عشية
دخول وقف إطلاق النار في قطاع
غزة حيز التنفيذ، تستعد الأطراف لبدء تنفيذ صفقة
تبادل
الأسرى بين حركة
حماس والاحتلال ضمن آلية غير معلنة رسميا.
وفي تمام
الساعة 8:30 من صباح الأحد (6:30 ت.غ)، يبدأ سريان وقف إطلاق النار في غزة، وفق ما
أعلن عنه السبت، متحدث وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري.
وتعد
صفقة التبادل عنصرا جوهريا لاستكمال المفاوضات حول ملفات إنهاء الإبادة الجماعية
المتواصلة، التي ترتكبها تل أبيب منذ أكثر من 15 شهرا.
وأعلنت مصر التي تؤدي دور الوساطة في التهدئة بين
الاحتلال وحركة حماس، أن إسرائيل ستطلق سراح أكثر من 1890 فلسطينيا معتقلين لديها، مقابل الإفراج عن 33 رهينة إسرائيليا في المرحلة الأولى من هدنة غزة.
وقالت وزارة الخارجية المصرية إنه سيتم إطلاق سراح المعتقلين خلال المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار ومدتها 42 يوما.
وذكرت وسائل إعلام عبرية أن الإفراج عن الدفعة الأولى من الأسرى الإسرائيليين في غزة
"قد يبدأ الساعة الرابعة" من عصر الأحد (14:00 ت.غ)، دون الإشارة لموعد
إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين.
بدوره،
أوضح مكتب إعلام الأسرى في حركة المقاومة الإسلامية حماس، أن "آلية الإفراج
عن الأسرى ترتبط بعدد أسرى الاحتلال المنوي الإفراج عنهم وضمن أي فئة منهم".
وقال
المكتب في بيان وصل "
عربي21" نسخة منه، إن هذه العملية ستمتد طيلة
المرحلة الأولى من الاتفاق، مضيفا أن نشر قوائم أسماء الأسرى الإسرائيليين سيتم
"قبل كل يوم تبادل وضمن آلية متفق عليها في بنود وقف إطلاق النار".
ولم يذكر
المكتب المزيد من التفاصيل حول هذه الآلية، فيما بيّنت هيئة شؤون الأسرى أن إعلان
أسماء الأسرى الفلسطينيين المحررين سيتم وفق ما كان عليه الأمر في تشرين الثاني/
نوفمبر الماضي، وفق آلية متدرجة، وعلى مدار المرحلة المقررة لإتمامها وخلال أيام
التبادل.
وحول
أعداد الأسرى الفلسطينيين المقرر مبادلتهم مع الأسرى الـ 33 في المرحلة الأولى، قال
رئيس نادي الأسير الفلسطيني عبد الله الزغاري للأناضول، إن عددهم الكلي يبلغ نحو ألف و904
أسرى.
1167 أسيرا من قطاع غزة
وبحسب
الزغاري، فإن من بين المفرج عنهم "737 أسيرا من الضفة الغربية، و1167 من غزة،
ممن اعتقلوا بعد 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023".
ووفقًا
له، سيتم تجميع الأسرى من سكان الضفة، من كافة السجون في معتقل عوفر العسكري غرب
مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية المحتلة.
وقال عن
ذلك: "نقطة تجمع الأسرى في الضفة ستكون في سجن عوفر، ثم سيتم نقلهم إلى نقطة
تجمع أخرى، سيتم الإعلان عنها لاحقًا، في رام الله".
وبحسب
الزغاري، أعلنت السلطات الإسرائيلية أن منطقة سجن عوفر منطقة عسكرية مغلقة، ومنعت
الدخول إليها.
فيما
سيتم تجميع أسرى غزة المقرر الإفراج عنهم في سجن عسقلان، ليتم ترحيلهم إلى غزة
بشكل مباشر، وفق ذات المصدر.
وعن
ترتيبات استقبال الأسرى الفلسطينيين في الضفة الغربية، قال الزغاري، إن هناك حالة
من الاستنفار في كافة المستشفيات والطواقم الطبية الفلسطينية لاستقبالهم، وتقديم
العلاج لمن هم بحاجة له.
