخبراء، من جانبها كثفت مصر، الشريك القريب للإمارات، دعمها العسكري للجيش السوداني، إلى جانب تركيا، وقال حسين إبيش، الباحث في معهد دول الخليج العربية بواشنطن، لموقع "ميدل إيست آي": "عندما تتفق مصر والسعودية بشأن قضية ما، يكون هناك إجماع عربي"، وأضاف: "فيما يتعلق بالسودان، وغيره من الملفات، تخالف الإمارات هذا الإجماع".

وأوضح إبيش، أن السعودية والإمارات تشعران براحة أكبر في التعبير عن خلافاتهما نظرا لتراجع القلق بشأن إيران في عاصمتيهما، "إذا لم يشعرا بالتهديد من إيران، فلن يشعرا بالحاجة إلى التوافق في كل قضية. لذلك، يشعران بحرية التنافس".

وفي الوقت الذي زادت فيه الإمارات من دعمها للجنرال محمد حمدان دقلو، قائد الدعم السريع،  إلا أن السعودية قدمت نفسها كوسيط، وأفادت مصادر سودانية وغربية متعددة لموقع "ميدل إيست آي" أن الرياض كانت تفضل طوال الحرب الاستقرار المفترض الذي توفره القوات المسلحة السودانية، ومع ذلك، لا يتوقع سوى عدد قليل من الدبلوماسيين الأمريكيين أو العرب أن يكون السودان الموضوع الرئيسي للنقاش خلال زيارة ولي العهد، وسيكون التركيز على صفقات الأسلحة والذكاء الاصطناعي والطاقة النووية.