سياسة دولية

كاتب إسرائيلي معروف يدعو للاعتراف بالحكم الجديد في دمشق

يرى الإسرائيليون أن الشرع نجح في إغواء ضيوفه وسحبهم في الفخ بمهارة- سانا
بعكس التيار السائد في الصحافة العبرية وهو التشكيك في نوايا قائد الإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع، يدعو الكاتب والمحلل الإسرائيلي المعروف جاكي خوجي سلطات الاحتلال إلى الاعتراف بالحكم الجديد في دمشق.

وفي مقاله بصحيفة معاريف قال خوجي إنهم في "إسرائيل"، يعتقدون أن "الجولاني" هو جهادي متخفٍّ في زي حمامة، لكنهم ينسون أنه في العقد الأخير كانت أجهزة الأمن الإسرائيلية على تواصل مع جماعات جهادية في سوريا.

وأضاف أن الوفود تواصل حط رحالها في دمشق لرؤية المعجزة؛ أحمد الشرع، الذي يُعرف باسم أبي محمد الجولاني، يستقبلهم بوجه بشوش. أول من وصلوا كانوا الأتراك، بعد ذلك جاء الفرنسيون ثم البريطانيون ثم الأمريكيون ثم الإيطاليون. ويعلق بأن "هذه الزيارات ليست مجرد زيارات مجاملة. الجميع يريد أن يتحقق من هوية الرئيس الجديد ويقيم معه علاقات. وكل حكومة لها دوافعها الخاصة".

يقول خوجي إن "المهمة الكبرى التي أمام الشرع هي إعادة بناء الاقتصاد.. وفي الوقت نفسه، يسعى لتقريب الطوائف وإعادة بناء المجتمع السوري المنهك ليكون موحداً قدر الإمكان.. في كل خطاب له، يذكر الشرع بضرورة وحدة سوريا ووحدة أراضيها".

"في المقابل يرى الإسرائيليون أن الشرع نجح في إغواء ضيوفه وسحبهم في الفخ بمهارة"، يقول خوجي. ويضيف: "من ناحية أخرى، من الحكمة ألا نقلل من شأن الأمريكيين الذين يميلون لمنحه فرصة.. جيشهم موجود في سوريا منذ سنوات عديدة للتعرف على الإرهاب ومحاربته.. وهم أيضاً على علاقة جيدة مع الأكراد.. قد يكون لديهم معلومات نحن لا نعرفها أو لا نراها بوضوح.. في خطوة سريعة، أزالت الولايات المتحدة المكافأة التي كانت قد عرضتها على رأسه بقيمة 10 ملايين دولار، وبذلك "نظفته" من صورة الإرهابي ومنحته الضوء الأخضر. كل الآخرين الذين زاروا دمشق بدا وكأنهم منحوه شرعية، وهذه فقط البداية".

يصف خوجي الشرع بأنه "وطني سوري ذكي وطليق اللسان"، وينتقد أولئك الذين يغلقون أنفسهم على ماضيه الجهادي وينتقدونه طوال اليوم. ويؤكد أن "العلاقات مع الدروز في سوريا والمجتمع الكردي مهمة، ولكن في دمشق اليوم لا يحكم هذان الاثنان". مضيفا أن "دمشق تحت حكم الشرع قد أخرجت الإيرانيين ومعاونيهم، وتدعو جيرانها.. إسرائيل ليس لديها ترف التخلي عن اختبار إمكانية التفاهم.. ليست مهمة معقدة".

ما الذي تغير؟
في المقابل يبدو المحلل الإسرائيلي في صحيفة "إسرائيل اليوم" يوآف ليمور أكثر حذرا، إذا يقول إن الأيام المقبلة ستكشف ما إذا كانت ابتسامة أبي محمد الجولاني الساحرة التي تجذب الدبلوماسيين الغربيين هي مجرد قناع، أم لا.

ويلاحظ ليمور، كما زميله في "معاريف" خوجي، أن العالم كله في الوقت الحالي وقع في حب سحر الجولاني، حيث إن الوفود الدبلوماسية تصل إلى دمشق وتغادرها بوتيرة متسارعة، بما في ذلك أهم دول العالم.

يزعم ليمور أن الأمريكيين طلبوا من "إسرائيل" منح الجولاني فرصة ومحاولة الحوار معه. ويضيف: "لدى إسرائيل كل الأسباب في العالم للقيام بذلك: من تقليل التهديدات المحتملة على الحدود الشمالية الشرقية، وصولًا إلى تقييد النفوذ التركي الخطير على سوريا المستقبلية، وضمان بقاء إيران خارج دائرة النشاط في سوريا". لكن السؤال، يقول ليمور، هو إلى أي مدى سيكون الزعيم السوري الجديد مستعدًا لمثل هذه الخطوة.. هناك ثلاث إجابات ممكنة.. الأولى، أنه سيرفض (بأدب)، الثانية هو أنه سيوافق، ويبدو هذا الاحتمال ضعيفًا في الوقت الحالي، والثالث هو أنه سيوافق جزئيًا، أي أنه سيغازل الفكرة ويحاول تحقيق أقصى استفادة منها.

وفي نهاية مقاله في "إسرائيل اليوم" يقول ليمور: "ستكشف الفترة المقبلة ما إذا كان لا يزال مقاتلًا (ولكن ببدلة)، أم إنه قطع كل الطريق ليصبح أنور السادات الجديد".