وصف وزير الخارجية
الإيراني عباس عراقجي
الرسالة التي بعث بها الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب إلى طهران بشأن برنامجها
النووي، بأنها "أقرب إلى تهديد".
وخلال تصريحاته للتلفزيون
الإيراني الرسمي، أوضح عراقجي، أن الرسالة الأمريكية التي قُدمت لطهران تحت مسمى
"فرص"، كانت في واقع الأمر تحمل "تهديدا مبطنا".
وأضاف أن
الرسالة زعمت أنها تعرض "فرصا"، لكن محتواها كان يرسل رسائل تهديدية
بدلا من الحوار البناء، وهو ما يثير القلق بشأن المسار المستقبلي للتفاوض بين
الطرفين.
وأشار وزير
الخارجية الإيراني إلى أن الحكومة الإيرانية تقوم حاليا بدراسة الرسالة بعناية،
وأنها سترد عليها "خلال الأيام المقبلة".
من المتوقع أن
يراقب المجتمع الدولي عن كثب تطورات هذا النزاع، لا سيما دول الاتحاد الأوروبي
التي كانت قد بذلت جهودا لإحياء الاتفاق النووي الإيراني منذ انسحاب الولايات
المتحدة منه. علاوة على ذلك، ستؤدي ردود الفعل في المنطقة، مثل المواقف الروسية
والصينية، دورا في تحديد اتجاهات المواجهة بين طهران وواشنطن.
ورغم أن إيران
أكدت مرارا التزامها بحماية مصالحها السيادية، إلا أن تصريحات عراقجي تشير إلى أن
طهران ليست مستعدة لتقديم تنازلات كبيرة في المدى القريب، ما يزيد من احتمالية
استمرار هذا التصعيد في المرحلة المقبلة.
ويعد الصراع
النووي بين الولايات المتحدة وإيران واحدة من أكثر القضايا تعقيدا في السياسة
الدولية خلال العقدين الأخيرين، حيث بدأ التوتر في عام 2006، عندما أعلنت الوكالة
الدولية للطاقة الذرية أن إيران كانت بصدد تطوير برنامج نووي، يثير مخاوف الغرب من
إمكانية استخدامه في صنع أسلحة نووية.
وفي عام 2015،
تم التوصل إلى اتفاق تاريخي بين إيران والقوى الكبرى (الولايات المتحدة، بريطانيا،
فرنسا، روسيا، الصين، وألمانيا) المسمى "الاتفاق النووي الإيراني"، الذي
تضمن تقليصا كبيرا في برنامج إيران النووي مقابل رفع العقوبات.
وفي عام 2018،
قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي، ما أعاد تصعيد
التوتر بين البلدين، هذا الانسحاب دفع إيران إلى استئناف بعض الأنشطة النووية التي كانت
قد توقفت بموجب الاتفاق، مما جعل المخاوف العالمية تتزايد بشأن العودة إلى سباق
التسلح النووي في المنطقة.
مع تولي الرئيس
الأمريكي السابق جو بايدن السلطة في 2021، ظهرت مؤشرات على رغبة واشنطن في العودة إلى
الاتفاق النووي، لكن محادثات فيينا التي جرت بين إيران والقوى العالمية لم تسفر عن
نتائج حاسمة، واستمررت التوترات والمواقف المتشددة من كلا الطرفين.