سياسة دولية

ترامب يأمر بالاستعداد لاستعادة السيطرة على قناة بنما

تُعد قناة بنما من أهم الممرات المائية العالمية حيث تلعب دورًا محوريًا في التجارة الدولية - جيتي
وجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزارة الدفاع البنتاغون٬ بإعداد خطط لاستعادة السيطرة على قناة بنما، بما في ذلك خيار التدخل العسكري، في خطوة تهدف إلى تقليص النفوذ الصيني المتنامي في هذا الممر المائي الاستراتيجي.

ووفقًا لصحيفة "ذا تليغراف" البريطانية، فإن القيادة الجنوبية للجيش الأمريكي تعمل حاليًا على إعداد مقترحات تشمل ثلاثة محاور رئيسية: تعزيز الشراكة مع قوات الأمن البنمية، وزيادة الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة، بالإضافة إلى خيار السيطرة العسكرية على القناة في حال فشل المسارات الدبلوماسية.

مواجهة النفوذ الصيني  
وأفادت شبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية بأن ترامب يسعى إلى إعادة فرض السيطرة الأمريكية على القناة لمواجهة ما يعتبره تهديدًا صينيًا مباشرًا للمصالح الأمريكية في المنطقة، خاصة مع تصاعد التوترات بين واشنطن وبكين منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير الماضي. كما اتهمت الصين الولايات المتحدة بممارسة ضغوط على بنما لمنع تنفيذ مشروعات تمولها بكين.

وتسلم وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث مسودات خطط استراتيجية تشمل زيادة عدد القوات الأمريكية في بنما، التي لا يتجاوز قوامها حاليًا 200 جندي. كما تتضمن السيناريوهات نشر قوات إضافية في المناطق المجاورة تحسبًا لأي تصعيد، مع استبعاد خيار الغزو العسكري الشامل.

تُعد قناة بنما من أهم الممرات المائية العالمية، حيث تلعب دورًا محوريًا في التجارة الدولية، إذ يمر عبرها جزء كبير من البضائع المتجهة إلى الولايات المتحدة أو الصادرة منها. ومنذ حصول بنما على سيادتها الكاملة على القناة عام 1999، ظل النفوذ الأمريكي فيها محل جدل مستمر، خاصة مع تنامي الاستثمارات الصينية في المنطقة.

بنما والصين  
من جهتها، نفت الحكومة البنمية منح أي امتيازات خاصة للصين فيما يتعلق بإدارة القناة، وأكد الرئيس البنمي خوسيه راؤول مولينو أن بلاده تحتفظ بالسيطرة الكاملة على هذا الممر الحيوي. في المقابل، أعربت بكين عن استيائها من المساعي الأمريكية لإضعاف نفوذها في المنطقة، متهمة واشنطن باستخدام "أساليب غير نزيهة" لفرض سيطرتها على القناة.

يأتي توجه ترامب نحو استعادة قناة بنما ضمن استراتيجية أوسع لتعزيز النفوذ الأمريكي عالميًا، حيث سبق أن أطلق تصريحات مثيرة للجدل حول إمكانية ضم كندا كولاية أمريكية جديدة، إضافة إلى محاولته شراء جزيرة جرينلاند، ما أثار ردود فعل حادة، وصلت إلى حد تحذير مسؤولين دنماركيين من أن أي تحرك في هذا الاتجاه قد يؤدي إلى مواجهة عسكرية بين أعضاء حلف الناتو.