صحافة دولية

"الغارديان": اتفاق وقف إطلاق النار في غزة خطوة للأمام يجب البناء عليها

الصحيفة أشارت إلى أن "تكريم ترامب" بعد عقد الاتفاق يعد "اتهاما لفشل بايدن"- الأناضول
علقت صحيفة "الغارديان" البريطانية على اتفاق وقف إطلاق النار في  قطاع غزة، معتبرة أن تحقيق هذه الصفقة التي وصفتها بـ"الهشة" جاء متأخرا لكنه "أمر يجب الترحيب به".

وقالت الصحيفة في افتتاحية ترجمتها "عربي21"، إنه "مع ذلك، فإن اللحظة التي طال انتظارها والصلاة من أجلها سوف تلاقي الخوف والقلق وكذلك الفرح من قبل الفلسطينيين في أرض غزة القاحلة وبين أسر الأسرى الإسرائيليين الذين أصيبوا بصدمة نفسية".

وأضافت أنه "بعد أكثر من 15 شهرا من الحرب، التي خلفت عشرات الآلاف من القتلى ونحو مليوني شخص يكافحون من أجل البقاء، أعلنت الولايات المتحدة وقطر التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى".

ورغم زعم رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "وجود بنود لم يتم حلها إلا أن الخطوط العريضة لهذا الاتفاق واضحة منذ فترة طويلة، وتكلفة التأخير أصبحت لا تحتمل. فمنذ طرحه لأول مرة، قتل آلاف الفلسطينيين وعدد غير معروف من الأسرى الإسرائيليين"، حسب الصحيفة.

وفي الأسبوع الماضي، أشارت دراسة نشرتها مجلة "لانسيت" الطبية إلى أن حصيلة الشهداء التي سجلها مسؤولو الصحة في غزة كانت أقل بنسبة 40%، حيث تشير التقديرات إلى استشهاد 64,260 فلسطينيا على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي بحلول حزيران/يونيو الماضي.

ولكن هذا هو السبب الأكثر أهمية للترحيب بالاتفاق وتنفيذه ودعمه والبناء عليه. لقد خلق انتقال الرئاسة الأمريكية من جو بايدن إلى دونالد ترامب يوم الاثنين المقبل الزخم اللازم، وفقا للافتتاحية.

وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو، الذي سعى إلى تأجيل الحساب السياسي عن 7 تشرين الأول/أكتوبر وكذلك اتهامات الفساد التي يواجهها، توقع بفارغ الصبر عودة ترامب. وبحسب ما ورد لعب الرئيس الأمريكي المنتخب لعبة قاسية مع الزعيم الإسرائيلي: "فهو لا يريد أن يبدأ ولايته الثانية مع استمرار الصراع. ولم ترغب حماس في انتظار نتيجة أسوأ".

وقالت الصحيفة إنه "في حين ادعى ترامب الفضل كما كان متوقعا، فإن التقدم ليس تكريما له بقدر ما هو اتهام لفشل بايدن، وتذكير بأن نتنياهو واليمين الإسرائيلي يتوقعان مكافآت من ترامب في المستقبل. كما جعلت السياسة الداخلية المتغيرة رئيس الوزراء أقل قلقا بشأن التهديدات بالاستقالة من قبل إيتمار بن غفير، الشريك المتطرف في الائتلاف الذي يتفاخر بأنه منع المحاولات السابقة للتوصل إلى اتفاق، رغم حديث نتنياهو عن مسؤولية حماس عن عرقلة المحاولات السابقة".

وفي أيار/ مايو الماضي، قدرت الأمم المتحدة أن كلفة إعادة إعمار غزة تصل إلى 40 مليار دولار وستستغرق 16 عاما. ومنذ ذلك الحين، دمر الكثير، وأي شعور مؤقت بالارتياح يخيم عليه معاناة الماضي والمخاوف بشأن المستقبل، وفقا للصحيفة.

مع ذلك، ترى الصحيفة البريطانية في ختام افتتاحيتها أنه "عندما تكون الأمور يائسة إلى هذا الحد، فإن التوصل إلى اتفاق لا يزال يشكل خطوة إلى الأمام يجب تبنيها والبناء عليها".