قال المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة
الإمارات، أنور
قرقاش، إن موقف جماعة
الإخوان المسلمين من الإمارات يعكس في جوهره صراعاً بين التطرف والتسامح، وبين الأيديولوجيا والتنمية.
وقال قرقاش، في تدوينة نشرها الأحد عبر منصة "إكس"، إن "عقدة الإخوان تجاه الإمارات ليست سوى عقدة التطرف أمام التسامح، والأيديولوجيا أمام التنمية، والعجز أمام الإنجاز، والفشل أمام النجاح"، مضيفاً أن "قرناً من الشعارات لم يخلّف سوى الخراب، وما تبقى من الجماعة مجرد صدى إعلامي ضعيف وساخط".
واختتم تدوينته بالقول: "المشاريع الناجحة تُقاس بقيمتها في ازدهار المجتمعات وخدمة الشعوب".
ولم تكن هذه المرة الأولى التي يوجه فيها قرقاش انتقادات حادة لجماعة الإخوان المسلمين، إذ سبق أن اتهمهم في السادس من مارس/ آذار الماضي، بالتحالف مع الجيش
السوداني لعرقلة جهود السلام في السودان.
وفي تدوينة سابقة عبر منصة "إكس"، كتب قرقاش: "الأولوية في السودان الشقيق يجب أن تكون وقف إطلاق النار في هذه الحرب العبثية، والتصدي للكارثة الإنسانية الهائلة"، مضيفاً أن "الجيش وشركاءه من الإخوان المسلمين، من بقايا النظام السابق، يواصلون مناوراتهم الإعلامية لتبرير رفضهم للسلام والمسار السياسي، مع توفيرهم الحماية للمطلوبين أمام محكمة الجنايات الدولية"، في إشارة إلى الرئيس السوداني السابق عمر البشير.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تواجه فيه دولة الإمارات اتهامات من قبل الحكومة السودانية بدعم قوات الدعم السريع بالسلاح والمال، وهي القوات المتهمة بارتكاب مجازر وانتهاكات واسعة النطاق في الحرب الأهلية الدائرة منذ نحو عامين.
وقدمت السودان دعوى إلى محكمة العدل الدولية تتهم فيها أبوظبي بالتواطؤ في "إبادة جماعية" ضد جماعة "المساليت" العرقية في إقليم دارفور، وهي مزاعم وصفتها الإمارات بأنها "خدعة دعائية ساخرة"، وطالبت برفضها فوراً.
يشار إلى أن الصراع في السودان أسفر عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد أكثر من 12 مليون شخص.
عداء قديم
ويعود العداء بين الإمارات وجماعة الإخوان إلى عقود مضت، وتحديداً بعد تسريبات "ويكيليكس" التي كشفت عن أن ولي عهد أبوظبي حينها، محمد بن زايد، كان يصف كل من يتبنى الفكر المتشدد بـ"الإخوان المسلمين"، حتى خرج ذلك العداء إلى العلن عقب اندلاع ثورات الربيع العربي.
ففي آذار/ مارس 2011، تقدم 132 ناشطاً ومثقفاً إماراتياً بمذكرة إلى رئيس الدولة الراحل خليفة بن زايد آل نهيان، طالبوا فيها بإصلاحات سياسية شاملة، من بينها انتخاب المجلس الوطني الاتحادي بشكل ديمقراطي ومنحه صلاحيات تشريعية كاملة.
وبعد شهر من تقديم المذكرة، شنت السلطات الإماراتية حملة اعتقالات طالت عدداً من الموقعين عليها، بينهم أطباء وأكاديميون وشخصيات منتمية لحركة "الإصلاح" ذات التوجه الإخواني، بتهم تتعلق بدعم "الفكر الإرهابي" والتآمر لقلب نظام الحكم.
ويُنظر إلى هذه الإجراءات باعتبارها بداية التصعيد الإماراتي ضد جماعة الإخوان في الداخل والخارج، والذي شمل لاحقاً دعم الثورة المضادة في
مصر، أكبر دولة عربية من حيث عدد السكان.
ردود أفعال
وتوالت ردود الأفعال على تصريحات قرقاش التي وصف فيها جماعة الإخوان بالتطرف٬ حيث انتقد نشطاء هذه التصريحات متسائلين عن سبب دعم الإمارات لبشار الأسد والسيسي وحفتر وحميدتي.
بينما سأل آخر: "وهل كنتم متسامحين في اليمن وسوقطرة وليبيا والسودان وسوريا؟" في إشارة إلى دعم الثورات المضادة ودفع الملايين لإثارة الفوضى في البلاد.