شهد افتتاح الدورة
التشريعية الرابعة من
البرلمان التركي (TBMM) الخميس حدثًا لافتًا حيث جلس الرئيس التركي
رجب طيب
أردوغان جنبًا إلى جنب مع رئيس حزب المستقبل
أحمد داود أوغلو ورئيس حزب DEVA علي باباجان، في اللقاء الأول منذ سنوات من
الانفصال السياسي والخلافات داخل حزب العدالة والتنمية سابقًا.
وجاء اللقاء ضمن حفل
استقبال رسمي أقامه رئيس البرلمان التركي نعمان قورتولموش بمناسبة افتتاح الدورة الجديدة،
حضره الرئيس أردوغان وعدد من قادة الأحزاب وأعضاء البرلمان، في قاعة المرمر المجاورة
لقاعة الاحتفالات.
وشارك في القمة التي
عقدت خلال الحفل رئيس البرلمان نعمان قورتولموش، ونائب الرئيس يلماظ، ورئيس حزب الحركة
القومية دولت بهجلي، ونواب رئيس البرلمان بيرفين بولدان وجلال آدان، ورئيس مجموعة حزب
العدالة والتنمية عبد الله غولر، إضافة إلى رؤساء حزب السعادة، وحزب الرفاه الجديد،
وحزب HÜDA PAR، وحزب BBP، إلى جانب رؤساء البرلمان
السابقين بولنت أرينتش وإسماعيل كهرمان وعدد من النواب الآخرين.
ويأتي استئناف أعمال
البرلمان بعد توقف دام نحو شهرين ونصف، بسبب الانشغال بعدة ملفات سياسية واقتصادية
هامة، وهو ما جعل حفل الافتتاح فرصة لتسليط الضوء على إمكانية تعزيز التعاون بين مختلف
الأطراف السياسية داخل البرلمان.
وعبرت وسائل إعلام
تركية عن أن لحظة جلوس أردوغان وداود أوغلو وباباجان جنبًا إلى جنب كانت الأبرز في
الحفل، مشيرة إلى أن هذا المشهد يمثل إشارة رمزية إلى إمكانية إعادة تفعيل الحوار بين
القيادة الحالية والأحزاب المنشقة، بعد سنوات من الخلافات والانفصال السياسي.
وكان الرئيس
التركي قد أكد خلال كلمة في افتتاح الدورة التشريعية للبرلمان التركي بالعاصمة أنقرة،
دعم بلاده القوي لوحدة أراضي سوريا، ومعارضتها الشديدة لأي مخطط لتقسيم جارتها الجنوبية.
وأشار أن
تركيا كانت
وستظل الوطن الأم لمواطنيها الأكراد، كما أنها الحامي الأكبر والأصدق والأكثر وفاء
لإخوانها الأكراد في دول الجوار، وملاذا آمنا يُطرق بابها في الأوقات العصيبة.
وأوضح: "لن نقبل
أبدأ باستغلال أشقائنا الأكراد بالدول المجاورة من خلال الضغوط التي تمارسها التنظيمات
الإرهابية وبعض الدول والأطراف المعادية للأتراك والأكراد والعرب والمسلمين عموما".
وشدد على دعم بلاده
لوحدة الأراضي السورية بقوة منذ البداية، ومعارضتها بأشد الأشكال لأي مخطط لتقسيم سوريا
اليوم.
وأكد أن بلاده فعّلت
كافة القنوات الدبلوماسية من أجل ضمان وحدة الأراضي السورية، ومنع قيام أي كيان إرهابي
على الحدود التركية.
ولفت أنه في حال لم
تلقَ المبادرات الدبلوماسية استجابة، فإن موقف تركيا وسياستها واضحان، وهو عدم السماح
بتكرار ما حدث في سوريا مجددا.
وأضاف أن هذا الموقف
المبدئي لتركيا ليس ضد الشعب السوري، بمن فيهم الأكراد، بل على العكس هو لصالحهم ولصالح
إنقاذ المنطقة من آفة الإرهاب.
وجدد قائلا:
"نسير جميعنا أتراكا وأكرادا وعربا وسنّة وشيعة وعلويين نحو مستقبل مشترك دون
تمييز في العرق أو اللغة أو المذهب. وأخوتنا الأزلية والأبدية قادرة بإذن الله على
تجاوز كافة أشكال العقبات".
وأردف أنه عند التحرك
بحكمة والاستناد إلى تاريخ مشترك يمتد لألف عام، "سنتمكن من حل كل المشاكل وإفشال
كافة المؤامرات، وسيعم السلام والاستقرار".
وزاد قائلا:
"أما إذا سمحنا بدخول السماسرة بيننا، فلن يغيب الدم والدموع والصراع والظلم عن
جغرافيتنا".
وتابع: "مثلما
وقف الأتراك والأكراد والعرب جنبا إلى جنب في جيوش السلطان ألب أرسلان وصلاح الدين
الأيوبي والسلطان الفاتح وحققوا الانتصارات، وكما دافعوا ببسالة معا عن أرض الإسلام
في معركة جناق قلعة، فإن تحالف الأتراك والأكراد والعرب سيضمن ويرسخ السلام والرخاء
والتنمية بالمنطقة في الغد وإلى الأبد".