في تطورٍ
دراماتيكي، أعلنت
الهند وباكستان في 10 أيار / مايو عن اتفاق لوقف إطلاق النار
بوساطة أمريكية، منهية أربعة أيام من التصعيد العسكري الخطير الذي كاد أن يتطور
إلى مواجهة نووية بين الجارتين المسلحتين نوويًا.
في حوار بث على
شاشة CNN، ناقش الإعلامي البارز فريد زكريا مع رئيس
تحرير مجلة "فورين بوليسي" رافي أغراوال، تفاصيل ما حدث وراء الكواليس،
بعد أن أعلنت الهند وباكستان عن وقف إطلاق نار مفاجئ، عقب تصعيد عسكري استمر
لأربعة أيام.
وأعلن الرئيس
الأمريكي دونالد ترامب عبر منصة "تروث سوشيال" أن واشنطن نجحت في التوسط
بين الطرفين للتوصل إلى "وقف إطلاق نار كامل وفوري"، بعد محادثات طويلة
جرت ليلًا، ولكن، كما أشار زكريا، فإن هذا الهدوء لا يخفي حجم التوتر الحقيقي،
خصوصًا في كشمير، حيث أدى هجوم مسلح مؤخرًا إلى تفجر الوضع.
وأوضح رافي
أغراوال أن الهند نفذت عمليات عسكرية غير مسبوقة، متوغلة داخل الأراضي
الباكستانية
أكثر من أي مرة منذ عام 1971، حتى أن بعض الضربات اقتربت من مواقع قيادة نووية، ما
شكل إنذارًا لواشنطن بأن الوضع خرج عن السيطرة، وقد ينزلق إلى مواجهة نووية.
وأضاف أن
التصعيد لم يكن تقليديًا، بل شهد استخدام طائرات مسيّرة ومقاتلات بتكنولوجيا صينية
وفرنسية، مع تضارب كبير في الروايات الرسمية من الطرفين، مما صعّب فهم ما حدث
بدقة، وترك الصورة غائمة حتى للمراقبين.
زكريا بدوره
اعتبر أن تراجع النفوذ الأمريكي في المنطقة أفسح المجال لتحالفات جديدة، أبرزها
التقارب المتزايد بين باكستان والصين، ما سمح بإدخال أنظمة عسكرية متقدمة في ساحة
الصراع، غيرت معادلة الردع التقليدية.
ورأى أغراوال أن
الجيش الباكستاني استغل الأزمة لتعزيز موقعه داخليًا، خاصة في ظل تراجع شعبيته
وسجنه لرئيس الوزراء السابق عمران خان. كما اعتبر أن الجيش بات أكثر أصولية وأقل
تقيدًا بالحسابات السياسية، بقيادة جنرال سابق في الاستخبارات يتمتع بنفوذ واسع.
في المقابل،
عززت الهند من جرأتها بسبب تفوقها الاقتصادي، حيث أصبح اقتصادها اليوم أكبر من
باكستان بـ11 مرة، ما جعلها ترى في التصعيد وسيلة لفرض واقع جديد، وللضغط على
باكستان لضبط الجماعات المسلحة على حدودها.