صحافة دولية

كاتبة في الغارديان: الغرب لن يشعر بالخجل من صمته على الإبادة الجماعية بغزة

قالت الكاتبة: "لا أحد يستطيع التظاهر بالجهل. لا أحد يستطيع التظاهر بأنه لم يكن يعلم"- الأناضول"
تتواصل حرب الإبادة الجماعية ضد قطاع غزة لنحو 21 شهرا، وسط حالة من "الاعتياد العالمي" على قتل الفلسطينيين، وهي التي أدت حتى الآن إلى أكثر من 189 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح.

وجاء في مقال نشرته صحيفة "الغارديان" للمعلقة أروى مهداوي تحت عنوان "يجب محو غزة" أن "أمواج الأثير الإسرائيلية حافلة بالدعاية الداعمة للإبادة". 

وأشارت الكاتبة إلى عنوان في الصحيفة ذاتها السبت الماضي بعنوان "الغارات على إيران تخفف من الضغط على إسرائيل لوقف الجوع في غزة"، معلقة أن هذا الكلام يصدم في العادة الناس لكنه أصبح مجرد خبر. 

وقالت إن الحرب على إيران هذا الشهر جاءت وسط زيادة الأصوات الشاجبة للإبادة في غزة، حيث تم حرف النظر عما يجري من قتل وتجويع في غزة والضفة الغربية إلى البرنامج النووي الإيراني. 

وذكرت ان "هناك خشية من أن يحصل المتطرفون على ما يريدون، وهو ما تحدث عنه الجنرال المتقاعد  غيورا إيلاند في 12 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 وهو تحويل غزة إلى مكان لا يوجد فيه بشر". 

وجمعت الكاتبة مجموعة من التصريحات الفظيعة الصادرة عن المشرعين أو المؤثرين الإسرائيليين منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023. وقد اقتصرت المجموعة على 20 تصريحا، ولكن توجد قواعد بيانات على الإنترنت تضم مئات التصريحات التي تظهر خلطا بين حماس وسكان غزة (بما في ذلك الأطفال) ورغبة في فرض عقاب جماعي. 

والهدف النهائي من كل هذا ليس إبعاد حماس عن غزة، بل إبعاد جميع الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية. ومن هذه التصريحات ما قالته ماي غولان، وزيرة المساواة الاجتماعية والنهوض بوضع المرأة في "إسرائيل"، في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 "يجب تدمير جميع البنى التحتية في غزة من جذورها وقطع الكهرباء عنها فورا. الحرب ليست ضد حماس، بل ضد دولة غزة".  

وقال ديفيد أزولاي، عضو مجلس محلي بلدة المطلة في شمال إسرائيل: "سووا كل شيء [في غزة] في التراب كما هو الحال اليوم في أوشفيتز".

وفي مؤتمر صحافي في 13 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 قال رئيس "إسرائيل"، اسحق هرتسوغ (باللغة الإنكليزية): "إنها أمة بأكملها مسؤولة. ليس صحيحا هذا الخطاب عن المدنيين غير المدركين وغير المتورطين، إنه غير صحيح على الإطلاق". 

وكتب نيسيم فاتوري، نائب رئيس البرلمان الإسرائيلي، في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023: "الآن، لدينا جميعا هدف مشترك، محو قطاع غزة من على وجه الأرض". وكتب في 2 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023: "لن تنتهي الحرب أبدا إذا لم نطرد الجميع" وفي 9 تشرين الأول/أكتوبر 2023 قال: "محو غزة. لن يرضينا أي شيء آخر، لا تتركوا طفلا واحدا هناك، بل اطردوا جميع من تبقى في النهاية، حتى لا تكون لديهم فرصة للتعافي".

 وفي مقابلة مع إذاعة كول بارما في شباط/ف براير 2025 قال فاتوري:": "يجب فصل الأطفال والنساء ويجب القضاء على البالغين في غزة. نحن نبالغ في مراعاة الآخرين"، ووصف الفلسطينيين أيضا بأنهم "أقل من البشر" وقال إن الضفة الغربية ستتحول إلى غزة لاحقا. 

