سياسة دولية

10 نقاط من مقابلة باراك المثيرة.. السلام وهم.. والمسلمون نصف العالم

وصف توم باراك الحديث عن "السلام" في المنطقة بأنه مجرد وهم- جيتي
أدلى المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، وسفير واشنطن في أنقرة، توم باراك، بتصريحات مثيرة حول الأهداف الاستراتيجية لإدارة الرئيس دونالد ترامب في المنطقة، والموقف من حرب غزة، والاحتلال الإسرائيلي.

باراك وفي حوار أجرته معه الإعلامية هادلي جامبل، بثّته عدة منصات إخبارية، تحدث بشكل صريح بأن فكرة السلام في المنطقة هي مجرد وهم لن يتحقق، كما تحدث عن أعداد المسلمين في العالم، مبدية خشيته بشكل غير مباشر من تضاعف أعداهم.

وتاليا أبرز 10 نقاط تحدث عنها باراك في المقابلة:

عقيدة ترامب
قال باراك إن سياسة دونالد ترامب في الشرق الأوسط ترتكز على عدم خسارة المزيد من الأرواح الأمركية، وعدم الانخراط في السيطرة على دول المنطقة أو فرض أساليب إدارة خارجية فاشلة.

وأوضح أن الإدارة الأميركية الحالية تعتمد على التعاون مع جيران المنطقة في ملفات محددة مثل مكافحة الإرهاب، دون التدخل المباشر في شؤون الدول الأخرى، باستثناء إسرائيل التي تعتبر حليفاً استراتيجياً ذا قيمة خاصة للولايات المتحدة.

مع إسرائيل رغم الإبادة
لم يخف توم باراك موقفه المنحاز إلى الاحتلال الإسرائيلي، رغم تورط الأخير بارتكاب جريمة ضد الإنسانية  في قطاع غزة منذ نحو عامين، قائلا إنه لا يتوافق كثيرا مع ما تفعله تل أبيب، مضيفا "لكنني أحترمها، لأنها تُخبرك بالضبط بما سيحدث".

"وأشار باراك إلى أن وقف إطلاق النار لن ينجح في حل الأزمة، مؤكداً أن 27 محاولة سابقة لم تحقق السلام، وأن الحل يجب أن يرتكز على أسس سياسية واقتصادية بعيدة عن اتفاقيات مؤقتة". وزعم أن "حماس تتحمل مسؤولية الوضع الراهن، حيث تحتجز ملايين الفلسطينيين كرهائن، مما يزيد من تعقيد أي حل سياسي أو إنساني".

السلام وهم
وصف توم باراك الحديث عن "السلام" في المنطقة بأنه مجرد وهم، مؤكداً أن الصراع ليس حول الأرض وحدها، بل يتعلق بمسألة الشرعية والهيمنة. وأشار إلى أن الأطراف المختلفة تناضل للحفاظ على هويتها وسيطرتها، وأن أي حل سلمي لا يركز على تحقيق الازدهار الاقتصادي والاجتماعي لن يكون فعّالاً.

وقال إن السعودية على سبيل المثال، تعي وجود 30 مليون نسمة على أراضيها، وملايين الحجاج والمعتمرين سنويا، وهو ما يفسر تباطؤها في اللحاق بركب المصنع.

ضرب إيران
اعتبر باراك أن حزب الله أكبر من القوات المسلحة اللبنانية، ويستفيد من التمويل الإيراني لتقديم خدمات محلية وإدارة البلديات. وأوضح أن نزع سلاح الحزب مرتبط مباشرة بوقف الدعم المالي الإيراني، وأن أي محاولة لعزله بالقوة ستؤدي إلى فوضى في لبنان.

وغير مستبعد توجيه ضربة جديدة إلى إيران، استخدم باراك وصف "قطع رأس الأفعى" الإيرانية، قائلا إن ذلك هو الطريق الأوحد لوقف إمدادات البلد نحو حلفائه، زعما أن طهران تمول الحزب 60 مليون دولار شهريا.

وقال إن "الشعب الإيراني مذهل، مثقفون، مفكرون، متحضرون. لا أريد أن أراهم يتعرضون لأي أذى". 

النأي بالنفس
كان لافتا في حديث باراك عن حزب الله، تسليطه الضوء على عدم مشاركة القوات الأمريكية في أي معركة محتملة سواء ضد الحزب، أو ضد حركة أنصار الله "الحوثيين"، واكتفائها بالدعم اللوجستي.

