أدان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في
بيانين منفصلين، السياسات الإسرائيلية العدوانية تجاه كل من
غزة وسوريا، محذراً من
أن استهداف المدنيين في
فلسطين والانتهاكات المتكررة لسيادة الأراضي السورية
يشكلان اعتداءً صارخاً على القيم الإنسانية والقانون الدولي، ويدفعان المنطقة نحو
مزيد من الفوضى.
وفي
تصريحات خاصة لـ
"عربي21"، أكد
الأمين العام للاتحاد، الدكتور علي الصلابي، أن ما يجري اليوم من حصار وتجويع
لأهالي غزة وعدوان متواصل على سوريا، يمثل فصلاً جديداً من المشروع الصهيوني
التوسعي، ويتطلب موقفاً موحّداً من الأمة.
وقال الصلابي إن "العدوان الإسرائيلي
الذي يستهدف أطفال ونساء غزة عبر حرب تجويع ممنهجة، لا يسبق له مثيل حتى في أكثر
المراحل ظلامًا من التاريخ، وإنّ كفار قريش في حصارهم للنبي وأصحابه لم يصلوا إلى
هذا المستوى من الانحدار".
وأضاف: "ندعو الشعوب العربية
والإسلامية، وكل أحرار العالم، إلى الوقوف بوجه هذا الإجرام، والعمل على إنهاء حرب
الإبادة التي تُرتكب بحق الفلسطينيين، وملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين".
وفي سياق متصل، عبّر الصلابي عن استنكار
الاتحاد الشديد لما تتعرض له سوريا من غارات جوية إسرائيلية مكثفة، مؤكداً أن
الاحتلال يستهدف أي نهوض عربي أو وحدة داخلية في الدول الإسلامية، ويعمل بشكل
ممنهج على تقسيم سوريا وإضعافها من خلال ضرب بنيتها واستغلال حساسياتها الاجتماعية.
وقال: "الكيان الصهيوني يسعى منذ عقود
إلى تفتيت الأمة، وما العدوان على سوريا إلا جزء من مخطط طويل الأمد يهدف لتدمير
ما تبقى من قدرات الأمة على النهوض"، محذراً من أن "الصمت الدولي
والعربي على هذه الاعتداءات لا يعتبر تواطؤاً فحسب، بل مشاركة فعلية في مشروع
الفوضى والخراب الذي تمارسه إسرائيل".
كما أكد الصلابي أن "استمرار هذه
الجرائم لن يطمس الحق الفلسطيني والعربي والإسلامي، بل سيزيده تجذراً ووضوحاً أمام العالم،
لأن الحقوق لا تسقط بالقوة، بل تثبت بالصبر والوعي والمقاومة".
تأتي هذه التصريحات في وقت تشن فيه
"إسرائيل" حرباً مدمرة على قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023،
أدت إلى مجازر جماعية وتجويع ممنهج للسكان، تزامناً مع تصعيد غير مسبوق في الغارات
الجوية على الأراضي السورية، في تحدٍ سافر للقانون الدولي وسيادة الدول.
وقد حذرت منظمات أممية من كارثة إنسانية في
غزة، بينما تستمر "إسرائيل" في قصف مواقع في دمشق وحمص ومناطق أخرى، في
ظل صمت عربي ودولي مقلق.
الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين شدد في
بيان له بهذا الخصوص أرسل نسخة منه لـ
"عربي21" على ضرورة دعم سوريا في وجه العدوان، داعياً الدول والمنظمات إلى تحمّل
مسؤولياتها في حماية المدنيين، وردع الاحتلال عن مواصلة انتهاكاته.