الذهب يقفز مع خفض الفائدة الأمريكية وتزايد الغموض حول اتفاق التجارة بين واشنطن وبكين

ارتفعت أسعار الذهب، الخميس، بنحو اثنين بالمئة في ظل حالة الترقب في الأسواق العالمية عقب قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (البنك المركزي) خفض أسعار الفائدة، واستمرار الضبابية بشأن نتائج اتفاق التجارة بين الولايات المتحدة والصين، أكبر اقتصادين في العالم.

وبحلول الساعة 09:18 بتوقيت غرينتش، صعد الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 1.9 بالمئة إلى 4004.75 دولار للأوقية (الأونصة)، بينما انخفضت العقود الأمريكية الآجلة للذهب تسليم كانون الأول/ديسمبر 0.4 بالمئة إلى 4018.30 دولار للأوقية.

وقال المحلل المالي لدى شركة “FXTM”، لقمان أوتونوجا، لوكالة رويترز٬ إن ارتفاع الذهب "يبدو مدفوعا بترقب المستثمرين لنتائج اجتماع الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والصيني شي جين بينغ، إلى جانب قرار الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة للمرة الثانية هذا العام".

وكان مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قد خفض الأربعاء أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية، ليصل سعر الفائدة القياسي لليلة واحدة إلى نطاق يتراوح بين 3.75% و4%، في خطوة تهدف إلى دعم النمو وسط تباطؤ اقتصادي عالمي.

وقال رئيس المجلس جيروم باول٬ لوكالة رويترز٬ إن المسؤولين داخل الفيدرالي "يواجهون صعوبات في التوصل إلى توافق حول مسار السياسة النقدية مستقبلا"، مؤكدا أنه "لا ينبغي للأسواق المالية أن تفترض بالضرورة خفضا جديدا في الفائدة خلال كانون الأول/ديسمبر المقبل".

وينظر عادة إلى الذهب على أنه ملاذ آمن في أوقات الاضطرابات الاقتصادية والسياسية، كما يستفيد المعدن النفيس من بيئة الفائدة المنخفضة نظراً لأنه لا يدر عائدا ثابتا على حامليه.

وفي سياق متصل، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه توصل إلى اتفاق مع نظيره الصيني شي جين بينغ لخفض الرسوم الجمركية المتبادلة، مقابل استئناف الصين مشتريات فول الصويا الأمريكي، والحفاظ على تدفق صادرات المعادن النادرة، إلى جانب تشديد القيود على تجارة الفنتانيل، وهي مادة مخدرة مصنعة تستخدم في الأسواق غير المشروعة.

وبحسب الاتفاق، وافقت الصين على تأجيل تنفيذ أحدث جولة من قيود تصدير المعادن النادرة، فيما أبقت على بعض القيود السابقة على المعادن الأساسية التي تسببت في اضطراب سلاسل التوريد العالمية خلال الأشهر الماضية.

وفي الوقت ذاته، أبرم ترامب ورئيس كوريا الجنوبية لي جيه ميونغ اتفاقا تجاريا ثنائيا جديدا على هامش القمة، في خطوة وصفتها واشنطن بأنها تعزز التوازن التجاري بين البلدين.

أما بالنسبة لبقية المعادن النفيسة، فقد ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 1.4% إلى 48.22 دولارا للأوقية، وصعد البلاتين 2% إلى 1616.20 دولارا، وقفز البلاديوم 2.9% إلى 1441.24 دولارا.

وفي تحديث لاحق للأسواق، استقرت الفضة عند 47.51 دولارا للأوقية، بينما ارتفع البلاتين 0.3% إلى 1590.21 دولارا، وصعد البلاديوم 1.2% إلى 1417.80 دولارا.

وتأتي هذه التحركات في الأسواق العالمية وسط استمرار حالة الترقب بين المستثمرين تجاه السياسة النقدية الأمريكية ومستقبل العلاقات التجارية بين واشنطن وبكين، اللذين يشكلان المحرك الرئيسي لتقلبات أسعار المعادن الثمينة عالميا.