دخل عشرات رجال الدين من الطائفة الدرزية في
سوريا، الجمعة، دولة
الاحتلال الإسرائيلي، قادمين من محافظة القنيطرة جنوبي الأراضي السورية، في زيارة غير مسبوقة تتزامن مع تعهدات الاحتلال الإسرائيلي بحماية
الدروز السوريين.
ووصل الوفد في ثلاث حافلات رافقتها مركبات عسكرية إسرائيلية إلى بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل، وتوجه شمالا للقاء الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز في دولة الاحتلال، موفق طريف.
ثم توجه الوفد لزيارة مقام النبي شعيب في بلدة جولس بالقرب من طبريا.
وفي مجدل شمس، استقبل الزوار نحو مائة درزي ورحبوا بهم عبر ترديد الأغاني التراثية والتصفيق فيما لوح عدد من الشباب بالرايات الدرزية باللون الأخضر والأحمر والأصفر والأزرق والأبيض.
وارتدى بعض الرجال الزي الأسود التقليدي واعتمروا عمامة بيضاء تشبه الطربوش وتتميز بغطائها الأحمر.
وقالت هيئة البث العبرية، الجمعة، إن وفدا يضم نحو 100 شخصية من الطائفة الدرزية بسوريا، بدأ زيارة إلى "إسرائيل" هي الأولى منذ 52 عاما.
وتثير الزيارة غير المسبوقة لرجال الدين الدروز إلى دولة الاحتلال بموجب دعوة وجهها الزعيم الروحي للدروز في "إسرائيل"، موفق طريف، انتقادات عديدة، سيما أنها تأتي على وقع مساعي الاحتلال فرض منطقة عازلة جنوبي سوريا، وفرض حماية على الدروز السوريين.
وأشارت "فرانس برس" نقلا عن مصدر مواكب للزيارة، إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي منع الوفد الدرزي من حمل هواتف خلوية معهم، أو اقتراب الصحفيين منهم في أثناء تجمعهم.
ومن المقرر أن يتوجه الوفد الدرزي إلى زيارة مقام النبي شعيب، الذي له مكانة خاصة عند الدروز عصر الجمعة، كما يشارك الوفد صباح السبت في افتتاح مقر ديني في قرية البقيعة، بحسب برنامج الدعوة الموجه من الشيخ طريف.
تجدر الإشارة إلى أن الدروز يتوزعون بين لبنان و"إسرائيل" والجولان المحتل وسوريا، حيث تشكل محافظة
السويداء المجاورة للقنيطرة معقلهم الرئيسي.
وتأتي الزيارة على وقع تعهد العديد من مسؤولي دولة الاحتلال الإسرائيلي بحماية الدروز جنوبي سوريا من الحكومة السورية الجديدة، على الرغم من التنديد الذي تواجهه مثل هذه الدعوات الإسرائيلية من قبل قيادات ووجهاء في الطائفة الدرزية، مؤكدين تمسكهم بوحدة سوريا.
وأعرب أهالي بلدة حضر، في بيان، عن استنكارهم "زيارة بعض المشايخ إلى فلسطين المحتلة تلبية لدعوة جهات موالية للاحتلال"، مشيرين إلى أن دولة الاحتلال "تستغل زيارة دينية لزرع الانقسام في الصف الوطني".
وشدد البيان على أن دولة الاحتلال "تسعى لاستخدام الطائفة الدرزية خطا دفاعيا لتحقيق مصالحها التوسعية"، مضيفا على لسان أهالي البلدة "لن ننسى جرائم الاحتلال بحق أهلنا في الجولان والضفة الغربية وقطاع غزة"، حسب وسائل إعلام محلية.
كما شدد أهالي بلدة حضر على أن انتماءهم يعود إلى الشعب السوري، موضحين أن "المشايخ لا يمثلون إلا أنفسهم".
وتجري حاليا محادثات بين ممثلين عن الطائفة الدرزية والإدارة الجديدة في سوريا، للتوصل إلى اتفاق يضمن دمج فصائلهم المسلحة في وزارة الدفاع السورية.
وكانت الحكومة السورية توصلت إلى وثيقة تفاهم بين دمشق وممثلي محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية؛ بهدف دمج المدينة بمؤسسات الحكومة الجديدة، إلا أن الرئيس الروحي للدروز في سوريا، حكمت الهجري، نفى لاحقا وجود اتفاق وهاجم الحكومة في دمشق.
وأكد الهجري خلال لقائه مع فعاليات اجتماعية، عدم وجود أي وفاق أو توافق مع الحكومة السورية الحالية في دمشق، ووصفها بأنها "متطرفة بكل معنى الكلمة"، مشيرا إلى أنها "مطلوبة للعدالة الدولية".