طب وصحة

ماذا تعرف عن نظرية "الخلط المعرفي".. هل يُساعد على النوم حقا؟

هدف الخلط المعرفي تشتيت الأفكار المرهقة- الأناضول
تناول تقرير لموقع "كونفيرسيشن" ما يُعرف بتقنية "الخلط المعرفي" كوسيلة واعدة لمساعدة المصابين بالأرق على النوم من خلال إشغال الذهن بأفكار وصور عشوائية، مما يُضعف التركيز والتفكير المفرط ويساعد على الاستغراق في النوم.

وقال الموقع في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن تقنية "الخلط المعرفي" لاقت رواجا كبيرا على وسائل التواصل الاجتماعي في الفترة الأخيرة، ويقول مؤيدو هذه التقنية إنها تقوم على إشغال عقلك بأفكار وصور عشوائية عبر صيغة خاصة:

- اختر كلمة عشوائية.

- ركز على الحرف الأول من الكلمة، وقم بسرد مجموعة من الكلمات التي تبدأ بهذا الحرف. 
 
- فكر في معنى كل كلمة.

- عندما تكون مستعدًا، انتقل إلى الحرف التالي في الكلمة وكرر العملية.

- استمر في تكرار العملية مع كل حرف من الكلمة الأصلية حتى تشعر بأنك مستعد للانتقال إلى كلمة جديدة أو حتى تغفو.

من أين جاءت هذه الفكرة؟
أوضح الموقع أن تقنية "الخلط المعرفي" اشتهرت على يد الباحث الكندي "لوك ب. بودوان" منذ أكثر من عقد من الزمان، عندما نشر ورقة بحثية حول ما أسماه "التخيل المتنوع المتسلسل" وكيف يمكن أن يساعد في النوم.

أحد الأمثلة الافتراضية التي طرحها بودوان كان يتعلق بامرأة تفكر في كلمات عشوائية تبدأ بنفس الحرف دون أن تحاول ربط كلمة بأخرى أو إيجاد رابط بينها، وتقاوم ذلك ميل العقل نحو الفهم. 

ومع أن البحث في هذه التقنية لا يزال في بداياته، إلا أن فكرته مبنية على أسس علمية، فقد أشارت أبحاث أخرى إلى أن من ينامون جيدًا يميلون إلى التفكير في أشياء مختلفة قبل النوم، وفق التقرير.

أما الأشخاص الذين يعانون من الأرق فإنهم يركزون أكثر على الهموم أو المشاكل أو الضوضاء في البيئة المحيطة بهم.

من ناحية أخرى، عادةً ما تكون أفكار من ينامون جيدًا أشبه بالأحلام والهلوسات، وتكون أقل تنظيمًا قبل النوم.

التمييز بين الأفكار المعززة للنوم والأفكار المؤرقة
أشار الموقع إلى أن "الخلط المعرفي" يحاكي أنماط التفكير العشوائية لدى الأشخاص الذين ينامون جيدًا، والتي تشبه الأحلام التي تراودهم بشكل عام قبل الخلود إلى النوم.

يصف بحث بودوان على وجه الخصوص نوعين من الأفكار المرتبطة بالنوم: الأفكار المؤرقة (أو المضادة للنوم) والأفكار المشجعة على للنوم (المعززة للنوم).

وتتضمن الأفكار المؤرقة أشياءً مثل القلق والتخطيط والتمرين واجترار المشاكل أو الإخفاقات المتصورة.

بينما تتضمن الأفكار المعززة للنوم تخيلات تشبه الأحلام أو التمتع بحالة ذهنية هادئة ومريحة.

ويهدف "الخلط المعرفي" إلى تشتيت الانتباه عن الأفكار المُرهقة وتوفير مسار هادئ ومحايد لعقلك المُنشغل، مما يُخفف من التوتر المُصاحب لقلة النوم، كما يُساعد "الخلط المعرفي" أيضًا على تنبيه دماغك بأنك مُستعد للنوم.

وأضاف الموقع بأن عملية "الخلط" بين الأفكار المُختلفة تشبه الطريقة التي ينغمس بها دماغك بشكل طبيعي في النوم؛ حيث يتباطأ نشاط الدماغ أثناء الانتقال إلى النوم، ويبدأ دماغك بتوليد صور مُتقطعة ومشاهد عابرة، تُعرف باسم الهلوسة النومية، دون بذل جهد واعٍ لفهمها.

ومن خلال مُحاكاة هذه الأنماط العشوائية، يُساعدك "الخلط المعرفي" على الانتقال من اليقظة إلى النوم.

وأوضح الموقع أن الأبحاث الأولية في هذا المجال تقدم نتائج واعدة، فقد وجد بودوان وفريقه أن التخيل المتنوع المتسلسل يساعد على تقليل اليقظة قبل النوم، وتحسين جودة النوم، وتقليل الجهد المبذول في النوم.

ولكن كما هو الحال مع كل استراتيجية جديدة، فإن التحسن ليس فوريًا؛ بل يستغرق وقتًا، لذا فإنه يحتاج إلى قدر من  الاستمرارية والتعامل السلس مع النفس.

ويجب أيضًا إدراك أن ما يُجدي نفعًا مع البعض قد لا يُجدي نفعًا مع آخرين؛ ويعتمد ذلك على طريقة تعامل كل شخص مع التوتر أو الأفكار المُرهقة.

وختم الموقع بأن الاستراتيجيات الأخرى التي تُساعد على تهيئة الظروف المناسبة للنوم تشمل ما يلي:
الحفاظ على روتين ثابت قبل النوم، حتى يتمكن عقلك من الاسترخاء.

- مراقبة أفكارك دون إصدار أحكام، وأنت مستلقٍ على السرير.

- تدوين مخاوفك أو قوائم مهامك في وقت مبكر من اليوم حتى لا تفكر فيها وقت النوم.