وأضاف:
"لم يتم حتى الآن إنهاء الترتيبات حول مكان استقبال الأسرى المفرج عنهم
بالضفة، وسينشر نادي الأسير قائمة الأسماء الأحد بعد التأكد منها".
وفي غزة،
لم يصدر تعقيب من الجهات المختصة حول ترتيبات بشأن استقبال الأسرى الفلسطينيين،
حيث تسببت الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بانهيار المنظومة الصحية بالقطاع.
انتشار عناصر الأمن الفلسطينية
وبالكاد
تقدم المستشفيات القليلة العاملة في القطاع الخدمات الصحية الأساسية للجرحى
والمرضى، حيث أخرجت إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 نحو 34 مستشفى و80 مركزا صحيا و162
مؤسسة صحية عن الخدمة.
فيما
أعلنت وزارة الداخلية والأمن الوطني في وقت سابق الأحد، عن انتشار أجهزتها في
محافظات القطاع فور سريان الاتفاق صباح الأحد.
وفي
العادة، تنتشر عناصر الأمن الفلسطينية في الطرقات مع أي صفقة تبادل يتم إنجازها
لتأمينها.
والخميس،
قالت حماس، في بيان، إنها بحثت مع هيئة شؤون الأسرى "ترتيبات الإفراج عنهم
واستقبالهم، بما يليق بتضحياتهم وتضحيات شعبنا الفلسطيني"، دون ذكر تفاصيل.
من
جانبها، رفضت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي الإدلاء بأي تصريح لوسائل
الإعلام حول دورها في صفقة التبادل الحالية، كما قال متحدثها هشام مهنا.
وبالعادة،
مارس "الصليب الأحمر" دورا محوريا في عمليات تبادل سابقة جرت بين حركة
حماس وإسرائيل وآخرها كانت في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، حين أفرج عن 240 أسيرا
فلسطينيا، بينهم 71 أسيرة و169 طفلا وفتى، مقابل 50 محتجزا إسرائيليا.
والخميس،
أعلنت لجنة الصليب الأحمر الدولية استعدادها لتيسير أي عملية إطلاق سراح على نحو
ما اتفقت الأطراف، حتى يتمكن الأسرى والمعتقلون من العودة إلى ديارهم.
وتابعت
اللجنة، في بيان: "نقف على أهبة الاستعداد لتوسيع نطاق استجابتنا الإنسانية
بغزة حيث ستتطلب هذه الاستجابة جهدا مستمرا من الأطراف لضمان قدرة فرقنا على أداء
عملها بأمان"، واصفة هذه
العمليات بـ"المعقدة للغاية حيث تتطلب تخطيطا لوجستيا وأمنيا دقيقا".
إلى جانب
ذلك، فقد تداول إعلام عبري في الأيام الماضية مطالبة إسرائيل بترحيل عدد من الأسرى
الفلسطينيين إلى خارج فلسطين على أن يحدث ذلك مباشرة بعد الاتفاق.
ولم تشر
أي من دول الوساطة (مصر وقطر والولايات المتحدة) إلى إمكانية استقبالها أسرى
فلسطينيين على أراضيها، أو إشرافها على ترحيل أسرى لدول أخرى.
أيام التبادلوقالت
صحيفة "هآرتس" العبرية، الجمعة، إن المرحلة الأولى من الاتفاق ستشمل
الإفراج عن 33 أسيرا إسرائيليا سواء الأحياء أو جثامين الأموات من قطاع غزة.
وبحسب
الصحيفة، فإن اليوم الأول من الاتفاق سيشمل إطلاق سراح 3 أسرى إسرائيليين، بينما
سيشهد اليوم السابع الإفراج عن 4 آخرين.
وتابعت
أنه سيتم الإفراج عن 3 محتجزين إسرائيليين في الأيام الـ"14 و21 و28
و35" من بدء الاتفاق، فيما سيشهد الأسبوع الأخير من المرحلة الأولى الإفراج
عن 14 محتجزا.
