أكدت الكاتبة السنغافورية زينغ تسجينغ، أن نكبة
غزة تحوّلت إلى "النضال الحاسم ضد ظلم جيلنا"، مشيرة إلى أن حجم المعاناة والدمار الذي يشهده القطاع جعل هذه القضية تتصدر وعي جيل الألفية والجيل "زد" أكثر من أي قضية عالمية أخرى.
وأشارت تسجينغ في مقال لها نُشر عبر موقع "
آي بيبر"، إلى أنها شعرت بهذه القناعة أثناء زيارتها لمتحف "المنطقة 6" في كيب تاون بجنوب أفريقيا، والذي يوثق تاريخ تهجير عشرات الآلاف من السكان في ظل نظام الفصل العنصري.
وقالت الكاتبة "تساءلت عمّا سيُذكر على أنه النضال الحاسم ضد ظلم جيلي… الجواب، على نحو متزايد، هو غزة".
ولفتت الكاتبة إلى أن المحتوى الذي يتكرر في حساباتها بمواقع التواصل الاجتماعي بات سلسلة من صور المعاناة من غزة، مضيفة: "رأيت هذا الأسبوع صورة لطفلة تركض وسط النيران، وطفل يبلغ من العمر 11 عامًا فاقدًا للوعي ومُدمى، وهو الناجي الوحيد من بين 10 أشقاء قتلوا جميعًا في غارة جوية".
وشددت تسجينغ على أن "أي رد عقلاني ربما اتخذته حكومة بنيامين نتنياهو على مذبحة 7 أكتوبر قد تلاشى منذ فترة طويلة، وما تبقى هو حملة لا هوادة فيها من العقاب الجماعي"، مشيرة إلى أن صور المجاعة في غزة باتت صادمة إلى حد لا يُطاق، وتُظهر أطفالا بأعين جاحظة وأجساد هزيلة.
وأضافت أن "عددا من باحثي الإبادة الجماعية يتفقون الآن مع تقييم منظمة العفو الدولية بأن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية"، مستشهدة بتصريح للأكاديمي الإسرائيلي راز سيغال قال فيه: "لا توجد حجة مضادة تأخذ في الاعتبار جميع الأدلة".
واعتبرت الكاتبة أن جيلها لم يقف مكتوف الأيدي، موضحة أن "العديد من أقراني نظموا حملات تبرعات أو شاركوا في مظاهرات، وبعضهم تعرض للاعتقال على خلفية الاحتجاجات ضد الشركات المرتبطة بإسرائيل".
كما لفتت إلى أن التأييد لغزة أصبح ينعكس في الثقافة الشعبية، حيث "تبرعت نجمة مسلسل بريدجيرتون، نيكولا كوجلان، بفستانها في مهرجان كان دعماً لغزة، وانسحب فنانون من مهرجانات مرتبطة بشركات يُزعم ارتباطها بإسرائيل".
وذكرت تسجينغ أن "غزة أصبحت اختبارا حاسما للأجيال، والشباب يستجيبون بمستويات غير مسبوقة من المشاركة والغضب"، معتبرة أن السياسيين باتوا مطالبين بإدراك حجم هذا التحول في الرأي العام.
ونقلت عن استطلاع أجرته منظمة "أنهرد"، أن "50% من الشباب بين 18 و24 عاما، و34% ممن تتراوح أعمارهم بين 25 و34 عامًا، يحمّلون إسرائيل مسؤولية حرب غزة"، مشددة على أن "هذه الحرب استحوذت على اهتمام الشباب أكثر من صراعات كبرى كالحرب في أوكرانيا".
وختمت الكاتبة مقالها بالقول: "سيُحكم على السياسيين – وعليّ – من قبل التاريخ بقسوة إذا فشلنا في مواجهة هذا التحدي".