توصلت وزارة الداخلية السورية، الخميس، إلى اتفاق مع قيادة «
كتيبة الغرباء» التي تضم مقاتلين فرنسيين وأجانب، يقضي بوقف الاشتباكات التي اندلعت الأربعاء الماضي في
مخيم الفردان بمنطقة حارم في ريف
إدلب الشمالي.
وذكرت مصادر مطلعة لصحيفة «القدس العربي» أن الاتفاق يشمل وقف إطلاق النار في المعسكر وفك الاستنفار، وسحب السلاح الثقيل إلى الثكنات، وإيقاف التحريض الإعلامي من الطرفين، مع إحالة كامل الملف إلى القضاء في وزارة العدل.
كما نص الاتفاق على تولي ثلاثة وسطاء متابعة قضية قائد «كتيبة الغرباء»
عمر ديابي المعروف بـ«أومسن» داخل وزارة العدل، إلى جانب دور وساطة قادة المقاتلين الأجانب، وهم أبو محمد تركستان وعبد العزيز أوزبك وأبو أنس طاجيك، لإتمام تسوية شاملة وفتح المخيم أمام الحكومة السورية.
حملة أمنية واسعة
وكانت قوى الأمن الداخلي قد طوقت، الأربعاء الماضي، مخيم المقاتلين الفرنسيين في حارم، وشنت حملة أمنية استهدفت عددا من المطلوبين بقيادة عمر ديابي، بعد ورود شكاوى من سكان المخيم حول ارتكاب انتهاكات وعمليات خطف وسجن داخلي، حيث تشير المعلومات إلى وجود سجن خاص يديره ديابي.
وخلال العملية، واجه المقاتلون الفرنسيون الحملة بمقاومة مسلحة، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة وتوتر واسع في مناطق وجود المهاجرين، فيما فر عدد كبير من السكان نحو مدينة إدلب.
وجاءت الحملة بعد اختطاف الطفلة الفرنسية ميمونة فرستاي (11 عاماً)، التي أكد حسابات تابعة للمقاتلين الفرنسيين على منصة «تلغرام» احتجازها داخل المخيم بعيدا عن والدتها في بلدة دركوش، فيما يقيم والدها في فرنسا.
بثت حسابات كتائب «الفرنسيين» مقاطع مصورة للطفلة وهي تروي قصتها، إلى جانب تسجيلات صوتية ورسائل مكتوبة من والدتها، وصورا لشكاوى رفعها والدها إلى محكمة سلقين طالب فيها بتعليق حضانة الأم. كما تم تداول دعوات من المقاتلين الفرنسيين إلى المقاتلين الأوزبك والشيشان والتركستانيين للتدخل وفك الحصار عن المخيم.
غداة الاشتباكات في شمال غرب سوريا
أكدت مصادر مطلعة أن الهدف من العملية كان استعادة الطفلة واعتقال المتورطين في اختطافها، وعلى رأسهم ديابي، الذي سبق اعتقاله من قبل «هيئة تحرير الشام» بتهم انتهاكات خطيرة ضد المدنيين.
وكان قائد الأمن الداخلي في إدلب، العميد غسان باكير، قد أعلن أن الحملة جاءت «استجابة لشكاوى أهالي المخيم بشأن الانتهاكات الجسيمة، وآخرها اختطاف فتاة من والدتها على يد مجموعة مسلحة بقيادة عمر ديابي».
وأوضح باكير أن الحملة شملت تطويق المخيم بالكامل، وتثبيت نقاط مراقبة، ونشر فرق لتأمين المداخل والمخارج، مع محاولات تفاوض مع ديابي لتسليم نفسه طوعا، إلا أنه رفض واستمر في إطلاق النار واستخدام المدنيين كدروع بشرية.
سكان المخيم وتنظيمات متطرفة
يضم مخيم الفردان نحو 2000 إلى 3000 شخص من أصول فرنسية وبلجيكية، بينهم نساء وأطفال ومقاتلون، وسط مخاوف من تجدد الاشتباكات.
ويعد عمر ديابي، المولود في مدينة نيس الفرنسية عام 1981 من أصل سنغالي، من أبرز قادة المجموعات الأجنبية في شمال سوريا، حيث أسس «فرقة الغرباء» التي ضمت عشرات المقاتلين الأجانب، وفرض نفوذه بالقمع والاعتقال والخطف.
وعلى الرغم من إعلانه سابقا حل الفرقة والانضمام إلى «اللواء 82» في الجيش السوري الجديد، استمر ديابي في ممارسة سلطته داخل المخيم، مستخدما المدنيين كدروع بشرية ورافضا أي رقابة من الجهات الأمنية.