صحافة دولية

ما أهداف ترامب من القمة المرتقبة مع قادة دول آسيا الوسطى؟

رؤساء دول آسيوية خمس سيحظون بفرصة للاجتماع مع ترامب- جيتي
نشر موقع "إنسايد أوفر" تقريرا يسلّط الضوء على القمة المرتقبة بين الولايات المتحدة وعدد من دول آسيا الوسطى، والأهداف الأمريكية من توسيع النفوذ في أوراسيا في ظل المنافسة الجيوستراتيجية مع الصين وروسيا.

وقال الموقع في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن البيت الأبيض يحتضن في 6 تشرين الثاني/ نوفمبر قمة غير مسبوقة من حيث الحجم والأهداف، إذ يستضيف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رؤساء الجمهوريات السوفيتية الخمس السابقة في آسيا الوسطى: كازاخستان، وقيرغيزستان، وطاجيكستان، وتركمانستان، وأوزبكستان.

وأوضح الموقع أن هذه الدول تلعب دورا استراتيجيا محوريا في المواجهة الجيوسياسية للسيطرة على أوراسيا، إذ تنتقل تدريجيًا من دائرة النفوذ الروسي إلى تعزيز التقارب مع الصين، مع سعيها في الوقت نفسه للحفاظ على سيادتها وخدمة مصالحها.

قمة غير مسبوقة
يضيف الموقع أن رؤساء الدول الآسيوية الخمس سيحظون بفرصة للاجتماع مع ترامب في أعلى قمة على الإطلاق تُعقد ضمن صيغة C5+1، وهي الآلية التي كانت تنعقد تاريخيا بين بعثات دبلوماسية من هذه الدول ووزارة الخارجية الأمريكية.

ولفت الموقع إلى أن منطقة آسيا الوسطى أصبحت تحظى باهتمام كبير من الجانب الأمريكي، لأن الحضور الميداني في المنطقة قد يتيح لواشنطن مراقبة مشروع طريق الحرير الصيني عن قرب، كما يفتح الباب لمتابعة الوضع في أفغانستان عن كثب خصوصًا بعد أن رفضت حركة طالبان طلب ترامب بإعادة قاعدة باغرام الجوية إلى السيطرة الأمريكية.

كما أن هذا الحضور سيمكّن واشنطن من تعزيز التنسيق مع سلطات هذه الدول لرصد محاولات روسيا الالتفاف على العقوبات عبر العملات المشفّرة من خلال منصّات تبادل في آسيا الوسطى أو عمليات تجارة ثلاثية.



ويرى الموقع أن هذا المسار قد يفتح الباب أمام اتفاقات تجارية كبرى بين الولايات المتحدة وهذه الدول الغنية بالمعادن الحرجة.

في هذا السياق، قالت منصة "بي إن إي إنتلي نيوز" الإخبارية: "منذ أشهر، يحاول مسؤولون كازاخيون وأوزبكيون إقناع دونالد ترامب بأن يصبح أول رئيس أمريكي يزور آسيا الوسطى"، مضيفة أن "ترامب يريد بوضوح الاستفادة من الحضور الميداني، ومواصلة الدعوة إلى وصول أمريكي واسع النطاق إلى الموارد المعدنية الحيوية الوفيرة في آسيا الوسطى، واحتواء نفوذ روسيا والصين في المنطقة".

مخزون كبير من المعادن الحيوية
يشير "مكتب آسيا الوسطى للتقارير التحليلية" (كابار) إلى أن "آسيا الوسطى تمتلك حصة كبيرة من المعادن الأساسية في العالم، تشمل 38.6% من خام المنغنيز، و30.07% من الكروم، و20% من الرصاص، و12.6% من الزنك، و8.7% من التيتانيوم"، بالإضافة إلى مخزون كازاخستان الكبير من المعادن النادرة.

وتعتبر هذه المعادن بالغة الأهمية في العديد من القطاعات، من الصناعات الدفاعية إلى التقنيات الحديثة، وهي موارد تضعها واشنطن في بؤرة اهتمامها ضمن صراع النفوذ العالمي مع الصين.

وقد أدى ذلك -وفقا للموقع- إلى إبرام اتفاقيات شاملة متعلقة بالوصول إلى سلاسل التوريد مع أوكرانيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا وأستراليا وماليزيا وتايلاند وكمبوديا واليابان منذ عودة ترامب للرئاسة.



ويضيف الموقع أن ترامب يأمل أن يستمر هذا النهج مع دول آسيا الوسطى الغنية بالموارد الطبيعية. ووفقًا لشركة "تريندز للأبحاث والاستشارات"، فإن كازاخستان هي الدولة الرئيسية التي ينبغي كسب ودها بحكم موقعها ومساحتها وحجم ثرواتها الطبيعية.

مصالح استراتيجية متبادلة
أشار الموقع إلى أن الولايات المتحدة يمكن أن تعرض على دول آسيا الوسطى موارد اقتصادية ومالية ودعمًا سياسيًا ومشاريع مشتركة بما يتيح لهذه الدول التحرر من النفوذ الروسي - الصيني.

وأضاف أن الهدف بالنسبة للولايات هو تعزيز نفوذها في آسيا الوسطى وحماية الإمدادات الحيوية، وبالتالي القدرة على منافسة الصين وروسيا على المستوى العالمي، عبر التحرك مباشرة داخل منطقة نفوذهما.

وختم الموقع بأن هذه العوامل تجعل من الاجتماع التي سيشهده البيت الأبيض بين ترامب ورؤساء كازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان قمة كبرى قد تسهم في تغيير موازين القوى الاستراتيجية على المدى القريب.