ولم تشر
وسائل الإعلام إلى الجهة المسؤولة عن استلام محتجزيها من حركة حماس والمكان
والزمان، فيما تولت هذه المهمة في اتفاق الهدنة الأول عام 2023 لجنة الصليب الأحمر
الدولية.
ونشرت
وسائل الإعلام العبرية، من بينها هيئة البث (رسمية) قائمة بأسماء الأسرى
الإسرائيليين الـ33 الذين ستشملهم المرحلة الأولى من الاتفاق، دون توضيح أيهم
أحياء وأيهم جثامين.
وبحسب
الهيئة، فإن الأسرى هم: "ليري ألباج، أليجارت يتسحاق، أرييف كارينا، بن-عامي
أهاد، بيباس أريئيل، بيباس ياردين، بيباس كيفير، بيباس-سيلفرمان شيري، برجر أجَم،
جونين رومي، جلبوع دانييلا، ديماري إميلي، ديكل-حن شجاي، هورن يائير، فينكرات
عومر، تروبينوف ألكسندر، يهود أربل، يهلومي أوهاد، كوهين إيليا، ليفي أور، ليفي
نعمة، ليبشيتس عوديد، موزس جد موشيه، منغستو أبراهام (أبرا)، منصور شلومو، سيجال
كيث شموئيل، عيدان تساحي، كالديرون عوفر، شوهام تال، شتاينبرخر دورون، وشم-طوف".
هؤلاء من
المقرر أن يتم مبادلتهم بمئات الأسرى الفلسطينيين، حيث نشرت السبت وسائل إعلام
عبرية قوائم بأسماء أسرى، قالت إنه من المقرر الإفراج عنهم من داخل سجون إسرائيل
في المرحلة الأولى.
كما نشرت
وزارة العدل الإسرائيلية قائمة بأسماء 735 أسيرا فلسطينيا دون الإشارة لآلية
الإفراج، حيث قالت هيئة شؤون الأسرى الفلسطينيين إن القائمة فيها "خلل واضح".
ووفق
هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، تحتجز إسرائيل حاليا 10 آلاف و400
فلسطيني، بينهم 600 محكومين بالسجن المؤبد.
والأربعاء
الماضي، أعلنت قطر نجاح جهود الوسطاء (الدوحة والقاهرة وواشنطن) في التوصل إلى
اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى، على أن يبدأ تنفيذه الأحد.
ويتكون
اتفاق وقف إطلاق النار بغزة وتبادل الأسرى من 3 مراحل مدة كل منها 42 يوما.
وإلى
جانب الإفراج عن الأسرى في المرحلة الأولى، فإن الاتفاق ينص على الوقف المؤقت
للعمليات العسكرية المتبادلة، وانسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة في
غزة بما فيها محور نتساريم (وسط القطاع) إلى مناطق بمحاذاة الحدود، وفتح معبر رفح
(جنوبي القطاع) بعد 7 أيام من بدء تطبيقه، ودخول 600 شاحنة يوميا من المساعدات
الإنسانية، وتخفيض القوات الإسرائيلية في منطقة محور فيلادلفيا (جنوبي القطاع).
وتتعلق
المرحلة الثانية من الاتفاق بعودة الهدوء المستدام التام، وتبادل أعداد أخرى من
الأسرى والمحتجزين، وانسحاب القوات الإسرائيلية بالكامل إلى خارج غزة.
أما
المرحلة الثالثة فتركز على بدء خطة إعادة إعمار غزة على مدى 3 إلى 5 سنوات، وتبادل
جثامين ورفات الموتى الموجودة لدى الطرفين، وفتح جميع المعابر والسماح بحرية حركة
الأشخاص والبضائع.
ويستمر
تنفيذ جميع إجراءات المرحلة الأولى في المرحلة الثانية من الاتفاق، طالما استمرت
المفاوضات حول الشروط، مع بذل ضامني الاتفاق (مصر وقطر والولايات المتحدة) قصارى
جهودهم من أجل ضمان استمرار المفاوضات غير المباشرة حتى يتمكن الطرفان من التوصل
إلى اتفاق بشأن شروط تنفيذ المرحلة الثانية.
وبدعم
أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلفت
أكثر من 157 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11
ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ
الكوارث الإنسانية بالعالم.