سياسة عربية

البيانوني يهنئ السوريين بانتصار الثورة ويدعوهم إلى التوحد من أجل بناء الوطن

البيانوني: ما زالت هذه الثورة المباركة تقدّم أفواج الشهداء فوجاً بعد فوج، حتى أتمّ الله نعمته، وصدقنا وعده، على أيدي رجال صدقوا الله فصدقهم..
هنّأ المراقب العام لإخوان سوريا الأسبق علي صدر الدين البيانوني الشعب السوري بانتصار ثورته، وأكد أن الشعب السوري قد قطع شوطا كبيرا على طريق هدم بنيان الطغيان، معتبرا أن الطريق أمام السوريين لا يزال طويلا من أجل بناء وطن الحرية والعدل والأخوة والمساواة.

ودعا البيانوني في رسالة تهنئة بعث بها إلى الشعب السوري، وخص بنشرها "عربي21"، الشعب السوري إلى التوحد والتعاون والتحرر من عقد الماضي، والارتقاء إلى أفق البناة العاملين الجادين.

وهذا نص الرسالة:

بسم الله الرحمن الرحيم

تهنئة الشعب السوري الحر بما أكرمه الله من فتح مبين ونصر عزيز

يا ربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك

يا ربنا لك الحمد على ما أوليت وأعطيت، وكان عطاؤك غير ممنون

وما رميت إذ رميت، ولكن الله رمى

أهنئ نفسي وأهلي وإخوتي وأخواتي أبناء شعبنا السوريّ العظيم، بما أولانا ربنا من نعمة كبرى، وأبارك لهم هذا الفتح المبين والانتصار العظيم، الذي تحقق على أيدي جماهير هذه الثورة المباركة، منذ أن هتف أولهم: (الشعب السوري ما بينذل)، ثم ما زالت هذه الثورة المباركة تقدّم أفواج الشهداء فوجاً بعد فوج، حتى أتمّ الله نعمته، وصدقنا وعده، على أيدي رجال صدقوا الله فصدقهم، وحّدوا صفوفهم، وأعدوا ما استطاعوا من قوة، فقهر الله بهم عدوهم وعدو السوريين جميعا، وأسقط على أيديهم أعتى أنظمة الظلم والاستبداد والفساد في هذا العصر، بعدما جثم على صدر أبناء شعبنا أكثر من ستين سنة، يسومهم سوء العذاب، يذبّح أبناءهم وبناتهم، ويرتكب بحقهم أفظع الجرائم التي يندى لها جبين الإنسانية..

نعم.. سقط الطاغية بعد أن ظن كثيرون أنه لن يسقط، سقط هو وجنوده وأعوانه من الطواغيت، خلال أيام معدودات، بعد أن ولّى هارباً ذليلاً لا يلوي على شيء، أمام ضربات مجاهدينا الأبطال.

يا أبناء شعبنا الحرّ الأبيّ.. لقد قطعتم بإبائكم وتضحياتكم، شوطاً كبيراً على طريق هدم بنيان الطغيان، وما يزال الطريق أمامنا طويلاً، لنبنيَ وطن الحرية والعدل والأخوّة والمساواة.. الوطن الذي لا يخاف فيه إنسان.. ولن نبلغ ذلك إلا بمزيد من التوحّد والتعاون والتحرّر من عقد الماضي، والارتقاء إلى أفق البناة العاملين الجادّين، وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون..

أسأل الله عز وجل أن يتقبل شهداءنا، وأن يربط على قلوب الثكالى والأيتام، من مواطنينا، وأن يملأ السكينة وجميل العزاء كلّ مصابينا، وأكرّر تهنئتي لكلّ أبناء شعبنا، بما منّ علينا المولى وأنعم. وأوصيهم بما استخلفنا الله فيه وعليه، خيرا، وأدعوه سبحانه وتعالى أن يلهمهم رشدهم، وأن ييسّرهم لليسرى.

والحمد لله أولاً وآخراً، والتحية والشكر والتقدير، لأبنائنا المجاهدين في كلّ الميادين والساحات ولكلّ من آزرهم وساندهم في جهادهم الطويل.. وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.

لندن في 3 من رجب 1446، الموافق 2 كانون الثاني 2025

علي صدر الدين البيانوني

يذكر أن علي صدر الدين البيانوني هو أحد أبرز الشخصيات الإسلامية في سوريا. وُلد في مدينة حلب عام 1938، وهو معروف كقيادي بارز في جماعة الإخوان المسلمين في سوريا. تولى منصب المراقب العام للجماعة لفترة طويلة، من عام 1996 وحتى عام 2010. لعب دورًا محوريًا في قيادة الجماعة خلال فترة صعبة من تاريخها، حيث واجهت قمعًا شديدًا من قبل النظام السوري.

إقرأ أيضا: قيادي إخواني: قرار منع انتصار ثورة سوريا دولي بامتياز