صحافة إسرائيلية

تقرير إسرائيلي: التحالف الأصولي المسيحاني يُهدد الدولة من داخلها ويأخذها للهزيمة الكاملة

أزمات متفاقمة داخل الاحتلال تهدد المجتمع- القناة 12
رغم ما يظهر في الواجهة من إنجازات عسكرية اسرائيلية، لكن الانطباع السائد بين الاسرائيليين أنهم متجهون نحو الهزيمة الكاملة، ليس عسكريًا، بل من خلال تهاوي قيم المجتمع الحر الذي تبدو على وشك الانهيار في مواجهة المجتمع المسيحاني الأصولي الذي ثار ليدمّر الدولة من الداخل، وحتى الآن، وقبل نهاية أطول وأصعب حرب شهدوها على الإطلاق، يمكنهم القول على وجه اليقين إنهم سوف يستيقظون على واقع مختلف، غامض ومخيف.

الصحفية "فار لي شاحار"، عضو اللجنة التنفيذية لحركة "قادة أمن إسرائيل"، واللجنة التوجيهية لمنتدى منظمات السلام، أكدت أن "الأسس التي تأسست عليها الدولة تتعرض للتدمير بشكل ممنهج ومتعمد، وبينما يقاتل الاسرائيليون خارج حدودها للقدرة على مواصلة العيش فيها، تأتي عصابة الظلام، متحدة في تحالف أصولي، وتهدد، قانونًا بعد قانون، بإسقاط نظام استبدادي فاسد على رؤوسنا، وتقف وراء قرارات ومشاريع لمحاولة إنقاذ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من المحاكمة التي تجري ضده بتهم الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة".

وأضافت في مقال نشره موقع زمان إسرائيل، وترجمته "عربي21" أننا "نجد القانون الذي سيمنع إنشاء لجنة تحقيق حكومية للتحقيق في هجوم السابع من أكتوبر، وهي مجرد مثال أو استمرار للتحقيق في قضية الغواصات، مما سيكون له آثار كبيرة على أمن الدولة، وبناء قوة الجيش، دون عملية صنع قرار منظمة، وفيما يتعلق بحماية نتنياهو سنجد مشروع القانون الذي يهدف لتوفير الحماية لمستشاره إيلي فيلدشتاين، الذي قام بتسريب وثائق سرية خلال الحرب، واستلم أموالاً من قطر أثناء عمله".

وأوضحت أن "هذا التحالف الأصولي يعمل على بناء البنية التحتية لإنشاء دولة الشريعة "الهالاخاه"، ولا تستغربوا إذا كان الالتزام بارتداء الحجاب في الطريق رسمياً، فيما يواصل وزير القضاء معركته ضد المستشارة القانونية للحكومة، الوحيدة التي تفصل الظلام عن النور، لتمرير قرار إقالتها بأغلبية 75% من أعضاء الحكومة، ثم السعي لتقسيم دورها، وتوسيع حصانة أعضاء الكنيست بدعم من 90 عضوًا في الكنيست، ويقررون فصل المستشارين القانونيين المخضرمين من مناصبهم الحكومية خلال 90 يوماً، وإضعاف نقابة المحامين".


وأشارت إلى أن "هذا الائتلاف لا يتوقف عن الإضرار بالصحفيين من خلال القرارات المتخذة بشكل عشوائي مثل فرض القيود على المراسلين الأجانب، وهناك المزيد والمزيد من مشاريع القوانين، التي بدت في الماضي وهمية، لكنها من لحظة لأخرى أصبحت أكثر عملية، وعندما يتم اعتقال الناس لمجرد ارتدائهم قبعة مكتوب عليها "الديمقراطية"، ويحتجزون أفرادا لمجرد وقوفهم قرب منزل وزير أو عضو في الكنيست، مما يؤكد أن حريتنا اليوم في انهيار عام".

وبينت أن "هذه المؤشرات دليل على أن الاسرائيليين يعيشون في خضمّ انقسام اجتماعي عميق، والاستقطاب يبدو إشكاليا، لأنه يمتد من الساحة السياسية لمختلف مناحي حياتهم، وله تداعيات اجتماعية واقتصادية، وقد يُضعف نسيج العلاقات بين مؤيدي الأحزاب المختلفة، حتى داخل الأسرة الواحدة".

وختمت بالقول إن "كل هذه المظاهر تُمثل أحد أعمق التهديدات للدولة من الداخل، بسبب تعمّق المشاعر السلبية في الساحة السياسية، وضعف التزام الجمهور بالمعايير، وزادت كراهية الناخبين للحزب المعارض، وزاد تمسكهم بالحزب المفضل لديهم، حتى عندما يدركون أنه يهدد الدولة".
https://www.zman.co.il/601224/