حول العالم

تونس تخلي أكبر مخيم للمهاجرين في الجنوب وترحّل المئات منه

وزارة الخارجية التونسية أعادت نحو 7250 مهاجرا غير نظامي إلى دولهم الأصلية- جيتي
أزالت السلطات التونسية، الجمعة، واحدا من أكبر مخيمات المهاجرين غير النظاميين في محافظة صفاقس جنوب البلاد، كان يؤوي نحو 1500 شخص، في أحدث خطواتها لتفكيك التجمعات العشوائية التي تشكل نقطة انطلاق رئيسية للهجرة نحو السواحل الأوروبية، وخاصة الإيطالية.

وأكد المتحدث باسم الإدارة العامة للحرس الوطني حسام الدين الجبابلي لإذاعة "موزاييك" المحلية، أن المخيم المعروف باسم "مخيم العشي" والواقع في منطقة العامرة، تم تفكيكه من قبل وحدات أمنية مشتركة تابعة للحرس الوطني.

وأوضح الجبابلي أن هذه العملية هي الخامسة من نوعها منذ إطلاق حملة إخلاء المخيمات في نيسان / أبريل الماضي، والتي شملت سابقًا مخيمات في منطقتي العامرة وجبنيانة بمحافظة صفاقس.

وأكد المتحدث أنه تم نقل المهاجرين بالحافلات إلى مراكز إيواء تابعة للمنظمة الدولية للهجرة، ضمن إجراءات تهدف إلى تخفيف الضغط عن محافظة صفاقس، التي تحولت خلال السنوات الماضية إلى نقطة تجمع رئيسية للمهاجرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء، في طريقهم نحو أوروبا.

وكانت السلطات التونسية قد أطلقت خطة لإخلاء هذه المخيمات عقب تزايد التوترات بين المهاجرين وسكان المنطقة، إلى جانب تفاقم الوضع الإنساني داخلها، في ظل غياب شروط النظافة والرعاية. كما سبق للرئيس التونسي قيس سعيد أن دعا في أذار / مارس الماضي المجتمع الدولي إلى دعم جهود بلاده لإعادة المهاجرين طوعًا إلى بلدانهم، مشددًا على ضرورة تفكيك شبكات الاتجار بالبشر.

وفي كانون الثاني / يناير الماضي، أعلنت وزارة الخارجية التونسية أنها تمكنت من إعادة نحو 7250 مهاجرًا غير نظامي إلى دولهم الأصلية خلال عام 2024، بالتعاون مع المنظمة الدولية للهجرة، وهو ما يعكس تصاعد التنسيق بين تونس والمنظمات الدولية في هذا الملف المعقد.

ورغم الترحيب الأوروبي بالإجراءات التونسية، خصوصًا من جانب إيطاليا، فإن منظمات حقوقية دولية أعربت عن قلقها من ظروف الإخلاء والاحتجاز، خاصة بعد تقارير صحفية كشفت عن تعرض بعض المهاجرين للعنف والإجبار على العودة، وهو ما اعتبرته منظمة العفو الدولية مخالفًا للمعايير الدولية.

وتعد مدينة صفاقس واحدة من أبرز نقاط الانطلاق للهجرة غير النظامية من شمال إفريقيا نحو أوروبا، ما جعلها محورًا رئيسيًا في الخطط الأوروبية لاحتواء الهجرة، ومن ذلك الاتفاقات الأخيرة بين الاتحاد الأوروبي وتونس، والتي تتضمن دعمًا ماليًا مقابل الحد من تدفقات المهاجرين.

وقد سلط تقرير لوكالة "رويترز" الضوء في وقت سابق على عمليات إخلاء مشابهة شملت مخيمات عشوائية للمهاجرين، مشيرًا إلى أن الضغوط الأوروبية لعبت دورًا محوريًا في تسريع هذه الإجراءات داخل تونس