سياسة عربية

"أريد موتًا صاخبًا".. أعمال المصورة فاطمة حسونة حاضرة عالميا بعد استشهادها بغزة

استشهدت فاطمة البالغة من العمر 25 عاما قبل أيام قليلة من زفافها- منصة "إكس"
كانت المصورة الصحفية الشابة فاطمة حسونة ترى أن الموت حاضرٌ دائمًا على عتبة بابها في مدينة غزة، وبينما أمضت الأشهر الثمانية عشر الماضية من الحرب في توثيق الغارات الجوية، وهدم منزلها، والنزوح المستمر، واستشهاد 11 فردًا من عائلتها، كل ما طالبت به هو ألا يُسمح لها بالرحيل بهدوء.

وقالت حسونة على مواقع التواصل الاجتماعي: "إذا متُّ، أريد موتًا صاخبًا. لا أريد أن أكون مجرد خبر عاجل، أو رقمًا في مجموعة، أريد موتًا يسمعه العالم، وأثرًا يبقى عبر الزمن، وصورة خالدة لا يمحى أثرها بمرور الزمن أو المكان".

والأربعاء، قبل أيام قليلة من زفافها استشهدت فاطمة البالغة من العمر 25 عامًا، في غارة جوية إسرائيلية أصابت منزلها شمال غزة، كما استشهد عشرة أفراد من عائلتها، بمن فيهم شقيقتها الحامل.

وزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أنها كانت "ضربةً مُستهدفةً لعضوٍ في حماس متورط في هجمات على جنود ومدنيين إسرائيليين".



وتُعدّ غزة أعنف صراع للصحفيين في التاريخ الحديث، حيث استشهد أكثر من 170 صحفيًا منذ عام 2023، على الرغم من أن بعض التقديرات تشير إلى أن العدد يصل إلى 206.

منذ أن بدأت "إسرائيل" قصفها لغزة، في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، استشهد أكثر من 51 ألف شخص، أكثر من نصفهم من النساء والأطفال، وفقًا لوزارة الصحة في غزة. ومنذ انهيار وقف إطلاق النار مع حماس في آذار/ مارس، استأنفت "إسرائيل" غاراتها الجوية القاتلة بقوة، وقُتل ما لا يقل عن 30 شخصًا في غارات يوم الجمعة.

تفاعل زملاؤها الصحفيون في غزة بحزن وغضب مع خبر خطف غارة جوية إسرائيلية حسونة منهم، تمامًا كما كانت تخشى. قال أنس الشريف، مراسل قناة الجزيرة في غزة: "لقد وثّقت المجازر من خلال عدستها، وسط القصف وإطلاق النار، ملتقطةً آلام الناس وصراخهم في صورها".

بينما دعا مقداد جميل، وهو صحفي آخر مقيم في غزة، الناس إلى "رؤية صورها، وقراءة كلماتها - أن يشهدوا حياة غزة، وكفاح أطفالها في الحرب، من خلال صورها وعدستها".