وقال إسحاق كرويزر، عضو حزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف، الذي يتزعمه وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، في مقابلة إذاعية: "يجب تدمير قطاع غزة، وعقوبة واحدة عليهم جميعا هي الموت". وقال وزير الدفاع الإسرائيلي السابق يواف غالانت في تشرين الأول/أكتوبر 2023 "لن تعود غزة لما كانت عليه". 

ورد عضو الليكود، أميت هاليفي على طبيب إسرائيلي دعا في أيار/ مايو منح الاطفال الذين يعانون مسكنات: "لستُ متأكدًا من أنك تتحدث باسمنا عندما تقول إننا نريد علاج كل طفل وكل امرأة. آمل ألا تدعم هذا التصريح أيضا. عند محاربة جماعة كهذه، لا وجود للتمييز الموجود في عالم طبيعي".

 وقالت ميراف بن آري، من حزب يائير لابيد المعارض، "يش عتيد"، ردا على نائب فلسطيني تأسف لفقدان أرواح المدنيين في 16 تشرين الأول/أكتوبر 2023: "أطفال غزة هم من جلبوا هذا على أنفسهم". وقال عضو الكنيست عن حزب الليكود، أميت هاليفي، في 16 تشرين الأول/أكتوبر 2023: "يجب أن يكون لهذا النصر هدفان: 1. لن تبقى أرض إسلامية في أرض إسرائيل... بعد أن نجعلها أرض إسرائيل، يجب أن تبقى غزة نصبا تذكاريا، مثل سدوم". 

وقال سيمحا روثمان، عضو الكنيست عن الحزب الديني القومي، وهو جزء من ائتلاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو: "إنهم [الأطفال] أعداؤنا". وكان روثمان يرد على سؤال من محاور في القناة الرابعة البريطانية الذي سأل: "هل الأطفال أعداؤكم؟". 

وقدمت مهدواي سلسلة من التصريحات التي صدرت على القناة 14، وهي محطة تلفزيونية يمينية متطرفة كانت في السابق منفذا متخصصا، لكنها تحولت إلى واحدة من أكثر مصادر الأخبار مشاهدة في إسرائيل.
وطالبت ثلاث منظمات حقوق مدنية بإجراء تحقيق في القناة 14 لتطبيعها لتصريحات الإبادة الجماعية. وصرح ران كوهين، مدير الكتلة الديمقراطية الإسرائيلية، في بيان لصحيفة الغارديان: "من الواضح أن الأمر لا يقتصر على بضع أصوات معزولة تقول أشياء شنيعة في لحظة غضب". 

وأضاف: "إن نمط التحريض المنبعث من القناة 14 ممنهج ومستمر ومنظم - وليس عرضيًا. لقد وثقنا مئات التصريحات، التي أدلى بها العديد منها مذيعون وضيوف منتظمون، والتي تُبث يوميًا في منازل الإسرائيليين ويشاهدها الجنود مباشرة. لقد تم محو الخط الفاصل بين الإعلام والدعاية الحربية".

وقال عضو الكنيست الإسرائيلي السابق، موشيه فيغلين، في 13 تشرين الأول/ أكتوبر 2023: "إذا لم يكن هدف هذه العملية التدمير والاحتلال والتهجير والاستيطان، فلن نحقق شيئًا". أما المغني إيال غولان، فقد قال في 15 تشرين الأول/أكتوبر 2023 " امسحوا غزة تماما ولا تتركوا فيها شخصا واحدا".

ومنذ إدلائه بعدد من التصريحات المماثلة، واصل غولان إحياء الحفلات الموسيقية في أوروبا.
وقال مذيع القناة 14، شاي غولدن في 17 تشرين الأول/أكتوبر 2023: "نحن قادمون، نحن قادمون، نحن قادمون إلى غزة، نحن قادمون إلى لبنان، سنأتي إلى إيران. سنأتي إلى كل مكان [...] سنبيد العدو. سنعيد الشرق الأوسط إلى حالة يخشى فيها العرب اليهود [...] سنأتي لإبادتكم، أن-نبيد. مرر هذا، شارك هذا الفيديو حتى يتمكن جميع أصدقائك من رؤية ما سنفعله بكم". 

