صحافة إسرائيلية

هكذا يخطط ترامب لاستعادة السيطرة على الشرق الأوسط.. التطبيع والعقوبات والتهديدات

ترامب أشرف على اتفاقيات التطبيع 2021- الأناضول
سلط مقال في صحيفة "معاريف" للدكتور شاي هار تسفي، رئيس قسم السياسة الدولية والشرق الأوسط في معهد السياسة والاستراتيجية بجامعة رايخمان، عودة ترامب وتأثيراتها على الشرق الأوسط.

وقال تسفي، إن عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض ستؤدي بطبيعة الحال إلى تغييرات جوهرية في سياسة الإدارة الأمريكية على الصعيدين الدولي والإقليمي".

وأضاف: "على عكس فترة ولايته الأولى، يبدو أن ترامب هذه المرة أكثر نضجًا واستعدادا، يعرف النظام الحكومي بشكل أفضل، ويدرك أن هذه ربما تكون فرصته الأخيرة لترك بصمة تاريخية في الشرق الأوسط، استكمالًا لاتفاقات أبراهام، وقضائه على سليماني، وصفقة القرن التي لم تحقق النتائج المرجوة حتى الآن".


وأوضح تسفي، أنه "في المقام الأول، سيسعى ترامب لتحقيق وعده الانتخابي؛ تحسين الوضع الاقتصادي للولايات المتحدة، خفض تكاليف المعيشة، ومكافحة ظاهرة المهاجرين غير الشرعيين، وذلك من خلال استخدام قوة الولايات المتحدة على الساحة الدولية لتحقيق هذه الأهداف".

وأشار تسفي إلى أن التهديدات بإعادة قناة بنما إلى سيطرة الولايات المتحدة، والسيطرة على غرينلاند، الرسائل المهينة لترودو كما لو أن كندا هي الولاية الـ51 للولايات المتحدة، الرغبة في تغيير اسم خليج المكسيك، مطالبة دول الناتو بزيادة نفقاتها الدفاعية، كل هذه هي أدوات الضغط التي يمتلكها رئيس الولايات المتحدة للتفاوض من موقع قوة.

ويعتقد ترامب، بحسب الكاتب، أن هذه الضغوط ستساعده على تحقيق نتائج اقتصادية، وتقليص الرسوم الجمركية المفروضة على السلع الأمريكية، والسيطرة على مسارات الشحن والموارد الطبيعية، وتقليل استثمارات الولايات المتحدة في المساعدات الأمنية والعسكرية للدول حول العالم.

ويرى تسفي أن طموحه في إنهاء الحروب في أوكرانيا والشرق الأوسط ينبع من الفهم بأن هذه الحروب تجذب الولايات المتحدة لاستثمار موارد سياسية واقتصادية كبيرة، وكلما طالت، قد تؤدي إلى تورط أكبر للولايات المتحدة، وتؤثر على قدرتها على التركيز على القضايا الرئيسية بالنسبة لها.

وبحسب تسفي، فإن الهدف الرئيسي لترامب في الشرق الأوسط سيكون تحقيق الاستقرار. ومن هنا، فإن الأهداف الثلاثة الرئيسية بالنسبة له ستكون إنهاء الحرب في غزة، وإعادة المختطفين والمختطفات، اتفاق تطبيع تاريخي بين إسرائيل والسعودية، ومنع إيران من الحصول على سلاح نووي.

وفي هذه القضية، يبدو أن الخيار المفضل لترامب في الوقت الحالي سيكون اتفاق نووي (2)، يضمن أن إيران لن تحافظ على وضعها كدولة على عتبة القدرة النووية، ولن تتمكن من الوصول إلى السلاح النووي لتحقيق ذلك، سيعود ترامب لدفع تصور الضغط الأقصى، مع التهديد بفرض عقوبات اقتصادية مؤلمة، وربما حتى إشارات إلى الاستعداد للعمل العسكري و/أو تقديم مساعدات لإسرائيل بالوسائل اللازمة لذلك. وذلك للتوضيح لإيران الثمن الباهظ الذي قد تدفعه إذا رفضت الصفقة الجديدة، بحسب تسفي.


أما بالنسبة لاتفاق التطبيع، فيرى ترامب أن ذلك هو "الجوهر" الذي يحمل في طياته إمكانات لتحقيق مكاسب استراتيجية واقتصادية للولايات المتحدة، وحتى مكاسب شخصية له مثل جائزة نوبل للسلام، ومن أجل تحقيق هذا الهدف المنشود، لن يتردد ترامب في ممارسة ضغوط على نتنياهو للتساهل في موقفه من السلطة الفلسطينية، بفهم أن هذه قد تكون عقبة في طريق التطبيع من جانب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، كما قال الكاتب.

وقال الكاتب، إن السياسة المتوقعة لترامب تعيد خلط الأوراق في المنطقة. بالفعل، يترك ترامب بصمته على العمليات في المنطقة، كما يتضح من التقارير عن تقدم كبير في المفاوضات بين إسرائيل وحماس. بالنسبة لإسرائيل، هذه فرصة لتشكيل واقع أمني وسياسي محسن، يتمحور حول ضرب قدرات إيران بشكل قاس، وضمان أنها لن تتمكن من الحصول على سلاح نووي.

وأضاف أنها اللحظة التي يجب على رئيس الوزراء اتخاذ قرارات استراتيجية شجاعة وحاسمة لمستقبل دولة إسرائيل، وفي مقدمتها إنهاء الحرب في غزة وإعادة جميع المختطفين والمختطفات.