ضربت
فيضانات عدة مناطق حول
العالم خلال عام 2024، ما حصد أرواح المئات نتيجة تراكم أو تجمع قدر كبير من الماء الذي كان يغمر الأرض.
وتنجم هذه
الفيضانات في العادة عن هطول الأمطار الغزيرة، وتؤدي إلى زيادة كميات المياه في مجرى مائي، مثل النهر أو البحيرة، والتي تتجاوز أو تتعدى الجبايات، ونتيجة لذلك
يتعدى بعض من الماء حدوده الطبيعية، وتفيض الأنهار والبحار على الشواطئ.
ويوجد
عدة أنواع للفيضانات؛ منها سريعة وتنتج عن هطول الأمطار بكثافة أو الإفراج المفاجئ
من المنبع والانهيارات الأرضية أو الجليدية، أو بطيئة وتتكون من هطول الأمطار
المستمر، أو ذوبان الثلوج بسرعة تتجاوز قناة النهر، وتتمثل أسبابها في الأمطار
الموسمية الغزيرة والأعاصير الاستوائية والبراكين والرياح.
وترصد
"
عربي21" أبرز ثلاثة فيضانات وقعت خلال 2024، وتسببت في مئات
القتلى، ضمن
الكوارث الطبيعية التي لم تتوقف على مدار السنين الماضية:
فيضانات
إسبانيا 2024
في 29
أكتوبر 2024، جلبت الأمطار الغزيرة ما يعادل أكثر من شهر من الأمطار إلى عدة مناطق
في جنوب شرق إسبانيا، بما في ذلك منطقة بلنسيا، ومنطقة قشتالة والمنشف، ومنطقة
الأندلس. وتسببت مياه الفيضانات في مقتل ما لا يقل عن 95 شخصًا وأضرارا جسيمة في
الممتلكات.
بدءًا من
29 أكتوبر 2024 جلب "الطقس البارد" فيضانات مفاجئة هائلة في جنوب وجنوب
شرق إسبانيا، وخاصة في منطقة بلنسيا. وشهدت شيفا ما يقرب من 500 مليمتر (20 بوصة)
من هطول الأمطار، بينما سجلت كل من وتيال وتوريس إجمالي 200 مـم (7.9 بوصة)، مع
حصول البلديات الجنوبية الشرقية الأخرى على 100 مـم (3.9 بوصة).
وفي
الأندلس تسببت العاصفة في أضرار في المباني والطرق والجسور والأراضي الزراعية. وكان
لا بد من إنقاذ العديد من الأشخاص بواسطة الحرس المدني. وأصدر خبراء الأرصاد الجوية توقعات بوقوع
المزيد من العواصف التي ضربت المناطق في 31 أكتوبر 2024.
فيضانات
ريو غراندي دو سول 2024
في 29
أبريل 2024، أثرت فيضانات شديدة ناجمة عن الأمطار الغزيرة والعواصف على ولاية ريو
غراندي دو سول البرازيلية، ما أدى إلى مقتل العشرات، ووقوع انهيارات أرضية واسعة
النطاق، وانهيار سد. ويعد ذلك أسوأ فيضان شهدته البلاد منذ أكثر من 80 عامًا.
وتمثل
هذه الفيضانات الكارثة البيئية الرابعة من نوعها في البرازيل في نفس العام الشمسي،
في أعقاب كوارث مماثلة أودت بحياة 75 شخصًا في يوليو وسبتمبر ونوفمبر 2023.
بدأت
الأمطار الغزيرة والرياح القوية تضرب الجزء الشمالي من الولاية يوم 28 أبريل؛
وبحلول اليوم التالي، كانت قد انتشرت في الولاية بأكملها تقريبًا. وحدثت العواصف
بين 28 أبريل و1 مايو بسبب جبهة باردة مرتبطة بمنطقة الضغط المنخفض فوق البحر، مع
تأثرها أيضًا بتدفق الرطوبة القادمة من شمال البلاد.
وفقًا
لتقرير INMET، فقد وصل معدل هطول
الأمطار إلى أكثر من 150 مليمتر (5.91 بوصة) في بعض أجزاء ريو غراندي دو سول في 24
ساعة في 30 أبريل؛ وأفاد لاحقًا بأن متوسط هطول الأمطار في منطقة بورتو أليغري في
الاثني عشر يومًا الأولى من شهر مايو قد يصل إلى 333.1 مليمتر (13.11 بوصة)، أي ما
يقرب من ثلاثة أضعاف متوسط القيمة الشهرية المسجلة بين عامي 1991 و2020 (113
مليمتر (4.4 بوصة).
فيضانات
الخليج العربي 2024
فيضانات
الخليج العربي نجمت في موسم فيضان بدأ في يوم 14 أبريل 2024 عندما أثرت الأمطار الغزيرة
بشدة على دول الخليج العربي نتيجة "منخفض الهدير"، ما تسبب في فيضانات
مفاجئة في جميع أنحاء المنطقة.
وكان للفيضانات تأثير كبير في جميع دول الخليج،
إذ تأثرت عمان والإمارات العربية المتحدة بشكل خاص أكثر من غيرها، ما أدى إلى
مقتل العشرات، بما في ذلك 19 فقط في عمان. وشهدت مناطق جنوب شرق إيران واليمن
والمنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى دول الخليج الأخرى
كالبحرين وقطر، هطول أمطار غزيرة أدت إلى حدوث فيضانات كذلك.
و على الرغم من أن منطقة الخليج العربي تشتهر بالطقس الحار والجاف، إلا أنها تشهد أيضاً هطول
أمطار بشكل غزير بشكل أكثر انتظامًا في السنوات الأخيرة، ما تسبب في حدوث فيضانات.
وفي عمان
قُتل ما لا يقل عن 19 شخصاً بسبب الفيضانات، وكان من بينهم عشرة من تلاميذ المدارس
وسائقهم وقد جرفت مياه الفيضانات سيارتهم في سمد الشان في 14 أبريل. وعثر رجال
الإنقاذ على جثة فتاة في ولاية صحم، وكانت المنطقة الأكثر تضرراً هي محافظة شمال
الشرقية حيث تم الإبلاغ عن فيضانات واسعة النطاق. وتم إلغاء أو تأخير بعض الرحلات
الجوية من مطار مسقط الدولي.