قالت
مجلة ساينس إن مجموعة من القصص العلمية،
من المتوقع أن تهيمن على عناوين الصحف، في العام الجديد 2025، في ظل مجموعة من
التحديات العالمية.
وأوضحت أن ولاية ترامب الثانية، وما سيجري
فيها، تدفع العلماء للتأهب للتعامل مع قضايا البحث العلمي، خاصة مع وعوده المتكررة
بتقليص الإنفاق.
وتعهد العديد من مرشحيه بالقيام بتغييرات جذرية
في الوكالات العلمية التي من المتوقع أن يشرفوا عليها، بما في ذلك المعاهد الوطنية
للصحة، العملاق البيولوجي الذي تعرض للانتقاد بسبب دوره في مكافحة جائحة كورونا.
وهناك
أيضا قلق بشأن تدخلات سياسية محتملة في منح الأبحاث وإضعاف سياسات النزاهة العلمية
في الحكومة. الأبحاث المتعلقة بتغير المناخ، والحفاظ على البيئة، ومصادر الطاقة
المتجددة، التي تراجعت في فترة إدارة ترامب الأولى، من المرجح أن تواجه ضغوطا مرة
أخرى، جنبا إلى جنب مع أهداف جديدة مثل البرامج الرامية إلى خلق قوة عاملة علمية
أكثر شمولا.
ومن التحديات العالمية الأمراض المعدية،
والحديث عن تهديد متطور لفيروس إنفلونزا الخنازير، وهناك سؤالان رئيسيان يلوحان في
مجال الإنفلونزا هذا العام. الأول هو ما إذا كانت الولايات المتحدة قادرة على
القضاء على تفشي إنفلونزا H5N1 في الأبقار الحلوب، الذي بدأ على الأرجح في أواخر عام 2023. هذا
العام، قد يساعد اختبار الحليب الجماعي، الذي أصبح إلزاميا بموجب أمر اتحادي الشهر
الماضي، في اكتشاف القطعان المصابة في وقت مبكر واحتواء انتشار الفيروس.
ومن المتوقع أيضا ظهور نتائج تجارب اللقاحات على
الأبقار، ويأمل العلماء في فهم سبب إصابة معظم الأشخاص الذين أصيبوا بالنسخة من H5N1 التي تصيب الأبقار بعدوى عين خفيفة
فقط، بينما أولئك الذين أصيبوا بالعدوى بعد الاتصال بالطيور عادة ما يعانون من مرض
أكثر شدة.
والسؤال الكبير الثاني: هل سيسمح انتشار
الفيروس في الثدييات - والعدوى المتكررة في البشر من الطيور والأبقار - للفيروس
بأن يجد طرقا للتطور، ما يؤدي في النهاية إلى حدوث جائحة؟ العلماء في حالة تأهب
للكشف عن أي إشارات على أن الفيروس يتكيف مع البشر ويصبح قابلا للانتقال بين الناس.
وعلى صعيد المناخ، يأمل العلماء أن يكون هذا العام نقطة تحول حاسمة في مكافحة تغير
المناخ: السنة التي يصل فيها انبعاث الغازات الدفيئة العالمية إلى ذروتها. يبدو أن
الانبعاثات السنوية، المدفوعة أساسا بحرق الوقود الأحفوري، قد استقرت تقريبا، إذ إنها زادت بمعدل حوالي نقطة مئوية واحدة كل عام في العامين الماضيين، ليبلغ إجمالي
الانبعاثات 41.6 مليار طن في عام 2024.
وقد تداخلت الزيادة السريعة في السيارات
الكهربائية، والطاقة المتجددة، وإعادة التشجير مع القوى المعاكسة، مثل مراكز
البيانات الضخمة التي تستهلك الطاقة لتشغيل الذكاء الاصطناعي، وزيادة الطلب على
الوقود بعد فترة من التراجع بسبب الجائحة. ومع استمرار الصين، أكبر مصدر
للانبعاثات، في دفعها المكثف نحو الطاقة المتجددة، يشتبه العديد من الباحثين في أن
هذا العام قد يشهد أخيرا انخفاضا طال انتظاره.
ولكن حتى إذا وصلت الدول إلى هذه النقطة، فقد
يستغرق الأمر عدة عقود قبل أن يصل العالم إلى "صفر صافي" وتنخفض
الانبعاثات إلى مستويات ما قبل الثورة الصناعية. وحتى حينها، ستظل الحرارة الناتجة
عن ثاني أكسيد الكربون الحالي موجودة لعدة قرون.
