رياضة عربية

"ميزان العدالة مختل".. جدل كبير عقب انتهاء الانتقالات الشتوية بالدوري السعودي

تعاقد النصر مع الشاب الكولومبي جون دوران مقابل 77 مليون يورو- موقع النادي
انتهت فترة الانتقالات الشتوية في الدوري السعودي، بجدل كبير بسبب شكاوى وتذمر من قبل مسؤولين في أندية لم تقم بصرف أي مبالغ تذكر في السوق.

وكان لافتا البون الشاسع في صرف الأندية التابعة لصندوق الاستثمارات العامة (الصندوق السيادي)، والأندية الأخرى، ما دفع العديد من المسؤولين في الأندية الأخرى إلى فتح ملف "العدالة" التنافسية.

أرقام فلكية لـ"الصندوق"
ومنذ صيف الموسم 2023/2024، أنفقت أندية الصندوق "الهلال، النصر، الأهلي، والاتحاد"، نحو 1.23 مليار يورو في سوق الانتقالات

وتصدر الهلال القائمة بـ420 مليون يورو، يليه النصر 334 مليونا، ثم الأهلي 287، وأخيرا الاتحاد بـ287 مليون يورو.

ومع تراجع الإنفاق لبقية الأندية بسبب متطلبات "الكفاءة المالية" التي تطلبها لجنة الاستقطاب، ظهرت الفوارق الفنية الكبيرة بين أندية الصندوق، يضاف إليها نادي القادسية المملوك لشركة "أرامكو"، وبقية الأندية.

وأنفق القادسية ما يقرب من 100 مليون يورو في التعاقدات، إضافة إلى الرواتب العالية التي يمنحها لنجومه، وفي مقدمتهم الغابوني بيير أوبميانغ، والإسباني ناتشو.

وبرغم قلة الإنفاق، إلا أن أندية صندوق الاستثمارات عادت في الشتاء بصفقات مدوية، إذ ضم النصر النجم الكولومبي الشاب جون دوران من آستون فيلا لقاء 77 مليون يورو.

وتعاقد الأهلي مع البرازيلي جالينو من بورتو البرتغالي بـ50 مليون يورو، ومع البلجيكي الشاب مايتو دامس بـ9 ملايين يورو.

وضم الهلال النجم البرازيلي الشاب كايو سيزار بـ،9 ملايين يورو، فيما أنفق الاتحاد ذات الرقم على صفقتين هما لاعب برشلونة الشاب الإسباني أوناي هيرنانديز، والشاب الألباني ماريو ميتاي.

واللافت أنه منذ بدء الموسم في الصيف الماضي، لم يتجاوز إجمالي إنفاق 11 ناديا من أصل 18، حاجز الـ20 مليون يورو، وهي نحو ربع قيمة صفقة دوران للنصر.

قضية نيمار
شكلت صفقة النجم البرازيلي نيمار الذي تعاقد معه الهلال قادما من باريس سان جيرمان مقابل 90 مليون يورو صيف 2023، ضربة قوية لمشروع الدوري السعودي بعد إصابته بالرباط الصليبي، ثم قرار المدرب البرتغاي خورخي خيسوس باستبعاده من قائمة الفريق المحلية رغم تعافيه من الإصابة.

واضطر الهلال إلى فسخ عقد نيمار الذي كان يتقاضى راتبا سنويا يتجاوز 150 مليون يورو، حيث أشيع أن النجم البرازيلي تنازل عن نحو 40 مليون يورو من مستحقاته في سبيل رغبته بالعودة إلى ناديه الأم سانتوس.

وخسر صندوق الاستثمارات أكثر من 100 مليون يورو في صفقة نيمار ما بين قيمة الانتقال ورواتب اللاعب الذي لم يلعب سوى في 7 مباريات فقط.

واللافت أن وسائل إعلام سعودية تتحدث عن نية إدارة الهلال الضغط على صندوق الاستثمارات لتعويضها عن صفقة نيمار بأخرى مدوية قبيل مشاركة الفريق في كأس العالم للأندية.

