أشاد المفكر العربي والأمين العام السابق
للمؤتمر القومي العربي، معن بشور، بموقف الحكومة
الباكستانية الرافض للعدوان
الإسرائيلي على
إيران، واصفًا إياه بأنه "الأسرع والأصلب" بين المواقف
الإقليمية والدولية، مؤكّدًا أن هذا
الموقف يحمل دلالات استراتيجية وسياسية ينبغي
البناء عليها لتعزيز وحدة العرب والمسلمين في مواجهة المشروع الصهيوني –
الاستعماري.
وقال بشور في تصريح صحفي مكتوب أرسل نسخة
منه لـ "عربي21": إن موقف إسلام آباد ليس مجرد تعبير عن تضامن تقليدي مع
دولة مجاورة، بل هو إسقاط فعلي لمحاولة تغذية الانقسام الطائفي والمذهبي في الأمة
الإسلامية، والذي سعت له قوى الاحتلال والهيمنة الغربية منذ عقود.
موقف باكستان: رفض للعدوان ودعوة لضبط النفس
وجاء الموقف الباكستاني رسميًا عبر بيان
وزارة الخارجية في إسلام آباد، الذي دان بشدة العدوان الإسرائيلي على الأراضي
الإيرانية، وأكد على ضرورة احترام السيادة الوطنية وميثاق الأمم المتحدة، مع دعوة
واضحة إلى ضبط النفس وتفادي التصعيد الإقليمي الخطير.
كما شدّد البيان على الحق المشروع للدول في
الدفاع عن نفسها ضمن القانون الدولي، في موقف نادر وملفت يعكس اصطفافًا دبلوماسيًا
مغايرًا لسياسات الحياد الباردة التي سادت في ملفات مشابهة.
موقف إسلام آباد يكشف الزيف الطائفي ويفضح
مشروع التفتيت
ورأى بشور أن للموقف الباكستاني وقعًا خاصًا
على الصعيد العربي والإسلامي، ليس فقط لقربه الجغرافي من إيران، بل لما يحمله من
رسائل وحدوية تقطع الطريق على محاولات زرع الشقاق بين شعوب الأمة، خصوصًا تلك التي
تختلف مذهبيًا أو سياسيًا عن الجمهورية الإسلامية.
وأضاف: إن الموقف جاء في لحظة دقيقة، بعد
تراكم محاولات اختلاق صدام سني-شيعي في المنطقة، معتبرًا أن البيانات الصادرة من
باكستان وتركيا ومصر والسعودية، إلى جانب الموقف الفلسطيني الثابت، تكشف عن أولى
ثمار العدوان: بروز وحدة عربية-إسلامية رفضًا للعدوان، وتجاوزًا لانقسامات مصطنعة.
علاقات تاريخية راسخة بين باكستان والعالم
العربي
ويستند موقف باكستان، إلى تاريخ طويل من
التقاطع السياسي والديني والثقافي مع العالم العربي، حيث كانت من أوائل الدول
الداعمة للقضية الفلسطينية في المحافل الدولية، كما احتفظت بعلاقات متينة مع عدد
من الدول العربية والخليجية، رغم ما شابها أحيانًا من تباينات. وقد لعبت باكستان
دورًا فاعلًا في عدد من التحالفات الإسلامية، وشاركت في حروب 1967 و1973 سياسيًا
ودبلوماسيًا، كما تحتضن عددًا كبيرًا من الجاليات العربية والمؤسسات الإسلامية
النشطة.
الرياض والقاهرة وأنقرة.. مواقف تستحق
التقديرذ
وأشار بشور إلى أن المواقف المنددة من
الرياض والقاهرة وأنقرة لا تقل أهمية، مشيدًا بتجاوز تلك العواصم لحساسيات سابقة
مع طهران، واستجابتها لإرادة شعوبها الرافضة للعدوان، داعيًا إلى تحويل هذا
التقارب السياسي المبدئي إلى قاعدة لإعادة ترتيب العلاقات العربية – الإسلامية.
دعوة إلى قمة مقاومة.. من رحم المعركة
وفي ختام تصريحه، أطلق بشور دعوة إلى عقد
قمة عربية ـ إسلامية ـ عالمية لمناهضة الصهيونية وداعميها، تنطلق من صلب المواجهة
الجارية، وتؤسس لتحالف استراتيجي يضم القوى الرافضة للهيمنة والاستعمار، على غرار
ما جرى عام 1956 إبان العدوان الثلاثي على مصر.
وقال: "إن وحدة العرب
والمسلمين والأحرار في العالم، التي تتجلى في المسيرات والمواقف اليومية، يجب أن
تُترجم إلى مشروع سياسي موحّد، يعيد للعالم المتطلع إلى العدالة والأمن موقعه في
مواجهة مشروع التفتيت والهيمنة".