وأوضح باراك أن الولايات المتحدة تعمل على تقديم الدعم الاستخباراتي والتنسيق الأمني مع الدول العربية، مضيفا أن السياسة الأمريكية تركز على الضغط المالي والسياسي على الجهات الداعمة لهذه الجماعات، مع احترام سيادة الدول العربية وقدرتها على اتخاذ قراراتها.

وأضاف أن هذه الاستراتيجية تتيح لأمريكا تحقيق أهدافها الأمنية دون الانخراط في حروب طويلة الأمد، مشيراً إلى أن "إسرائيل ستظل القوة القادرة على الرد العسكري المباشر عند الحاجة، بينما يقتصر دور واشنطن على الدعم الاستراتيجي والمعلوماتي".

المسلمون في تزايد
نبه براك إلى أن التحولات الديموغرافية العالمية ستؤثر بشكل كبير على السياسة الأمريكية، متوقعاً أن يصل عدد المسلمين في العالم إلى خمسة مليارات بحلول عام 2045.

وأوضح أن هذه الأرقام تطرح تحديات استراتيجية للولايات المتحدة، خاصة في ما يتعلق بعلاقاتها مع إسرائيل وتمويل العمليات العسكرية في غزة. وأشار إلى أن تزايد أعداد المسلمين يتطلب من واشنطن بناء علاقات شراكة مع العالم الإسلامي، مع التأكيد على أن الاستراتيجية القائمة على الصراع العسكري لن تكون مستدامة.

العدوان على قطر
تطرق براك إلى الضربة الإسرائيلية التي استهدفت مسؤولين في حماس بقطر، مشيراً إلى أن العملية تمّت بالتنسيق مع الولايات المتحدة، وأن المسؤولين الإسرائيليين كانوا صريحين بشأن أهدافهم. وأوضح أن الدوحة كانت تستضيف قيادات حماس وطالبان بناءً على طلب أميركي، مما يعكس تعقيدات التحالفات الإقليمية.

وأكد باراك أن هذا التعاون يعكس قدرة واشنطن على توجيه العمليات بشكل دقيق دون الحاجة للتدخل العسكري المباشر، مع الحفاظ على العلاقات مع حلفائها في المنطقة. وأشار إلى أن الشفافية الإسرائيلية في هذه العمليات تساعد على تجنب سوء الفهم والتصعيد غير المتوقع.

بستاني في حديثةتحدث باراك بشكل صريح أنه يؤدي دوره في المنطقة كمبعوث للرئيس دونالد ترامب، رغم عدم اقتناعه بالعديد من هذه الأوامر والقرارات.

وقال إن دوره يشبه دور البستاني في الحديقة، موضحا أن وظيفته تقتصر على محاولة "ترك كل شيء أفضل قليلاً مما وجدناه بتوجيهات رئيسي"، رغم عدم اقتناعه في بعض السياسات الأمريكية الخارجية.

مستقبل المنطقة
أكد براك أن الأحداث بعد 7 أكتوبر مثلت نقطة تحول في الشرق الأوسط، مع تغير موازين القوى وتنامي التوترات الإقليمية. وأوضح أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يعد ملتزماً بالخطوط التقليدية للحدود، وأن أي تهديد للشعب أو الأراضي الإسرائيلية قد يدفعه لاتخاذ إجراءات حازمة.

وأشار إلى أن هذه التحولات تزيد من تعقيد الحلول التقليدية للصراعات الإقليمية، لكنها تفتح المجال أمام إعادة ترتيب التحالفات الإقليمية والتنسيق بين القوى الكبرى لتحقيق الاستقرار الأمني. وأكد أن الإدارة الأمريكية تراقب هذه التطورات عن كثب لتحديد دورها الاستراتيجي في المستقبل.

تهديد للبنان
أوضح باراك أن لبنان يعاني من أزمة مالية وسياسية حادة، تشمل بنكاً مركزياً مفلساً ونظاماً مصرفياً به فجوة مالية ضخمة، إلى جانب ضعف الخدمات الأساسية. وأكد أن الحكومة اللبنانية غير قادرة على تنفيذ الخطط الأمريكية، وأن أي تدخل إضافي لن يكون فعالاً دون إرادة محلية قوية.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة قدمت للسلطات اللبنانية "خطة عمل" واضحة، لكنها لم تنفذ، مشدداً على أن الحل يعتمد على استجابة لبنان نفسها. وأكد أن أي دعم أمريكي إضافي سيكون مشروطاً بالقدرة على تطبيق الإصلاحات المطلوبة، مع التركيز على السيطرة على حزب الله ومنع تدفق التمويل الإيراني.