سياسة عربية

آلاف المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى في عيد الفصح اليهودي (شاهد)

781 مستوطناً اقتحموا المسجد الأقصى المبارك صباح اليوم الرابع على التوالي - جيتي
قالت مصادر فلسطينية إن أكثر من 3 آلاف مستوطن إسرائيلي اقتحموا المسجد الأقصى خلال الأيام الثلاثة الأولى من عيد الفصح اليهودي، وسط تصعيد خطير تمثل في تكثيف الاقتحامات وفرض قيود مشددة على دخول الفلسطينيين إلى البلدة القديمة في القدس.

ووفق ما أفادت به مصادر فلسطينية فإن الاقتحامات تجددت صباح الأربعاء، في رابع أيام العيد، حيث اقتحم 683 مستوطناً وعنصراً من شرطة الاحتلال ساحات المسجد الأقصى تحت حماية أمنية مشددة.


كما أقدم عدد من المستوطنين على اقتحام مقبرة باب الرحمة، المحاذية للمسجد الأقصى، وأدوا طقوساً تلمودية في المكان.

وفي السياق ذاته، قال "مركز وادي حلوة" إن 3386 مستوطناً متطرفاً اقتحموا الأقصى خلال الأيام الثلاثة الأولى للعيد، في حين أكدت محافظة القدس أن سلطات الاحتلال حولت المدينة المقدسة وبلدتها القديمة إلى ثكنة عسكرية، لتمكين المستوطنين من تنفيذ اقتحاماتهم، تزامناً مع فرض قيود صارمة على الفلسطينيين، ومنع العديد من المصلين من دخول الأقصى واحتجاز بعضهم.


من جانبه، حذر خطيب المسجد الأقصى، الشيخ عكرمة صبري، من خطورة هذه التطورات، مؤكداً أن اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى، واقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير للحرم الإبراهيمي، يشكلان رسالة خطيرة تهدف إلى فرض وقائع جديدة على الأرض وتغيير هوية المقدسات الإسلامية في فلسطين.


وأضاف الشيخ صبري أن هذه الانتهاكات تمثل اعتداءً مباشراً على صلاحيات دائرة الأوقاف الإسلامية، وحمّل حكومة الاحتلال الإسرائيلي كامل المسؤولية عن تدنيس المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي.

وأشار إلى أن الاحتلال تجاوز كل الخطوط الحمراء، بالسماح بإقامة طقوس تلمودية داخل المسجد الأقصى، في استفزاز واضح لمشاعر المسلمين والمصلين. 

كما شدد على أن سلطات الاحتلال تواصل تحويل القدس إلى ثكنة عسكرية، وتفرض حصاراً مشدداً على مداخل الأقصى، داعياً الفلسطينيين في الداخل المحتل إلى شد الرحال إلى المسجد الأقصى للدفاع عنه.

وفي وقت سابق، أعلنت محافظة القدس أن أعداد المستوطنين الذين اقتحموا الأقصى خلال أول ثلاثة أيام من عيد الفصح لهذا العام قد تضاعفت مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، حيث بلغ عدد المقتحمين 494 مستوطناً في اليوم الأول، و1149 في اليوم الثاني، و1732 في اليوم الثالث، وسط حماية مكثفة من قوات الاحتلال الإسرائيلي.

كما تعرض العاملون في دائرة الأوقاف الإسلامية وخطباء المسجد الأقصى لحملة استهداف ممنهجة من قبل سلطات الاحتلال، شملت ملاحقتهم بسبب قيامهم بمهامهم الدينية والوظيفية داخل المسجد، وفرض قرارات بإبعاد عدد منهم عن الأقصى لفترات زمنية متفاوتة.


وفي سياق متصل، كثفت جماعات استيطانية متطرفة، وعلى رأسها جماعة "جبل الهيكل في أيدينا"، حملاتها الترويجية لحشد المستوطنين وتشجيعهم على اقتحام المسجد الأقصى، تزامناً مع عيد الفصح اليهودي. 

وشملت هذه الحملات توفير وسائل نقل بأسعار مخفضة، وتنظيم جولات مجانية، فيما أطلقت عليه الجماعة تسمية "أيام الاقتحامات المركزية"، بهدف تصعيد وتكثيف الوجود الاستيطاني داخل ساحات المسجد الأقصى.