أعربت أوساط
الاحتلال
عن خيبة أملها، مع استئناف
المفاوضات الأمريكية-
الإيرانية، وسط عجزها عن وقف ضغوط
الرئيس دونالد
ترامب من جميع الجبهات، وترويجه لنظام عالمي جديد في حركة مستمرة.
الجنرال إيتان بن
إلياهو القائد الأسبق لسلاح الجو، أكد أن "المبادرات المفاجئة التي يطلقها
ترامب لا تأتي متتالية، بل تظهر في وقت واحد، حتى قبل أن تكتمل مبادرة ما، تظهر
أخرى، وتطفو على السطح، ففي غزة أعلن خطة لتهجير سكانها، وجعلها مكانا أفضل، ثم
واصل الضغط لإنهاء الحرب، وإعادة الرهائن، كما أنه بدأ يضغط بقوة على الرئيسين بوتين
وزيلينسكي لإنهاء حرب أوكرانيا، فيما أشعل برفعه الرسوم الجمركية حربا تجارية ضد
العالم أجمع، ولم يفوّت فرصة الاستيلاء على غرينلاند، وتحديد أسعار العبور عبر
قناة بنما".
وأضاف في مقال نشرته
القناة 12، وترجمته "عربي21" أن "ترامب يسعى لتنفيذ كل هذه
المبادرات بالتوازي، فيما تتمتع المفاوضات مع إيران بأهمية حاسمة بالنسبة لدولة
الاحتلال، التي وقّعت اتفاق وقف إطلاق النار في غزة في يناير، لكنها انسحبت منه
كي لا تنتقل إلى المرحلة الثانية، واستأنفت العدوان، ونجح نتنياهو بإقناع ترامب
بإعطائه المزيد من الوقت بزعم أن الضغط العسكري سيجبر حماس على إعادة الرهائن دون
الاضطرار لوقف العدوان، والانسحاب من القطاع، وقد أبدى ترامب من الناحية
الظاهرية، اقتناعا بذلك، ولو مؤقتاً".
وأكد أن "ترامب
رغم أنف نتنياهو توجه مباشرة لإيران، ودعاها إلى مفاوضات مباشرة، وهي تُصرّ كشرط
مسبق على مواصلة تخصيب اليورانيوم بمستوى منخفض (6.37 بالمئة)، لأنه الحد الأدنى
الضروري بالنسبة لها للأغراض السلمية، رغم أنها تدير مفاعلاً نووياً لإنتاج
الطاقة منذ سنوات عديدة بدعم من الروس، وأعلنت واشنطن أنها ستقبل هذا الشرط
الإيراني، وهذا خبر سيئ للاحتلال، لأن الاتفاق الذي سيوقع بينهما مماثل، وربما
مطابق للاتفاق الذي وقعه الرئيس باراك أوباما في 2015، رغم أن الفارق بين الأعوام
سيكون كبيراً".
وأوضح أن "التخوف
السائد في تل أبيب من مفاوضات واشنطن وطهران أنها تأتي مُنطلقة من النهج التجاري
الذي يحرك ترامب في عالم الدبلوماسية، فهو يسعى في كل اتفاق للحصول على الفوائد
الاقتصادية، ولتحقيق هذه الغاية، وبعيداً عن أهمية توقيع الاتفاق النووي، فإن
الأهم هو الواقع الذي سيستيقظ عليه العالم في اليوم التالي للتوقيع، لأنه قبل
اكتمال اتفاق وقف إطلاق النار في أوكرانيا، من المقرر أن يتم التوقيع على اتفاق
بين كييف وواشنطن لدعوتها للاستثمار بإنتاج الموارد الطبيعية على أراضيها".
وأكد أن "ما يزيد
الأخبار السيئة في تل أبيب أنه بعد اجتماعين فقط بين طهران وواشنطن، ظهرت تقارير
عن أجواء إيجابية وتسريبات عن نية الأخيرة الاستفادة من الاتفاق للاستثمار بإنتاج
واستخراج الموارد الطبيعية الغنية بها إيران، مع العلم أنه قبل خمسين عامًا، تمتع
الطرفان بعلاقات سلمية، ورأت فيها واشنطن أصلًا استراتيجيًا في المنطقة، واليوم
أصبح هذا الاهتمام أعظم".
وختم بالقول إن
"التوصل لاتفاق نووي سريع مع إيران، بمباركة روسيا، سيساعد الولايات المتحدة
في صراعها على النفوذ مع الصين، ويؤدي إلى نهاية فورية للقتال في غزة، وإعادة
الرهائن لديارهم، ويمهد الطريق لتوقيع اتفاق فوري للتطبيع بين السعودية ودولة
الاحتلال".
من جهته، قال المحلل السياسي عوديد عيلام في مقال بـ "إسرائيل اليوم"، إن مخاطر تواجه "إسرائيل" نتيجة المفاوضات النووية بين الولايات المتحدة وإيران، والتي قد تؤدي إلى تغييرات استراتيجية دراماتيكية تضر بمصالح "إسرائيل" وأمنها.
وقال عيلام، إن إيران تعتمد استراتيجية "إغراق الخصم في الحديث" لاستنزافه وانتزاع تنازلات، فيما تبدو الولايات المتحدة متسرعة في العودة إلى اتفاق 2015 النووي، دون التزام بالمطالب السابقة، مثل تفكيك برامج التخصيب والصواريخ الباليستية.
وذكر المحلل السياسي، أن فريق المفاوضات الأمريكي يفتقر إلى الخبرة الكافية، مما يمنح إيران ميزة في المفاوضات.
وحذر من أن الاتفاق قد يعطي شرعية لتخصيب اليورانيوم، مما يسهل لإيران تطوير أسلحة نووية خلال أسابيع، داعيا رئيس رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو إلى قيادة جهوداً دبلوماسية قوية لتغيير مسار الاتفاق وضمان إدخال آليات رقابة صارمة.