مع قرب تولي قائد
جيش الاحتلال الإسرائيلي الجديد آيال
زامير منصبه أوائل آذار/ مارس المقبل في فترة أمنية مضطربة وصعبة، من الواضح أن كل جبهة من الجبهات معرضة للانفجار في أي لحظة.
المراسل العسكري للقناة 12، نير دافوري٬ زعم أنه "بعد دقائق من اغتيال حسن نصر الله، ومض هاتف زامير، مدير عام وزارة الحرب، قبل ترشيحه لمنصبه الجديد، وظهرت رسالة من زعيم عربي على الشاشة، وفيها رمز تعبيري للتصفيق، وهذه القصة القصيرة تلخص جزءًا من التغيير الدرامي الذي تمر به المنطقة، وتشهد على علاقات رئيس الأركان القادم من حيث العلاقات الشخصية الواسعة التي أقامها، والقدرة على الاستفادة منها لبناء تحالفات إقليمية، وترجمته لتعاون في مجالات الأمن بين إسرائيل وسلسلة طويلة من الدول العربية المعتدلة"". على حد وصفه.
وأضاف في مقال ترجمته "
عربي21" أن "الأفكار التي يحملها زامير معه من حياته المهنية في الجيش، تأتي من أيامه كقائد لواء قاد معركة جنين في عملية السور الواقي في 2002، واليوم يبدو أنه ذاهب باتجاه تفعيل الخطط التشغيلية، والمعدات، والأفراد المناسبين والمهرة، لمواجهة التحديات الهائلة التي تواجهه".
وأوضح أن "زامير سيعود للجيش، ويرتدي الزي العسكري، ويصبح رئيس الأركان الرابع والعشرين، وسيتولى منصبه في الفترة الأكثر صعوبة على الإطلاق، وكل من تحدثوا معه مؤخراً خرجوا بانطباع مفاده أنه يسعى لبناء القوة والاستراتيجية لتحصين الجيش للسنوات القادمة، وأهمية الحفاظ على العلاقات ورعايتها مع البنتاغون في واشنطن، باعتباره أحد أفراد "الأسرة" تقريبًا، وزار ممرات مقرّه خلال حرب
غزة أكثر من مرة، وأقام علاقة ثقة حاسمة في أوقات التوتر بين بايدن ونتنياهو، عبر جلب الأسلحة والميزانيات رغم أزماتهما، واليوم لدى الاحتلال صفقات أسلحة بثمانية مليارات دولار مع الولايات المتحدة في العقد المقبل".
وأشار إلى أن "زامير يدرك جيدًا ضرورة تلقي الدعم الأمريكي في كل خطوة تقوم بها الدولة الآن، وفي المستقبل، فالأمريكيون لديهم قوة هائلة في الشرق الأوسط، تؤثر على جميع أعداء إسرائيل، وهو بحاجة للاحتفاظ بهم معه، وعدم خذلانهم، والاستماع إليهم، والعثور على طريقة للعمل معهم في كل قضية".
وأكد أن "زامير يستلم مهامه بعد أيام فيما لا يزال 2025 عام حرب، وهذا له آثار هائلة على الموارد والقوى العاملة (الدائمة والاحتياطية) والميزانيات وبناء القدرات، وهو يدرك أن التحدي الأكبر الذي يواجهه هو الاحتفاظ بأفضل العناصر، ومكافأتهم، وتحفيزهم، سواء الجنود النظاميين والاحتياط الذين سيقضون عشرات الأيام في الخدمة الاحتياطية في العام المقبل".
وأضاف أن "زامير سيكون مطالباً بتعزيز "الذراع الاستراتيجية"، وهي العبارة الغامضة التي تصف القدرة على ضرب إيران، لأن الهجوم لا يقتصر على القوات الجوية، ولا يتعلق فقط بالهجوم، بل بقدرات الدفاع الصاروخي، بجانب بناء تحالفات الدفاع الإقليمية مع جيراننا في الخليج".
وأوضح أن "زامير يدرك أن آلاف الجنود المعاقين ومن يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة بسبب حرب غزة لن يعودوا إلى جيش الاحتياط، مما سيضطره إلى منع الساسة من محاولة إضفاء الشرعية على التهرب من الخدمة العسكرية الخاص بالحريديم، وفي هذه القضية، قد نشهد بالفعل أول مواجهة له مع الوزير يسرائيل كاتس، فالمؤسسة العسكرية قلقة للغاية من أن الأخير قد يتنازل عن متطلبات التجنيد في الجيش، وأن القانون الذي سيتم إقراره سيلحق ضررًا بالغًا به".
وأكد أن "زامير سيكون مطالباً ببناء استراتيجية جديدة تعالج الواقع الأمني المتغير على حدود الدولة، والتغيرات الدراماتيكية من حولها، والقدرات في "الدائرة الثالثة"، ويحتاج لصياغة تعريف واضح للأهداف والتوصية بها للمستوى السياسي، على أن تكون قابلة للتحقيق في كافة القطاعات والمجالات، واستكمال التحقيقات في الجيش، وتطبيق الدروس المستفادة من حرب غزة".
وختم بالقول إن "زامير سيكون مطالبا بوقف الانفصال بين المستويين العسكري والسياسي، واستعادة الثقة مع الجمهور، وعدم اتباع أهوائه، تحقيقا لمصلحة الجيش، وفي هذه الحالة سيحتاج لعمود فقري من حديد للوقوف في وجه المستوى السياسي والسياسيين، ولابد له أن يرى فقط مصلحة الجيش والدولة".