كشفت دراسة حديثة في
مجال علوم
النوم أن تقليل استهلاك
القهوة أو المشروبات الغنية بالكافيين أدي إلى ملاحظة
كثير من الأشخاص زيادة في وضوح أحلامهم، بل إن بعضهم وصف تلك
الأحلام بأنها أكثر غرابة
وتفصيلاً من أي وقت مضى.
وأوضح الباحثون أن
الكافيين يعمل كمادة منبهة تعطل تأثير مادة كيميائية طبيعية في الدماغ تعرف باسم الأدينوسين،
وهي المسؤولة عن تراكم الشعور بالنعاس مع ساعات النهار، وعندما يتدخل الكافيين، فإنه
يؤخر عملية الاستغراق في النوم العميق ويقلل من مدته، وبحسب الدراسات، فإن التأثير
يزداد وضوحاً عندما يستهلك الكافيين في ساعات المساء أو قبل النوم مباشرة.
وبحسب تقرير لهيئة
الإذاعة البريطانية الـ "
بي بي سي" بينت الأبحاث أن النوم يمر بمراحل متتابعة،
أهمها مرحلة النوم العميق غير المصحوب بحركة العين السريعة، ومرحلة حركة العين السريعة
التي تعد أكثر ارتباطاً بحدوث الأحلام، وعند تقليل الكافيين، يستعيد الجسم توازنه الطبيعي
ويقضي وقتاً أطول في مرحلة الأحلام، وهو ما يفسر زيادة وضوحها.
وقالت الباحثة الأسترالية
تشارلوت غوبتا إنه لا توجد حتى الآن أدلة قاطعة تربط بشكل مباشر بين تقليل الكافيين
ووضوح الأحلام، إلا أن تحسن جودة النوم بشكل عام يؤدي إلى تأثير ملحوظ في طبيعة ما
يراه الإنسان أثناء نومه.
وأضافت غوبتا أن تقليل
الكافيين يمنح الدماغ فرصة لإطالة فترة النوم المصحوب بحركة العين السريعة، ما يزيد
من احتمالية تذكر تفاصيل الأحلام بعد الاستيقاظ.
وأضاف التقرير أن عدد
من الأشخاص الذين خفضوا استهلاك القهوة تحدثوا عن تجارب شخصية متشابهة، إذ أكدوا أنهم
بدؤوا في تذكر أحلام غنية بالتفاصيل خلال أيام قليلة من التوقف عن تناولها ليلاً، فيما
أشار آخرون إلى أنّ تلك الأحلام بدت مشحونة بالعواطف أو حتى مثيرة للقلق في بعض الأحيان.
ورغم ذلك، شدد الخبراء
على أن هذه الظاهرة لا تحدث لدى الجميع، وأنها قد تكون مؤقتة تمتد لأسابيع فقط، قبل
أن يعود النوم إلى طبيعته، وأوصى الأطباء من يرغب في تحسين نومه بالامتناع عن الكافيين
قبل ثماني ساعات على الأقل من موعد النوم، مع التأكيد أنّ الأمر لا يتطلب التوقف التام
عن القهوة للاستفادة من نوم هادئ.
وأشار الباحثون إلى
أن للكافيين فوائد صحية عديدة عند استهلاكه باعتدال، منها تحسين التركيز واليقظة، وتقليل
مخاطر الإصابة بالاكتئاب، إضافة إلى مساهمته في خفض احتمالات الإصابة ببعض الأمراض
العصبية مثل باركنسون. كما يحتوي على مضادات أكسدة وفيتامينات أساسية.
وخلصت الدراسة إلى
أن تقليل القهوة لا يعني بالضرورة حدوث تغيرات جذرية في النوم عند الجميع، لكنه يمنح
الجسم فرصة لاستعادة دوراته الطبيعية، وهو ما قد يظهر عند بعض الأشخاص في شكل أحلام
أكثر وضوحاً وتأثيراً.