والاسم الأبرز المطروح أمام إدارة الهلال هو النجم المصري محمد صلاح، مع أحاديث غير جادة عن إمكانية جلب النجم البرازيلي فينيسيوس.

"ضاقوا ذرعا"
بعد صمت دام شهور، بدأ رؤساء ومسؤولي بعض الأندية السعودية بالتذمر من الوضع الحالي، والخلل في توزيع الأموال على الأندية.

وقال رئيس نادي الأخدود سامي آل فاضل، إنه "عند التعاقد مع أي لاعب يجب أن يمر ذلك على 20 إدارة"، مشتكيا من البيروقراطية الكبيرة في الدوري السعودي.

رئيس الأخدود الذي أنفق ناديه أقل من 5 ملايين يورو فقط في آخر موسمين "العمل متعب، ومحبط، نحن نعمل ليل نهار، لكن هناك عدم وضوح، هناك مسؤولين يردون علينا بعد شهر وبعد سنة". وتابع "يجب أن يعاملوا الأخدود كما يعاملوا الهلال، هناك تعامل غير راقي".

وأضاف "أصعب مفاوضات دوري في التعاقدات من الدوري الهندي إلى الأمريكي هو الدوري السعودي، 70 مليون جهة تمر عليها لتتعاقد مع لاعب بقيمة 300 ألف، بينما أندية تتعاقد بمئات الملايين وينجز عملها في يوم واحد".


وقال رئيس نادي الشباب محمد المنجم، إن ناديه يقارع أندية ميزانيتها بالمليارات، بميزانية شهرية قدرها 3 ملايين ريال فقط (771 ألف يورو).

وأضاف أن "ميزان العدالة لم يعد مختلا، بل كُسر بالكامل".

ولم ينفق نادي الشباب في الموسم الحالي سوى 13.5 مليون يورو في سوق الانتقالات، رغم أنه من كبار الأندية السعودية، إلا أن صندوق الاستثمارات العامة لم يضمه على غرار الهلال والنصر والاتحاد، والأهلي.

وأعلنت إدارة نادي الفتح نيتها تقديم استقالة جماعية في حال استمرار عدم تجاوب "برنامج الاستقطاب" و"لجنة الاستدامة المالية" مع طلباتها للتعاقدات.

واللافت أن صحيفة "الشرق الأوسط"، ذكرت أن وزارة الرياضة أحالت كافة رؤساء الأندية والمسؤولين الذين انتقدوا طريقة عمل اللجان إلى التحقيق. وأصدرت الوزارة بيانا كذبت فيه رئيس نادي الأخدود سامي آل فاضل، وقالت إن على إدارته تسديد التزامات مالية بقيمة 4 ملايين ريال (نحو مليون يورو) قبل المطالبة بالتعاقدات.


صدمة منذ البداية
لا يعد الوضع الحالي للأندية السعودية مفاجئا، إذ ظهرت الصدمة منذ بداية الموسم الحالي 2024/ 2025، حيث دخلت جل الأندية (باستثناء أندية الصندوق والقادسية) الموسم دون إكمال تعاقداتها مع اللاعبين الأجانب.

وتعود أسباب تأخر الأندية في إبرام تعاقدات، بسبب أزمة متعلقة بإجراءات اللجان المنبثقة عن رابطة دوري "روشن" وبرنامج استقطاب اللاعبين.

وأبلغت عديد الأندية أنها لم تتلق الميزانيات الموعودة بها سنويا، التي من المفترض ألا تقل عن نحو 8 ملايين يورو.

وقالت وسائل إعلام سعودية؛ إن برنامج الاستقطاب أبلغ الأندية في وقت متأخر قبيل بداية الموسم، بعدم تكفله بالصفقات خلال فترة الانتقالات الحالية.

ولجأت الأندية إلى حلول أخرى عبر بيع لاعبين لتوفير ميزانية، أو طلب دعم من رجال أعمال، وأعضاء شرف.