وقال إلياهو يوسين الذي يقدم نفسه بأنه معلق على الشؤون العربية: "العدو ليس حماس، بل غزة. العدو ليس فتح، بل عرب الضفة الغربية. وهم غير مستعدين لقبول هذا لأن أسلوب التعامل مع هذا العدو، المسمى "غزة"، يجب أن يكون مختلفًا تماما [...] على غرار الشيشان، حيث سواها الروس بالأرض لدرجة أن الشيشان أدركوا: أنها لا تستحق التفكير معهم [...] لا يوجد أبرياء. عندما تقول "سكان"، لا يوجد سكان. هناك مليونان ونصف مليون إرهابي [...] عندما لا يوجد أبرياء في غزة، فلا جدوى من الدق على الأسقف، لأن الجميع إرهابيون". وقال شمعون ريكلين في 21 شباط/فبراير 2024:  " أستمر في النظر إلى ما هو أبعد من الأهداف العسكرية، وهو أمر جيد، ولكن في النهاية، هناك شيء يتجاوز الأهداف العسكرية، وهو الاستراتيجية. الأمر يتعلق بكسر روح الجمهور الغزي، وهناك أشياء تحدث هناك".

أما إلياهو يوسين فقال:  "نقتل 100 إرهابي كل يوم؟ هناك مليونان ونصف مليون إرهابي هناك". 
وقال المعلق السياسي داني نيومان في برنامج الصحافي بوعز جولان في 6 أيار/مايو 2024 :  "فيما يتعلق بما ذكره بوعز، في اليوم الأول أو اليومين الأولين، كان ينبغي أن نقتل 100,000 من سكان غزة [...] قليل منهم فقط من الممكن أن يكونوا بشرًا هناك. قليل منهم فقط من الممكن أن يكونوا بشرا هناك. أكثر من 90 بالمئة منهم إرهابيون ومتورطون! ليسوا غير متورطين، لا يوجد شيء اسمه غير متورط".

واعتبر ينون ماغال في برنامج "الوطنيون" وهو يقرأ تغريدة جندي احتياط يدعى دفير لوغر في 3 أب/ أغسطس 2024: "الدمار في غزة يمنحني شعورا جيدا،غزة في حالة دمار شامل. هدمت العديد من المباني، يجب أن تستمر آلة التدمير في العمل، حتى يتضح جليا أنه لا مكان لهم للعودة. اليأس كخطة عمل". 

في منشور على منصة إكس، حذف لاحقا كتبه المنتج في القناة 14 إيلاد براسي في 27 شباط/ فبراير 2025 : "غزة تستحق الموت، 2.6 مليون إرهابي في غزة يستحقون الموت! ... رجالا ونساء وأطفالا، بكل الطرق الممكنة، يجب أن ننفذ فيهم هولوكوست - أجل، اقرأ ذلك مرة أخرى  هولوكوست! بالنسبة لي، غرف غاز، عربات قطار. وأشكال أخرى وحشية من الموت لهؤلاء النازيين. بلا خوف، بلا تردد، ببساطة، سحق، إبادة، ذبح، هدم، تفكيك، تحطيم.. غزة تستحق الموت. ليكن هولوكوست في غزة".

وأكدت الكاتبة "من الواضح الآن أنه لا شيء سيخجل الغرب من منع إسرائيل من تحقيق "نصرها الكامل" في غزة. لكنني كتبت هذا لأُذكركم مرة أخرى بأننا جميعا كنا نعلم ما هو آت. لا أحد يستطيع التظاهر بالجهل. لا أحد يستطيع التظاهر بأنه لم يكن يعلم".