كشفت نتائج استطلاع جديد، أجرته مؤسسة "
بيرتلسمان" الألمانية المستقلة، ونُشر أمس الجمعة، أن 36 بالمئة فقط من الألمان ينظرون بإيجابية إلى دولة
الاحتلال الإسرائيلي، وذلك في تراجع ملحوظ مقارنة بنتائج استطلاع مماثل أُجري خلال عام 2021، حيث بلغت نسبة المؤيدين حينها 46 بالمئة.
ويأتي هذا الاستطلاع قُبيل الذكرى الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين ألمانيا والاحتلال الإسرائيلي، ليعكس بذلك تصاعداً في الانتقادات الموجهة للاحتلال في أوساط المجتمع الألماني، خاصة بين فئة الشباب، إذ سجّلت المؤسسة تزايداً في مظاهر الكراهية المرتبط بالاحتلال الإسرائيلي.
إلى ذلك، فإنه وفقا الاستطلاع فإن 38 بالمئة من الألمان عبّروا عن مواقف سلبية تجاه الاحتلال الإسرائيلي، بينما أظهرت النتائج تبايناً حاداً في مواقف الإسرائيليين تجاه ألمانيا، إذ أفاد 60 بالمئة منهم بأن لديهم "صورة جيدة أو جيدة جداً" عن ألمانيا، مقابل 17 بالمئة فقط عبّروا عن آراء سلبية تجاه الحكومة الألمانية.
ووصف مدير الاستطلاع، شتيفان فوپل، النتائج بأنها "مقلقة"، محذراً من: "تنامي النزعات المعادية للسامية في أوساط الشباب الألمان، واقترابها من مستويات الفئات العمرية الأكبر". ومؤكدا "الحدود بين النقد المشروع لإسرائيل ومعاداة السامية المرتبطة بها غالباً ما تكون ضبابية".
وفي ما يتعلق بذكرى "محرقة
الهولوكوست"، رأى 64 بالمئة من الإسرائيليين أن على ألمانيا مسؤولية خاصة في الحفاظ على الذاكرة التاريخية، بينما شارك هذا الرأي نحو ثلث الألمان فقط، وأقرّ ربعهم بوجود "التزام خاص تجاه إسرائيل".
من جهتها، أكّدت مؤسسة "بيرتلسمان" أن العلاقات الألمانية-الإسرائيلية معقّدة وتتطلب مقاربة أكثر موضوعية، داعية إلى ما سمّته "تضامناً نقدياً" مع الاحتلال الإسرائيلي، وتعزيز التبادل المجتمعي، وتبني سياسة أوروبية واضحة تجاه الشرق الأوسط، ترتكز على القيم الديمقراطية المشتركة بين الطرفين.
تجدر الإشارة إلى أن هذا الاستطلاع، الذي وُصف بكونه "تمثيلي"، أُجري بتكليف من مؤسسة "بيرتلسمان" خلال الفترة الممتدة من 24 شباط/ فبراير الماضي حتى 25 آذار/ مارس الماضي، وشارك فيه 1346 شخصاً بالغاً من ألمانيا، و1367 شخصاً بالغاً من الاحتلال الإسرائيلي.
وفي سياق التطورات الأخيرة بين الجانبين، أُعلنت مدينة تل أبيب وبرلين عن توأمة رسمية في نيسان/ أبريل الماضي، فيما انتقدت الحكومة الألمانية أواخر آذار/ مارس الماضي قرار مجلس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بالاعتراف بـ13 مستوطنة في الضفة الغربية المحتلة، واعتبرته "خطوة تقوّض حل الدولتين".
كما دعت برلين رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لزيارة ألمانيا، وأكدت استعدادها لإيجاد صيغة قانونية تحول دون توقيفه بموجب مذكرة صادرة عن المحكمة
الجنائية الدولية.