الولايات المتحدة تقدم قائمة شروط للحكومة السورية.. ماذا تضمنت؟

كشفت صحيفة "واشنطن بوست" عن تقديم الولايات المتحدة قائمة شروط من ثمانية بنود إلى الحكومة السورية، من أجل النظر في تحفيف العقوبات المفروضة على دمشق في عهد نظام المخلوع بشار الأسد.

ووفقا للصحيفة، فإن مسؤولا أمريكيا متوسط الرتبة قام في اجتماع دولي عقد في بروكسل الشهر الماضي، بتسليم وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني قائمة من ثماني "خطوات لبناء الثقة" يجب على حكومته اتخاذها للنظر في تخفيف جزئي للعقوبات.

وأشارت الصحيفة، نقلا عن مسؤولين أمريكيين، إلى أن القائمة تشمل السماح للحكومة الأمريكية بتنفيذ عمليات "مكافحة الإرهاب" على الأراضي السورية، ضد أي شخص تعده واشنطن تهديدا للأمن القومي.

كما تطالب القائمة الحكومة السورية بـ"إصدار إعلان رسمي علني يحظر جميع المليشيات والنشاطات السياسية الفلسطينية" على الأراضي السورية، بالإضافة إلى ترحيل أعضاء هذه الجماعات لـ"طمأنة المخاوف الإسرائيلية".

وطالبت القائمة دمشق بإصدار بيان تعلن فيه دعمها عمليات التحالف الدولي في سوريا، التي تهدف إلى محاربة تنظيم الدولة الإسلامية في البلاد.

رغم ذلك، تشير الصحيفة إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا تزال تتخذ موقفا مترددا بشأن سوريا، ونقلت عن مسؤول أمريكي كان يحث واشنطن على الانخراط في إعادة تأهيل سوريا، قوله؛ إن "الأمريكيين أوضحوا لنا، للأسف، أنه ليست لديهم سياسة واضحة".

وقال مسؤول "كبير" في الإدارة الأمريكية للصحيفة: "ما زلنا نتعامل مع سوريا بحذر شديد، حتى يثبت الشرع أنه تخلص من المقاتلين الإسلاميين الأجانب وبقايا القاعدة من حكومته، ويُظهر قدرته على توحيد الأقليات المتفرقة في سوريا".

وأضاف المسؤول، وهو واحد من عدة مسؤولين أمريكيين وأجانب، تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم بسبب حساسية الموضوع الدبلوماسي: "نحن لا نهدف بالضرورة إلى إنقاذ سوريا من أجل الشعب السوري. نحن نهدف إلى ضمان عدم عودة إيران وعدم عودة داعش، باعتبار ذلك المصلحة الحاسمة للشعب الأمريكي هناك".

يأتي ذلك على وقع سحب الولايات المتحدة مئات الجنود من شمال سوريا، استعدادا لإغلاق 3 من أصل 8 قواعد عسكرية في المنطقة، حسب تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز".

وبحسب التقرير الذي استندت فيه إلى مسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى، فإن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) تستعد لإغلاق قواعد القرية الخضراء، والفرات، وقاعدة أخرى صغيرة.

ولفت التقرير إلى أن هذه الخطة ستؤدي إلى خفض عدد الجنود الأمريكيين في سوريا من 2000 إلى 1400 جندي، موضحا أن المسؤولين العسكريين الأمريكيين سوف يقيّمون إمكانية إجراء تقليص إضافي للقوات بعد 60 يوما.