وفي العام الجاري، يتوقع العلماء أن يحققوا
قفزات في تحديد التوقيعات الكيميائية في
عظام الأشخاص الذين ماتوا منذ زمن طويل، ما يوفر أدلة جديدة على سلوكهم. لطالما تتبع الأطباء والمتخصصون في الطب الشرعي
والباحثون في
العلوم الطبية الأيضية للمواد الغذائية والمشروبات والأدوية التي
يتناولها الناس في عينات من شعرهم ودمهم وبولهم ولعابهم.
والآن، يدرس الباحثون التغيرات الأيضية في
الأنسجة المحفوظة جيدا مثل العظام. في عام 2024، اكتشف علماء الآثار التوقيعات
الكيميائية الناجمة عن تدخين التبغ في عظام مئات الأشخاص الإنجليز الذين عاشوا بين
عامي 1700 و1855، ما فتح نافذة لفهم صحتهم وعاداتهم الاجتماعية. يأمل العلماء في
العثور على المزيد من العلامات الكيميائية في عينات العظام القديمة الأخرى، بما في
ذلك عظام أسلافنا من البشر.
إحدى الدراسات الجارية حاليا تبحث في الأيضيات
في المومياوات المصرية لفهم كيف أثرت الأمراض مثل السل والطاعون على مستويات
مختلفة من المجتمع. وتستهدف أبحاث أخرى الحفر بشكل أعمق في كيفية سعي البشر
القدماء للترفيه عن أنفسهم، متتبعين الأيضيات للمواد التي تؤثر في المزاج مثل
الكحول والتبغ والكوكايين.
ويأمل خبراء الصحة العامة وصانعو السياسات في أن
يشهدوا هذا العام انخفاضا ملحوظا في حالات الملاريا والوفيات بين الأطفال في 17
دولة تم فيها طرح لقاحين للملاريا على نطاق واسع.
أضافت أكثر من عشرة دول في أفريقيا جنوب
الصحراء اللقاحات إلى جداول التطعيم الروتينية للأطفال هذا العام؛ وتقدّر GAVI، تحالف اللقاحات، أنه في
عام 2024 تلقى حوالي 5 ملايين طفل على الأقل جرعة واحدة من الجرعات الأربع الموصى
بها، التي تعطى على مدار 12 شهرا. هذا العام، تهدف GAVI إلى الوصول إلى 14 مليون طفل في 25 دولة.
وعلى الرغم من أن جمع البيانات الشاملة حول
حالات الملاريا، والإدخال إلى المستشفيات، والوفيات أمر صعب للغاية، فيقول الباحثون
إنه يجب أن يكون من الممكن رؤية انخفاض في معدلات المرض في المناطق التي تم تطعيم
الأطفال فيها.
وأظهرت برامج تجريبية في غانا وكينيا ومالاوي
التي وصلت إلى أكثر من مليوني طفل بين عامي 2019 و2023 أن التطعيم قلل من عدد
الأطفال الذين تم إدخالهم إلى المستشفيات بسبب الملاريا الشديدة بنسبة تقارب
الثلث، وخفض إجمالي الوفيات بنسبة 13%.
وعلى صعيد التغذية، تدور معركة حول ما إذا كانت
الحكومة الأمريكية ستقترح الحد من استهلاك
اللحوم الحمراء كجزء من النظام الغذائي
الصحي الموصى به.
وتصدر وزارتا الزراعة والصحة والخدمات
الإنسانية كل خمس سنوات إرشادات غذائية تؤثر على العلامات التجارية للأطعمة
والوجبات التي تعدها المدارس والمؤسسات الأخرى.
ومن المتوقع أن تصدر هذه الإرشادات الجديدة هذا
العام. في الشهر الماضي، انتهت اللجنة الاستشارية من أخصائيي التغذية وخبراء الصحة
العامة من توصياتها بشأن الإرشادات، داعية إلى تقليل استهلاك اللحوم الحمراء
والمعالجة لصالح الفاصوليا والبروتينات النباتية الأخرى. هذه نصيحة غذائية سائدة،
لكنها لاقت انتقادات سريعة من الصناعة وأعضاء الكونغرس من الولايات الزراعية.
وقد ترفض إدارة ترامب القادمة هذه النصيحة
الجديدة؛ حيث رفضت إرشادات إدارة ترامب الأولى لعام 2020 اقتراحات مجموعة استشارية
سابقة بشأن فرض حدود لاستهلاك السكر والكحول.