صحافة إسرائيلية

شكوى إسرائيلية من نقص أفراد الجيش في غزة وعدم تأهيل المجندين الجدد

أكد الكاتب أن "إرسال جنود غير مُدرَّبين للحرب سيعرّض حياتهم للخطر"- الأناضول
تتواصل شكاوى جيش الاحتلال الإسرائيلي بأن لديه نقصا متصاعدا في أعداد جنوده، في ظل دعوات الحكومة اليمينية لاستئناف العدوان ضد قطاع غزة، مما أثار احتجاجات إسرائيلية على استمرار "استدعاء جنود الاحتياط المرهقين أصلا بسبب أيام خدمتهم الطويلة خلال الحرب من جديد".

وذكر الكاتب في صحيفة "معاريف" رافي كاراسو، أنه "سمع عن إرسال الجيش جنودًا، جُنِّدوا قبل حوالي أربعة أشهر، للقتال في غزة بعد تدريب قصير، انتابني الرعب، لأن هذه الخطة تشبه إرسال طبيب أنهى تدريبه لتوّه لإجراء عملية قلب مفتوح، الفرق الوحيد بينهما أن المريض هو من سيموت في هذه الحالة، وليس الطبيب، مع العلم أن حفيدي التحق بسلاح المظليين قبل أربعة أشهر، ولذلك أنا أكثر حساسية تجاه هذه المسألة، لأنه لم يحصل كفاية على تدريب وتأهيل يجعله جاهزا لإرساله لساحة المعركة في غزة".

وأضاف كاراسو في مقال ترجمته "عربي21" أن "إرسال جنود غير مُدرَّبين للحرب سيعرّض حياتهم للخطر، مما يتطلب من الدولة الذهاب إلى خيار آخر يتمثل في تأجيل القتال، وإعادة الرهائن، لأنه ليس سراً وجود نقص في أعداد الجنود، وصحيح أنه أحياناً لا يوجد خيار في الحروب الصعبة والطويلة عندما تتعرض الدولة للهجوم، لكن هذا ليس الوضع الآن مع دولة إسرائيل، الآن هناك خيار، والعبء على جنود الاحتياط والنظاميين كبير وثقيل، والتكلفة الشخصية والعائلية والاقتصادية، خاصة النفسية، باهظة، وستتضح عواقبها في المستقبل". 

وأوضح أن "هذه ليست حرباً إلزامية في الوقت الحالي، ولو تم تجنيد المتدينين المتشددين، حتى بعضهم، خلال العام والنصف الذي مضى منذ بدء الحرب، لكان ممكنا تدريبهم وتزويدهم بجميع أدوات الحرب، ولا يسعني إلا أن أفكر في شعور الجندي الذي سيخوض المعركة الآن، حتى لو تدرّب عليها تدريباً مهنياً طويلاً، خاصةً عندما يشعر بأنه غير مؤهل للمهمة التي سيُرسل إليها، والمتوقع منه القيام بها، مع علمه أنه إذا اختُطف فقد ينتهي به المطاف في أنفاق حماس، وليس من المؤكد إطلاقاً أن يتم بذل كل جهد لتحريره". 

وأكد أنه "من المؤسف أن الإسرائيليين وصلوا لهذا الوضع، وأن الإجراء الذي كان ثابتًا سابقًا، إعادة الأسير بأي ثمن، وبأسرع وقت ممكن، أصبح مسألة ثانوية، وبالتأكيد ليس الأهمّ، ولذلك فإنني شعرتُ بخجل شديد إزاء السلوك غير اللائق لوزير في الحكومة، يتعامل بفظاظة مع رئيس الأركان، ويذهب إلى الحمام بينما يتحدث رئيس الشاباك، هذا ليس سلوكًا طفوليًا فحسب، بل هو وقاحة وإساءة استخدام للسلطة، ولو ذهب الوزير سموتريتش إلى الحمام، لكان من الأفضل له البقاء هناك".