اقتصاد دولي

خبراء يحذرون من ركود اقتصادي جراء "حرب تكسير العظام" بين أمريكا والصين (شاهد)

الصين: سنرد حتى النهاية على حرب الرسوم الجمركية- جيتي
حذّر الرئيس السابق لمجلس المستشارين الاقتصاديين في الولايات المتحدة، جيسون فورمان، من التداعيات الخطيرة للتصعيد المستمر في الحرب التجارية بين واشنطن وبكين، مشيراً إلى أن فرض رسوم جمركية مرتفعة من الجانبين قد يؤدي إلى ركود اقتصادي ويفاقم الأضرار التي تلحق بالوظائف والمستهلكين في كلا البلدين.

وفي معرض حديثه حول موقف الصين من التصعيد المتواصل، قال فورمان: "لقد أظهر الرئيس الأمريكي مراراً استعداده للتراجع في مفاوضاته مع الصين خلال ولايته الأولى، وكانت معظم الاتفاقات تتمحور حول كيفية تجنب المزيد من التصعيد، وليس التراجع عنه".


وتابع فورمان: "أما اليوم، فقد بلغنا مستوى من الرسوم الجمركية الثلاثية الأرقام، تقترب من 100%، وهو ما يجعل من الصعب جداً استمرار النشاط الاقتصادي بصورة طبيعية أو تحقيق مكاسب في الوظائف أو منفعة للمستهلكين".

وأضاف: "أحد الطرفين سيضطر عاجلاً أم آجلاً إلى التراجع، وإلا فإن الانزلاق إلى ركود اقتصادي سيكون حتمياً".


وفي تصعيد جديد، أعلنت الصين، أمس الجمعة، عن رفع رسومها الإضافية على الواردات الأمريكية إلى 125%، معتبرة أن الرسوم التي فرضتها واشنطن تمثل "انتهاكاً صارخاً لقواعد التجارة الدولية"، وفق ما جاء في بيان صادر عن لجنة الرسوم الجمركية التابعة لمجلس الدولة، ونشرته وزارة المالية الصينية.

واستنكرت بكين ما وصفته بـ"سياسة الترهيب والإكراه الأحادية الجانب"، مؤكدة أن مستوى الرسوم الحالي يجعل من غير الممكن للمنتجات الأمريكية التنافس أو القبول في السوق الصينية، وهددت بتجاهل أي زيادات جديدة في حال استمرت واشنطن في التصعيد.

في المقابل، اعتبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن سياسته التجارية "تحقق نتائج إيجابية"، رغم التوترات المتزايدة في الأسواق العالمية وهبوط الدولار إلى أدنى مستوياته أمام اليورو منذ أكثر من ثلاث سنوات. 

وكتب ترامب على منصته "تروث سوشيال": "نحن نبلي بلاء حسناً في سياستنا بشأن الرسوم الجمركية. أخبار سارّة لأمريكا والعالم! الأمور تسير بسرعة".

وقد أثّر هذا التصعيد على الأسواق الأوروبية التي كانت قد أظهرت بعض الصمود، لكنها عادت إلى التراجع بعد إعلان بكين، دون أن تصل إلى مستوى الانهيار الذي شهدته مطلع الأسبوع.


يُذكر أن ترامب أعلن الأربعاء الماضي، عن تجميد مؤقت للرسوم الإضافية المفروضة على 60 شريكاً تجارياً للولايات المتحدة لمدة 90 يوماً، في انتظار نتائج المفاوضات، غير أنه استثنى الصين من هذا القرار، بل إنه زاد من الرسوم المفروضة عليها.

ومنذ مطلع نيسان/ أبريل الجاري، واصلت واشنطن فرض رسوم إضافية بنسبة 10%، إلى جانب رسوم أخرى تصل إلى 25% على منتجات مثل الصلب والألمنيوم والسيارات، خصوصاً تلك الواردة من الاتحاد الأوروبي. ورداً على ذلك، واجهت الصين رسوماً أمريكية ضخمة بلغت نسبتها 145%.