اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن "الأقلية
الهندوسية" في
بنغلاديش تواجه "توترات شديدة بسبب موجات من
العنف التي تستهدف ممتلكاتهم
ومعابدهم"، إلا أن العديد من هذه "الأحداث" تبين أنها مفبركة ويجري استغلالها من قبل الهند من أجل مصالح داخلية.
وقالت الصحيفة في تقرير لها إن "هناك العديد من التقارير التي تتحدث عن تعرض الهندوس
لهجمات متكررة وتخريب متعمد"، إلا أنها أبرزت أن بعض هذه التقارير قد تكون
غير دقيقة أو مفبركة.
وفقًا للتقرير،
فإن هناك مجموعة من الحوادث الحقيقية التي شهدتها بنغلاديش، أبرزها "الهجوم على
معابد هندوسية"، حيث تم إضرام النار في بعضها، وتعرض أفراد من الأقلية الهندوسية
للقتل.
ومع ذلك، أشارت الصحيفة إلى أن بعض الفيديوهات والصور التي نشرت عبر وسائل
الإعلام كانت غير واضحة أو تكررت بشكل مفرط، مما يثير الشكوك حول مصداقيتها.
أحداث العنف
والاشتباكات
ومن بين أبرز
الأحداث التي نشطت في الفترة الأخيرة، كان اعتقال "تشينموي كريشنا داس"،
وهو كاهن هندوسي، في تشرين الثاني/ نوفمبر، حيث اتُهم بإهانة علم بنغلاديش أثناء
احتجاجه ضد ما وصفه بـ "التهديدات الموجهة للهندوس".
وعقب هذا
الاعتقال، نشبت اشتباكات عنيفة بين أنصار الكاهن والشرطة في مدينة شاتوغرام
الساحلية، مما أسفر عن مقتل محامٍ مسلم في ظروف غامضة.
وفقًا للتقرير،
فإن هذه الحادثة أسفرت عن "تصعيد العنف ضد الأقلية الهندوسية"، حيث بدأت
"غوغاء من بعض الجماعات المتطرفة في الهجوم على منازل الهندوس والمعابد
في مختلف المناطق، في مدينة شاتوغرام، التي كانت بؤرة هذه التوترات، تعرضت العديد
من المعابد الهندوسية للتخريب"، وهو ما أثار موجة من الخوف بين السكان المحليين.
التقارير
الإعلامية والمعلومات المزيفة
وتناولت الصحيفة
أيضًا مسألة التقارير الإعلامية التي غالبًا ما تكون
مبالغًا فيها أو مزيفة، وقد ساهمت هذه التقارير في تضخيم الوضع وخلق حالة من "الرعب
بين أفراد الأقلية الهندوسية".
وأشار تقرير
الصحيفة أيضا إلى أن بعض الحوادث التي تم الترويج لها على أنها هجمات ضد الهندوس قد
تكون في الواقع مجرد تلفيقات أو معلومات مغلوطة، وهو ما زاد من حالة الارتباك بين
المجتمع المحلي.
وأوضحت الصحيفة
أن هناك تقارير تتحدث عن العديد من الهجمات التي وقعت في مناطق مختلفة من
بنغلاديش، مثل العاصمة داكا ومدينة شاتوغرام، حيث أكد السكان الهندوس وقوع بعض
الحوادث الحقيقية. لكنهم أيضًا أشاروا إلى أن هناك معلومات مزيفة أو مبالغ فيها
تسببت في تضليل الرأي العام بشأن الخطر الذي يتهددهم.
موقف الحكومة
البنغالية
وفي الداخل
البنغالي، نقلت الصحيفة عن الحكومة المؤقتة برئاسة محمد يونس، الحائز على جائزة
نوبل، تأكيدها على التزامها بحماية الأقليات، وتؤكد الحكومة أنها اتخذت إجراءات
فعالة لضبط الوضع، حيث تم اعتقال 70 شخصًا على صلة بـ88 هجومًا خلال الأشهر
الثلاثة الماضية.
ومع ذلك، يعتقد البعض أن الحكومة قد تقلل من حجم التهديد الذي
يواجهه الهندوس، حيث تعتبر أنها قد تهدف إلى الحفاظ على صورة استقرار داخلي أمام
المجتمع الدولي.
ومن ناحية أخرى في الهند، يجري تضخيم هذه الأحداث من قبل بعض الجماعات الهندوسية المتطرفة التي
تحاول استخدام الوضع في بنغلاديش لتحقيق مكاسب سياسية داخل الهند.
وتحاول هذه
الجماعات استغلال هذه الأحداث في سياق سياسي داخلي من أجل تعزيز النفوذ الهندوسي،
وزيادة الضغوط على حكومة بنغلاديش، التي يرون أن رئيس وزرائها الحليف ناريندرا
مودي يدعمها.
العنف السياسي
والعرقي في بنغلاديش
وتحدث التقرير في هذا السياق عن العنف السياسي الذي شهدته بنغلاديش عقب الإطاحة برئيسة الوزراء
السابقة الشيخة حسينة الصيف الماضي، وهذا "العنف الذي أسفر عن مقتل العديد من
الأشخاص، من بينهم العديد من الهندوس، ارتبط بشكل أساسي بالانتماءات السياسية للأفراد
وليس دينهم".
وتابع التقرير أنه في هذا الصراع السياسي، تم استهداف الهندوس لأسباب
سياسية، وليس بسبب دينهم بشكل مباشر.
وأشار إلى أنه في الأسابيع الأخيرة، ازدادت التوترات في بنغلاديش بسبب "الهجمات على معابد
الهندوس"، وقد ركزت هذه "الهجمات على المعابد الهندوسية في المناطق التي شهدت تجمعات
احتجاجية على خلفية الاعتقالات السياسية، مما أثار مشاعر الغضب والقلق بين أفراد
الأقلية الهندوسية في بنغلاديش".
وأضاف أن هناك اتهامات لمجموعات معينة بوجود تحركات تهدف إلى تشويه سمعة الحكومة
البنغالية المؤقتة، من خلال تصوير الوضع على أنه يشهد هجومًا واسعًا ضد الهندوس.
وقد روجت هذه المزاعم في وسائل الإعلام الهندية، حيث أن الهندوس المتطرفين في
الهند يعملون على تضخيم الوضع للحصول على دعم سياسي داخلي.