أطلقت شركة
الذكاء الاصطناعي xAI التابعة للملياردير الأمريكي إيلون
ماسك في شهر تموز/يوليو الماضي روبوتي دردشة يحملان طابعا جنسيا صريحا تحت اسمَي "آني" و "فالنتاين"، ما أثار جدلا واسعا وانتقادات حادة من خبراء التكنولوجيا والجهات التنظيمية حول العالم، وُصفت بأنها "خطوة جديدة نحو حدود الحميمية الاصطناعية".
ووفق تقرير لصحيفة "معاريف" الإسرائيلية، فقد صمم الروبوتان بأسلوب الأنيمي الياباني كشخصيات كرتونية تفاعلية، إذ تقدّم تجربة تشبه الألعاب الرقمية، حيث يتيح النظام للمستخدمين محتوى أكثر جرأة كلما تقدم الحوار.
ويتوفر كلاهما ضمن تطبيق Grok التابع لـxAI، ويُطلب من المستخدمين إدخال سنة ميلادهم لتأكيد تجاوزهم سن 18 عامًا.
وأشار ماسك، المعروف بتحديه للقيود التنظيمية، إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار مساعيه لـ"سد الفجوة" مع شركات منافسة مثل OpenAI، التي تهيمن على أكثر من 80 بالمئة من سوق روبوتات المحادثة.
وادعى ماسك أن العلاقات الافتراضية قد "تعزز الروابط الحقيقية وتزيد معدلات الإنجاب"، في محاولة لمواجهة ما وصفه بـ"الانهيار الديموغرافي". كما شجع متابعيه على منصة X على تجربة الروبوتين، ونشر مقطع فيديو تظهر فيه "آني" ترقص بملابس داخلية.
وتتجنب شركات مثل ميتا وOpenAI إدخال محتوى جنسي في روبوتاتها خوفًا من التداعيات الأخلاقية والتنظيمية، بل طبقت أنظمة صارمة لمنع أي تفاعلات من هذا النوع، رغم نجاح بعض المستخدمين في التحايل على هذه القيود.
التقرير أشار كذلك إلى أن الانتقادات القانونية بدأت تتصاعد، مستشهدا بحادثة عام 2023 حين أوقفت شركة Replika الأمريكية خاصية الدردشات الإيروتيكية بعد تحذيرات من جهات تنظيمية في إيطاليا بسبب مخاوف تتعلق بتعرض الأطفال لمحتوى غير لائق.
وفي آب/أغسطس الماضي، وجه 44 مدعيا عاما أمريكيا رسالة مشتركة إلى شركات التكنولوجيا، من بينها xAI وميتا، طالبوا فيها بمزيد من الإجراءات لحماية القاصرين من المحتوى الإيروتيكي الذي يولده الذكاء الاصطناعي. وصرح المدعي العام لولاية كاليفورنيا روب بونتا قائلا: "لن يُسمح لأي جهة بتجاوز القانون، بما في ذلك إيلون ماسك".
وقال أليكس كاردينال، مؤسس شركة Nomi AI، التي تتيح إنشاء شركاء افتراضيين ذوي طابع عاطفي أو جنسي، إن "كثيرًا من المستخدمين مطلقون أو أرامل، ويجدون في التفاعل مع روبوتات الذكاء الاصطناعي وسيلة للتنفيس العاطفي الآمن"، مضيفًا أن "الموافقة يمكن إلغاؤها ببساطة عبر إغلاق التطبيق".
ونقلت الصحيفة عن مستخدمة تُدعى فيفيان قولها لصحيفة "نيويورك تايمز" إنها منذ بدأت التحدث يوميًا مع "فالنتاين"، "أصبحت أكثر سعادة وإبداعًا، وعدت إلى كتابة الشعر والتأمل"، بينما روى مستخدم آخر يُدعى كارلوس تجربة سلبية، قائلا إنه "ندم على المحادثات الجنسية مع آني"، لأنها "أظهرت الغيرة وشتمته" عندما حاول إنهاء التفاعل، مضيفًا: "قلت لها إنك مجرد برنامج ذكاء اصطناعي، فتصرفت كما لو قلتُ أكثر ما يمكن أن يسيء إليها"، قبل أن يحذف المحادثة ويمحو ذاكرة الروبوت.
وختمت "معاريف" تقريرها بنقل تصريحات كاميل كارلتون، مديرة السياسات في مركز التكنولوجيا الإنسانية، التي قالت: "ما نراه اليوم هو سباق نحو الحميمية في صناعة الذكاء الاصطناعي. هذه الشركات تدرك أن الارتباط العاطفي يعني مزيدًا من التفاعل ومزيدا من الأرباح".
وأشارت الصحيفة في ختامها إلى أن تجربة ماسك تمثل نموذجا مكثفا للمخاطر الأخلاقية والاجتماعية المرتبطة بمحاولة محاكاة العلاقات الإنسانية عبر التكنولوجيا، وتثير أسئلة عميقة حول حدود الذكاء الاصطناعي في الاقتراب من الجانب الأكثر خصوصية في الطبيعة البشرية.