نشرت صحيفة "
الغارديان" البريطانية، تقريرا، لمحرّر العلوم إيان سامبل، قال فيه إنه "سيكون خبرا سارا لجميع سائقي السيارات، ولكن ربما خاصة لسائق سيارات فيراري المغني رود ستيوارت الذي صرّح في وقت سابق بأنه يفكر ببيع سياراته الثمينة، لأن شوارع منطقته مليئة بالحفر.. إذ طور الباحثون سطح طريق يصلح نفسه ذاتيا عندما يتشقق، ما يمنع تطور الحفر دون الحاجة إلى تدخل بشري".
وبحسب التقرير الذي ترجمته "عربي21"، فإن "الفريق الدولي ابتكر بيتومين يتعافى ذاتيا ويصلح الشقوق أثناء تشكلها عن طريق دمج الأسفلت معا مرة أخرى. وفي الاختبارات المعملية، قامت قطع من المادة بإصلاح الصدوع الصغيرة في غضون ساعة من ظهورها لأول مرة".
وقال الباحث في المشروع بجامعة سوانزي، خوسيه نورامبوينا كونتريراس: "عندما تغلق الشقوق، فإنك تمنع تشكل الحفر في المستقبل وتطيل عمر الطريق. يمكننا تمديد عمر السطح بنسبة 30 بالمئة".
وتابع التقرير: "وفقا لمنظمة AA لسائقي السيارات، فإنه تم إنفاق مبلغ قياسي قدره 579 مليون جنيه إسترليني في المملكة المتحدة العام الماضي لإصلاح المركبات المتضررة من الحفر، ارتفاعا من 474 مليون جنيه إسترليني في عام 2023. بعد التعهد بمبلغ 1.6 مليار جنيه إسترليني لإصلاح الطرق وإصلاح أكثر من 7 ملايين حفرة في إنجلترا هذا العام".
كذلك، قالت وزيرة النقل، هايدي ألكسندر، إنّ "المخاطر أزعجت سائقي السيارات لفترة طويلة جدا". فيما تبدأ الحفر عادة من شقوق سطحية صغيرة تتشكل تحت وطأة حركة المرور.
إثر ذلك، تسمح هذه الشقوق للمياه بالتسرب إلى سطح الطريق، حيث تتسبب في المزيد من الضرر من خلال دورات التجمد والذوبان. ويصبح البيتومين، المادة السوداء اللزجة المستخدمة في الأسفلت، عرضة للتشقق عندما يتصلب من خلال الأكسدة.
يشار إلى أنه، لصنع البيتومين الذي يصلح نفسه ذاتيا، خلط الباحثون جراثيم نباتية مسامية صغيرة منقوعة في زيوت معاد تدويرها. عندما يتم ضغط سطح الطريق بواسطة حركة السيارات المارة، فإنه يضغط على الجراثيم، التي تطلق زيتها في أي شقوق قريبة. تعمل الزيوت على تليين البيتومين بدرجة كافية لتدفقه وسد الشقوق.
وبالتعاون مع باحثين في جامعة كينغز كوليدج لندن وغوغل كلاود، استخدم العلماء التعلم الآلي، وهو شكل من أشكال
الذكاء الاصطناعي، لنمذجة حركة الجزيئات العضوية في البيتومين ومحاكاة سلوك المادة ذاتية الإصلاح لمعرفة كيفية استجابتها للشقوق المتكونة حديثا. فيما يعتقدون أنه يمكن توسيع نطاق استخدام المادة على الطرق البريطانية في غضون عامين.
في سياق متصل، يقدّر النادي الملكي للسيارات RAC أنه في المتوسط، يواجه السائقون حوالي ستة حفر لكل ميل على الطرق التي تسيطر عليها المجالس المحلية في إنجلترا وويلز. يمكن أن تعرض الحفر الأرواح للخطر وتتسبب لسائقي السيارات بفواتير إصلاح تتراوح بين مئات وآلاف الجنيهات.
وفي عام 2022، كان رود ستيوارت قد شارك مقطع فيديو لنفسه وهو يملأ حفرا على طريق محلي بعد انفجار إطار سيارة إسعاف. اشتكى قائلا: "لا يمكن لسيارتي [من نوع] فيراري المرور من هنا على الإطلاق".
وقال المغني، الذي يريد السفر على طريق ممهّد، إنه يفكر في بيع مجموعته من السيارات الرياضية لأن الطرق المحيطة بمنزله في إسيكس مليئة بالحفر. وكتب ستيوارت في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "إنستغرام" في ذلك الوقت: "لسوء الحظ، بسبب الحفر على طرقنا، قد أضطر إلى إيجاد ملاك جدد لها".
وقالت "الطرق السريعة الوطنية"، وهي الوكالة الحكومية المكلفة بتشغيل وصيانة وتحسين الطرق السريعة والطرق الرئيسية في إنجلترا، إنّ "مواد الطرق الذكية التي تصلح نفسها كانت من بين التقنيات التي كانت تستثمر فيها".
وقال متحدث باسم الطرق السريعة الوطنية: "من أساليب التنبؤ بالمكان الذي تلزم فيه الصيانة على شبكة الطرق في الحياة الواقعية إلى أسطح الطرق التي تصلح نفسها، تلتزم الطرق السريعة الوطنية باستخدام
التكنولوجيا لجعل طرقنا السريعة والطرق الرئيسية أكثر أمانا وخضرة للمستقبل".
وأردف: "هذا البحث يعني أن التحسينات والصيانة سيتم تسليمها بشكل أسرع مع أقل قدر من الاضطراب وسيحظى مستخدمو الطرق بتجربة رحلة أفضل بكثير من البداية إلى النهاية، مع توفير الوقت وتكلفة السفر".