سياسة دولية

المرشد الإيراني: وحدة الأمة عبر الحج تمنع مآسي فلسطين واليمن

الاجتماع في الحج هو بلوغ وتحقيق أنواع المنافع الإنسانية- الأناضول
قال المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، إنّ: "اجتماع الحج هو لصالح الإنسان، ولا مصلحة أعظم للأمة الإسلامية من الوحدة. فلو توحدت، لما وقعت مآسي فلسطين وغزة، ولما تعرض اليمن لكل هذا الضغط"، وذلك خلال استقباله اليوم الأحد، المسؤولين عن شؤون الحج في البلاد. 

وأضاف خامنئي، "فريضة الحج ربما يمكن القول إنها الفريضة الوحيدة التي تتسم بشكلها الظاهري وتركيبتها بطابع سياسي مئة بالمئة؛ إذ إنها تجمع الناس من مختلف أقطار العالم، في مكان واحد وزمان واحد، كل عام، لكل من استطاع إليه سبيلاً. هذا الاجتماع بحد ذاته يحمل مضمونا سياسيا".

وتابع: "الحج، بخلاف ما يحاول البعض الترويج له أو يشكك فيه، هو فريضة ذات جوهر سياسي، وشكل سياسي، وتركيبة سياسية".

وفي كلمته نفسها، اعتبر الخامنئي أنّ: "معرفة أهداف ومضامين فريضة الحج المختلفة تمهيد ضروري لأداء هذه الفريضة العظيمة بشكل صحيح من قبل زوّار بيت الله الحرام، واستناداً إلى آيات متعددة من القرآن الكريم".

وأوضح: "استخدام لفظ -الناس- في كثير من الآيات المرتبطة بالحج يدلّ على أنّ الله شرّع هذه الفريضة لإدارة شؤون الناس جميعا، لا المسلمين فقط، وبالتالي فإن إقامة الحج بشكل سليم هو في خدمة البشرية".

"إلى جانب الشكل والتركيبة السياسية للحج، فإنّ مضمون أجزائه روحاني وعبادي بالكامل، وكل منها يحمل إشارة رمزية وتعليمية إلى قضايا ومتطلبات مختلفة في حياة الإنسان" وفقا للمرشد الإيراني الأعلى.

وفي السياق ذاته، أبرز أنّ: "الطّواف، دلالةً على ضرورة الدوران حول محور التوحيد ومركزيته"، مردفا: "الطواف يعلّم البشرية أن الحكم، والحياة، والاقتصاد، والأسرة، وسائر شؤون الحياة، يجب أن تُبنى جميعها على أساس التوحيد؛ فحينها، لن يكون هناك محلّ لهذه القسوة، وقتل الأطفال، والطمع، وسيتحول العالم إلى روضة غنّاء".

كذلك، اعتبر الخامنئي أنّ: "السعي بين الصفا والمروة، يُشير إلى ضرورة كفاح الإنسان الدائم في مواجهة صعوبات الحياة، وألا يتوقف أو يتردد أو يضيع في الحيرة أبدا"، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنّ: "التحرك نحو عرفات والمزدلفة ومنى، درساً في الحركة المستمرة وتجنّب الركود".

وتابع بأنّ: "الأضحية، ترمز إلى حقيقة مفادها أن الإنسان قد يُطلب منه أحياناً أن يُضحّي بأعزّ الناس لديه، أو أن يُقدّم تضحية، أو حتى أن يُضحّى به"، مسترسلا بأنّ: "رمي الجمرات، تأكيد من الله على أنّ الإنسان يجب أن يتعرّف على شياطين الإنس والجن، وحيثما وجد الشيطان، فعليه أن يهاجمه ويضربه".

واعتبر الخامنئي أنّ: "ارتداء لباس الإحرام، هو رمز للخضوع والتسوية بين البشر أمام الله تعالى" مضيفا: "جميع هذه الأعمال تهدف إلى توجيه حياة البشر وإرشادها".

وأكد أنّ الهدف من "الاجتماع في الحج هو بلوغ وتحقيق أنواع المنافع الإنسانية، حيث لا توجد اليوم مصلحة أعظم من وحدة الأمة الإسلامية، فلو كانت هذه الوحدة قائمة، لما وقعت الفجائع التي نشهدها في غزّة وفلسطين، ولما تعرّض اليمن لهذا القدر من الضغط".

"الانقسام والتفرقة بين الأمة الإسلامية يفتحان الطريق أمام فرض مصالح وأطماع المستعمرين وأمريكا والكيان الصهيوني وسائر الطامعين على الشعوب" تابع الخامنئي مضيفا: "من خلال وحدة الأمة، يصبح تحقيق الأمن، والتقدم، والتكامل، والتعاون المتبادل بين الدول الإسلامية ممكنا، ويجب النظر إلى فرصة الحج من هذا المنظور".

إلى ذلك، شدّد آية الله الخامنئي على: "الدور الكبير والمهم للحكومات الإسلامية، وخاصة حكومة الدولة المضيفة، في توضيح حقيقة الحج وأهدافه"، بالقول: "على مسؤولي الدول، والعلماء، والمفكرين، والكتّاب، والشخصيات المؤثرة في الرأي العام، أن يوضحوا للناس حقائق الحج".