كشفت نتائج التحقيق التي أجراها جيش
الاحتلال، في فشله بعملية طوفان
الأقصى، أن سيناريو قيام كتائب القسام، بتنفيذ هجوم كبير ضد الاحتلال، أزيل من
الخطط التي وضعت قبل أعوام.
وطالب رئيس الأركان السابق هرتسي هاليفي طاقم
المحققين في الإخفاق أن تكون نقطة البداية في العام 2018، لكن الطاقم بدأ من العام
2002.
وفي العام 2017، وضع رئيس أركان الجيش في حينه وعضو الكنيست الحالي، غادي
آيزنكوت، خطة بعنوان "إطار استراتيجي عملياتي لحرب في قطاع
غزة"، شملت
ثلاثة سيناريوهات من شأنها أن تؤدي إلى حرب ضد غزة، ووجد طاقم التحقيق أن سيناريو
مبادرة حماس لهجوم مفاجئ، كالذي حصل في 7 أكتوبر، قد تم إلغاؤه من خطة آيزنكوت.
ووفقا لتقرير نشرته صحيفة "يديعوت
أحرونوت"، فإن الجيش شهد إخفاقات كبيرة في جميع أذرعه، لا سيما في المجال
الاستخباراتي، وذلك خلال الفترة التي سبقت الهجوم.
وخلال لقاء مغلق هذا الأسبوع، وقبيل انتهاء ولايته،
أكد رئيس أركان الجيش السابق، هاليفي بحضور قائد القيادة الجنوبية ورؤساء السلطات
المحلية في "غلاف غزة"، أن الجيش لم يكن مستعدا لمثل هذا الهجوم الواسع
والمفاجئ.
وقال: "كنا ننظر إلى حماس كقوة عسكرية
محدودة، ولم نر سيناريو هجوم واسع كهذا كاحتمال واقعي. كنا نعتقد أننا سنحصل على
إنذار استخباراتي مسبق، لكن ذلك لم يحدث".
كما صرح
قائد القيادة الجنوبية، يارون فينكلمان، بأن الاستخبارات العسكرية قدرت أن هجوما
بهذا الحجم "لن يحدث في المستقبل القريب".
وأشارت الصحيفة إلى أن هليفي شكك في تقديرات
الاستخبارات خلال مداولات جرت عند الرابعة فجر 7 أكتوبر، وأكد ضرورة تحليل
التحركات الميدانية لحماس دون الاعتماد على الافتراضات السابقة. كما أصدر أوامر
لسلاح الجو لدراسة أهداف لضربة استباقية عند بزوغ الفجر، لكن هذه الأوامر لم تنفذ،
كما لم يصدر تعليمات برفع حالة التأهب على الحدود مع غزة.
وخلال تقديم نتائج التحقيقات للضباط الأسبوع
الماضي، وصف قائد الوحدة 8200، يوسي شاريئيل، هجوم 7 أكتوبر بأنه "مرض عضال
انتشر في الجيش"، مشيرا إلى أن الفشل الاستخباراتي كان العامل الأساسي في ما
حدث.
وقد سعى الجيش إلى الحد من تداعيات التحقيقات
أمام الجمهور، حيث قدم للمراسلين العسكريين ملخصا من 15 صفحة فقط من آلاف الصفحات
التي توثق التحقيقات، وأملى عليهم كتابة أن "التحقيقات كانت شاملة ودقيقة
وتهدف إلى التعلم والتصحيح".
وتكشف التقارير أن الجيش لم يعلن عن بعض
المعلومات الهامة، من بينها أنه خلال ليلة 7 أكتوبر، ظهرت تحركات لحماس في غزة،
كما كانت وحدة الاستخبارات الجوية على علم بوثيقة "سور أريحا"، التي
تضمنت تفاصيل هجوم واسع محتمل، وقد تم اعتراضها في أبريل 2022. وعلى الرغم من ذلك،
لم يتم اتخاذ إجراءات استباقية بناء على هذه المعلومات.
كما أخفى الجيش إخفاقات أخرى، مثل فشل سلاح
الجو في اعتراض الطائرات الشراعية التي استخدمتها حماس، وعجزه عن إسقاط الطائرات
المسيرة التي استهدفت مواقع مراقبة عند حدود غزة، بالإضافة إلى عدم نجاح بطاريات
القبة الحديدية في اعتراض نصف الصواريخ التي أُطلقت من القطاع.